الخليج والعالم
القلق الصهيوني من توسّع علاقات طهران محور اهتمام الصحف الإيرانية
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء (28 أيار/مايو 2024) الضوء على التطورات الميدانية والدولية المتعلقة بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مركزة على الوضع القائم في رفح وآثاره. كما كتبت بعض الصحف عن النفوذ الإقليمي لإيران وخوف الصهاينة منه، خاصة بعد مشاهد الوفود الدولية المعزية بالشهيد الرئيس السيد إبراهيم رئيسي ورفاقه.
"إسرائيل" قلقة من "نفوذ" إيران
رأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط جعفر قنادباشي، في مقابلة مع صحيفة إيران، أن: "أي مسؤول أجنبي يرسل رسالة تعزية أو يحضر حفل تأبين للرئيس الشهيد السيد رئيسي، يعكس بالنسبة إلى "إسرائيل" فشل البرامج الدعائية الواسعة ضد إيران"، فبرأيه أن: "علاقات إيران في المنطقة والنفوذ المتزايد للجمهورية الإسلامية يُشعران الصهاينة بالقلق والانزعاج". وأشار قنادباشي للصحيفة، إلى: "قلق الكيان الصهيوني من وجود بعض المسؤولين ورؤساء الدول في حفل تأبين الرئيس الشهيد ورفاقه"، مؤكدًا أن: "إسرائيل تحاول، بشكل مستمر، إعطاء صورة سلبية عن إيران إلى العالم منذ سنوات، وتسعى إلى تنفيذ العديد من الخطط لزيادة العقوبات ضد إيران".
وأضاف أن: "رد فعل زعماء الدول في مراسم تأبين الرئيس الشهيد هو تأكيد على شرعية الجمهورية الإسلامية".. وتعبير زعماء الدول عن أسفهم لاستشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه لا يعني سوى إثبات شرعية إيران، وأيضًا شرعية الجماعات الفلسطينية التي تدعمها إيران". وبحسب الصحيفة، ذكر قنادباشي: "إسرائيل ظنت أن جماعات مثل حماس وأنصار الله في اليمن وحزب الله ستُحرم من شرعيتها من خلال تشويه صورة إيران، لكن حضور أكثر من 50 مسؤولًا رفيع المستوى ورسميًا من مختلف الدول، خاصة الدول التي كانت إسرائيل تعوّل عليهم، أثبتوا أن حركة الجماعات الموالية لإيران مقبولة وتدعمها دول كثيرة، الأمر الذي مثّل عمليًا "عزلة لـ"إسرائيل"".
كما رأى أن: "حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري مراسم تأبين الرئيس الشهيد مثّل أهم عوامل القلق للكيان الصهيوني"، مشيرًا إلى أن: "مصر لها مكانة مهمة في غرب آسيا والجامعة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، إلا أن طوفان الأقصى غيّر نهج القاهرة لتتجه نحو إيران، وهذا التغير في السياسة يثير قلق إسرائيل". وأكّد قنادباشي أن: "وجود ممثل مصر في إيران هو أمر مهم في المنطقة"، وقال: "بما أن مصر لها مكانة مهمة بالنسبة إلى "إسرائيل" بسبب منطقة رفح الحدودية وقربها من غزة، إلا أن علاقاتها الوثيقة مع إيران أربكت معادلات إسرائيل، لأن مصر قادرة على توفير المساعدات لأهل غزة، وإقامة العلاقات بين القاهرة وطهران قد يغيّر مواقف مصر في مفاوضات وقف إطلاق النار".
فشل ميداني وعزلة دولية
رأت صحيفة جام جم أن: "جرائم الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة تمثل نموذجًا فعليًا للإبادة الجماعية، فخطورة هذه الجرائم، خاصة بعد منع وصول المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة واستخدام الصهاينة أساليب غير إنسانية لتحقيق أهدافهم، جعلت الأوروبيين يدركون أن دعمهم للكيان في السنوات الـ 75 الماضية كان خطأً، والآن يريدون على الأقل حماية سمعتهم والتعويض عن هذا الخطأ". وأضافت الصحيفة: "الأوروبيون يسعون إلى الحفاظ على سمعة دفاعهم عن حقوق الإنسان والديمقراطية الليبرالية، لذلك انضموا تدريجيًا إلى بقية المجتمع العالمي، وبتنا نرى تصرفات منهم لم يكن من المرجح حتى وقت قريب أن تحدث"، موضحًة أن: "مثل تأييد 143 دولة عضوًا في الأمم المتحدة لعضوية فلسطين في هذه المنظمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبتهم مجلس الأمن بالاعتراف بهذه العضوية"، وقالت: "حتى الآن، إذا عارضت الولايات المتحدة هذا الطلب في مجلس الأمن واستخدمت حق النقض (الفيتو)، فذلك لن يقلل من قيمة عمل المجتمع الدولي وسيمكّن فلسطين من أن تصبح عضوًا في الأمم المتحدة بصفة دولة".
ورأت الصحيفة أن: "الدول الأوروبية، خاصة دول مثل النرويج، مع أنها تتبع السياسات الأمريكية على المستوى الكلي، لكن لديها الكثير من المطالبات في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان. ومن أجل الحفاظ على سمعتها، هي تضطر إلى تغيير موقفها إزاء إسرائيل. وعليه؛ بدأت بعض الدول الأوروبية في الأسابيع الماضية معارضة الكيان والاعتراف بدولة فلسطين المستقلة عضوًا في الأمم المتحدة"، مضيفة: "هذه دلائل على أن الجهود التي بذلتها الدول الغربية وأوروبا في الماضي للحفاظ على الكيان كانت خاطئة، إذ سبق أن سوّغوا دعمهم للمجرمين الإسرائيليين بمسوّغات مثل الدفاع عن حقوق اليهود".
وتابعت الصحيفة: "من ناحية أخرى، نشهد نتائج الإجراء الحاسم الذي اتخذته جنوب أفريقيا وعدة دول أخرى في المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل وضد نتنياهو وجالانت. كما أن الإعلان عن تصرفات إسرائيل مثالٌ للإبادة الجماعية والتأكيد على ضرورة الإنهاء السريع للحرب وفتح الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، أدى إلى عزلة الكيان الصهيوني على الساحة الدولية أكثر من ذي قبل".
مشاهد جريمة رفح
هذا؛ وأشارت صحيفة همشهري إلى أن: "الهجوم الصاروخي الذي شنّه الكيان الصهيوني على مخيم اللاجئين الفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزة، مساء الأحد، ونشر صور الأطفال المحروقين أو مقطوعي الرأس، هز المجتمع الدولي، خصوصًا بعد أن أعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاغ "RafafOnFıre" نشر الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم الصاروخي على خيام لاجئي رفح، والذي أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 45 شخصًا"، لافتًة إلى أن: "هذه الجريمة ارتكبت في مكان آمن بحسب المفروض".
وقالت الصحيفة: "ما قام به المحتلون من قصف خيام اللاجئين في رفح يمكن تقييمه بعدة طرائق، فقد حدثت مثل هذه الجريمة بعد هزائم العدو العديدة في الميدان".. وتدمير 4 دبابات ميركافا على يد المقاومين خلال أسبوع واحد فقط، وإطلاق وإسقاط عدة صواريخ على تل أبيب، يوم الأحد، على الرغم من إدعاء العدو بما سمّاه تطهير شمال غزة، لكن كان واضحًا توجيه ضربات قوية للمحتلين في عمليات الكمائن، وهذا بمثابة تدمير وهزيمة كبيرة، كما تمكّن مقاتلو القسام، قبل يومين، من جرّ جنود الاحتلال إلى نفق، وبعد الاشتباك من مسافة صفر، قتلوا وجرحوا وأسروا ما يقرب من 19 شخصًا، هو عمل لا يطاق بالنسبة إلى "تل أبيب". وأضافت: "في هذا الاتجاه يجب أن نفسر الجريمة الأخيرة على أنها الخطوة الأولى للحركة الانتقامية المجنونة للغزاة الجرحى من الإخفاقات المتوالية".