طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الإمام الخامنئي لمجلس الشورى الإسلامي: العمل الرئيسي لكل عضو بالبرلمان توفير المصلحة الوطنية
27/05/2024

الإمام الخامنئي لمجلس الشورى الإسلامي: العمل الرئيسي لكل عضو بالبرلمان توفير المصلحة الوطنية

وجّه سماحة آية الله العظمى الإمام السيد على الخامنئي، الاثنين 27 أيّار/مايو 2024، رسالة للمشاركين في افتتاح الدورة الـ12 لمجلس الشورى الإسلامي، قائلًا إنّ "أداء اليمين الدستوري ليس عرضًا أو مجاملة؛ وهو قَسم صادق سيكون له تداعيات في الدنيا والآخرة"

وشدد الإمام الخامنئي على أنّ "كل عضو في البرلمان يمثل الشعب الإيراني بأكمله، مما يعني أن العمل الرئيسي للممثل هو توفير المصالح الوطنية"، مشيرًا إلى أنّ "في البرلمان نفسه، يجب ألا تشغل المنافسات الإعلامية غير المجدية والخلافات السياسية الضارة وقت المسؤولية وعمرها القصير".

وعلی هامش افتتاح الدورة الـ12 لمجلس الشورى الإسلامي، تلا الرسالة رئيس مكتب الإمام الخامنئي حجة الإسلام محمد محمدي كلبيكاني.

وجاء نص الرسالة هذه على النحو الآتي:

"بسم الله الرّحمن الرّحیم و الحمد لله ربّ العالمین وصلّی الله علی سیّدنا محمّد المصطفی وآله الطّاهرین لا سیّما بقیّة الله في الأرضین.

والآن وقد بدأت الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي كالمعتاد في الموعد المحدد ودون تأخير، أنحني بتواضع لله العزيز الحكيم وأشكر استمرار وقوة السيادة الشعبية الدينية التي هي هدية الله العظيمة للشعب الإيراني.

كل برلمان جديد يستطيع أن يخلق بريقًا جديدًا في أفق الوطن المشرق ويزيد أمل الأمة وحافزها. إنّ الجمع بين النواب المنتخبين الجدد والنواب المنتخبين من ذوي الخبرة والسابقين يبعث برسالة مفادها بأنّ بيت الأمة (مجلس الشورى الإسلامي) وباستخدام صلاحياته في الدستور والالتزام بمسؤوليته الجسيمة بين أركان البلاد، سيكون قادرًا على الجمع بين الحداثة والابتكار والنضج والجديّة والتشريع وإبعاد الرقابة عن الاضطراب والفوضى وعن الركود والسكون.

ومما لا شك فيه أن التفاعل المنضبط والتعاطفي مع القوى الأخرى وكذلك السلوك الجماعي الصحيح والصبور داخل المجلس التشريعي سيساعد على تحقيق كل خصائص البرلمان المتوازن، وعلى تخليد الذكرى الطيبة للنواب.

والنقطة التي أؤكد عليها دائمًا هي أن البرلمان يجب أن يكون مصدر سكينة ومفعمًا بالأمل ومحفزًا للجميع ويدعو إلى التعاطف والأخوة في البيئة العامة للبلاد.

وفي البرلمان نفسه، يجب ألا تشغل المنافسات الإعلامية غير المجدية والخلافات السياسية الضارة وقت المسؤولية وعمرها القصير؛ وإلا فإن القدرة القيّمة لوجود النواب في هذا المنصب الرفيع ستضيع، وهذه خسارة كبيرة. وهناك نقطة أخرى تتعلق بأداء اليمين الدستوري، فهذا الأداء أو القسم ليس عرضًا أو احتفالًا إنّما هو قسم صادق ومسؤول سيكون له تداعيات في الدنيا والآخرة. وعلى النواب الشرفاء أن يضعوا هذا القسم الشرعي أمام أعينهم طوال فترة تمثيلهم للشعب وأن يعتبروا الالتزام به معيارًا للحكم على أدائهم.

أما النقطة التالية فهي تتعلق بالالتزامات الأخلاقية. إن أسلوب الحياة الإسلامي الذي هو جزء مهم من الفضائل الأخلاقية، يصبح أكثر أهمية في مجال التحديات السياسية والمنافسات المشروعة.

وهنا تكشف طينة التقوى والتسامح والإنصاف والصدق والمسؤولية والعمل المتفاني عن معدنها الأصلي. شهداء رحلة أرديبهشت (شهداء الخدمة، الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه) كانت إحدى خصائصهم مراعاة الفضائل الأخلاقية، لذا يجب أن تؤخذ الرعاية الذاتية في هذا المجال على محمل الجد.

والنقطة الأخيرة هي تذكير بحقيقة أنّ كل عضو في البرلمان يمثل الشعب الإيراني بأكمله، مما يعني أن العمل الرئيسي للممثل هو توفير المصالح الوطنية. وينبغي أن تتم متابعة قضايا الدائرة الانتخابية في إطار النظرة الكلية لقضايا البلاد، ويجب تجنب الإفراط في الموافقة على خطط التطوير والإنماء بطريقة تتجاوز قدرة ميزانية البناء والتنمية. الإخوة والأخوات الأعزاء! إنّ العمل بنية خدمة الناس هو عمل صالح وله ثواب عند الله الحميد العليم في الدنيا والآخرة.

إن جذب قلوب الناس وشكرهم بلا تحفظ هو إحدى المكافآت الإلهية في العالم، والتشييع الجماهيري المليوني للرئيس الراحل ورفاقه الكرام هو مثال على هذا الثواب الإلهي بحيث توافد الأوفياء واليقظون في مدن مختلفة، وأغرقوا الأجساد الطاهرة بالزهور والدموع، وأحيوا ذكرى شهداء الستينيات (الدفاع المقدس/الحرب المفروضة الإيرانية العراقية 1980-1988) للجيل الجديد في البلاد، وردوا عمليًا على آلاف الأكاذيب والافتراءات والشائعات. وفي النهاية أرى أنّه من الضروري أن أشكر ممثلي الدورة الـ11 الكرام، وخاصة الرئيس المجتهد ومجلسه الفاعل".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم