معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية حول الملف النووي: الترويكا الأوروبية ترتكب خطأ استراتيجيًا  
06/06/2024

الصحف الإيرانية حول الملف النووي: الترويكا الأوروبية ترتكب خطأ استراتيجيًا  

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 06 حزيران 2024 بالقرار الذي اتخذته بعض الدول الأوروبية بمحاصرة ومعاقبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في ما يخص ملفها النووي، وتداعيات هذا الأمر.

كما اهتمت بالتطورات الميدانية والعالمية لحرب غزة، والعزلة المستمرة التي يتعرض لها الكيان الصهيوني في العالم، ومحاولة إنعاشه أميركيًا.

الخطأ الإستراتيجي للترويكا الأوروبية

وبهذا الصدد، قال الخبير في الشؤون الدولية رضا الحسيني في صحيفة "جام جم" إن "إحدى المشاكل التي يواجهها الأوروبيون هي الفشل في التعرف على الأحداث الحقيقية من وجهة نظر واقعية، وبعبارة أخرى، لا يزال الأوروبيون ينظرون إلى الدول المستقلة من منظور القرن التاسع عشر".

وأضاف: "كما كان الحال في الماضي، يعتقد الأوروبيون أنه مع انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة وتجاهل التزاماتها تجاه الجمهورية الإسلامية، فإن الأمة الإيرانية ستتوقف، ومع التهديد بفرض عقوبات أو إصدار بيانات مختلفة وتطبيق الدعاية والضغط الإعلامي، يمكن أن تأخذ أوروبا الحقوق غير القابلة للتصرف للأمة الإيرانية رهينة".

وأردف أن "كافة الإجراءات النووية في الجمهورية الإسلامية تستند إلى القوانين التي أقرها مجلس الشورى الإسلامي، وصدر في هذا الصدد قرار واضح تحت عنوان "قانون العمل الإستراتيجي لإلغاء العقوبات"، وقد تمت الموافقة عليه من قبل النواب، وإذا أوفت الدول الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة بالتزاماتها، فإن الجمهورية الإسلامية ملزمة بالوفاء بالتزاماتها، وإلا فلن تكون هناك التزامات خارج البروتوكولات التي قبلتها الجمهورية الإسلامية".

وتابع: "مع الأسف، مرة أخرى فإن الترويكا الأوروبية تعرضت لخطأ إستراتيجي تحت تأثير ضغوط اللوبي الصهيوني، في ما يتعلق بالحقوق النووية غير القابلة للتصرف للشعب الإيراني، ومع هذا الأمر، فإنه ليس بعيدًا أن تبذل الجهود في إعداد البيان الختامي، وهذا الاحتمال يأتي من أن الأميركيين، بحسب بعض الأدلة، لم يوافقوا على هذه المسألة، لأنهم شعروا أن إصدار بيان قاسٍٍ قد يكون له تأثيرات مباشرة على تصرفات إيران ويؤثر بشكل غير مباشر على الانتخابات الأميركية، ولذلك دعوا في رسالة الأوروبيين إلى الصبر أو على الأقل تأجيل إصدار البيان، ولذلك فقد يختار الأوروبيون أخيرًا طريقًا وسطًا حتى لا تكون لإصدار البيان الختامي لهجة قاسية، ومن جهة أخرى يريدون أن يتخذوا موقفًا مستقلًا تجاه أميركا في حال صدوره النهائي".

وأردف: "بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ستتخذ الجمهورية الإسلامية بسرعة الإجراءات المناسبة بناء على فعالية ذلك البيان وتأثيرات مضمونه".

الكيان الصهيوني في غيبوبة

من جانبها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "لفت آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني، إلى نقاط مهمة حول الثورة الإسلامية، حيث قال إن عملية طوفان الأقصى كانت الضربة القاصمة للكيان الصهيوني"، موضحة أن "هناك 5 نقاط أساسية ومهمة يجب أخذها بعين الاعتبار".

وبحسب الصحيفة، فالنقاط هي: 

1. الطوفان: نقطة تحول في تاريخ المقاومة، إذ لا تعتبر عملية طوفان الأقصى حادثة مؤقتة، بل نقطة تحول في تطورات منطقة غرب آسيا والعالم الإسلامي والنظام الدولي. وإن الضربة الحاسمة التي وجهتها المقاومة لكيان الاحتلال ستشكل بالتأكيد فصلًا جديدًا في تاريخها. 

2. نوع الخطاب من عملية الطوفان، ورغم أن عملية طوفان الأقصى تعتبر من أكمل وأدق العمليات في تاريخ المقاومة ضد الصهاينة ميدانيًا وتكتيكيًا، فإنه لا يمكن إنكار الطبيعة الإعلامية والخطابية لهذه العملية الكبيرة والمفتخرة. وأحد الأسباب الرئيسية لهزيمة الصهاينة في حرب الثمانية أشهر الأخيرة في غزة وعجزهم المطلق في عملية الطوفان هو عدم فهمهم للأبعاد العميقة والغنية لخطاب المقاومة وفهم طبيعته ومضمونه. 

3. تنامي معاداة الصهيونية في العالم، فقد أصبح الاحتلال الطرف المهزوم في الميدان بسبب فشله في تحقيق أهدافه الثلاثية في ساحة معركة غزة (تدمير حماس، واحتلال غزة، وإطلاق سراح الأسرى الصهاينة دون شرط)، ومن ناحية أخرى، ولأول مرة في تاريخ العلاقات الدولية، فإنها تشهد تشكيل وتأسيس إجماع عالمي مخالف لطبيعة وأداء هذا النظام غير الشرعي والمحتل.

4. إلغاء خارطة الطريق الصهيونية في القرن الحادي والعشرين، فقد كانت عملية طوفان الأقصى بمثابة تراجع عن خارطة الطريق التي رسمها الصهاينة في القرن الحادي والعشرين. وخارطة الطريق هذه تقوم على تحقيق عنصرين: خلق خطاب آمن وهامش نظري للصهيونية من خلال المرادفة بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية وغيرهما، وتدمير غزة والضفة الغربية وحتى احتلال جزء من الأردن كخطوة أولى لفتح النيل إلى الفرات وتشكيل الشرق الأوسط الجديد. وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الداعمين الرئيسيين للصهاينة في أركان ومكونات خريطة الطريق الخطيرة هذه. ولكن عملية طوفان الأقصى استهدفت المكونات المذكورة، وبالتالي دمرت خارطة الطريق التي رسمتها "تل أبيب" وداعموها.

5. رد الفعل العصبي للصهاينة عند الفشل، فقد تزايدت تكلفة الفشل الإستراتيجي والخطابي والدعائي للصهاينة في عملية طوفان الأقصى ومن ثم حرب غزة بشكل كبير. وفي هذه الأثناء، ليس أمام "تل أبيب" سوى حلين آخرين، فإن قبول هذه الهزيمة الشاملة وقبول عواقبها واسعة النطاق، وتعميق نطاق هذه الهزيمة من خلال الإصرار على استمرار الحرب. ومن المؤكد أن كلا الخيارين سوف يذيبان الصهيونية ويسرعان حركتها نحو سقوطها النهائي. 

الولايات المتحدة أساس الإبادة الجماعية

من جهتها، أكدت صحيفة "إيران": "أن الولايات المتحدة الأميركية دخلت جولة جديدة من تعزيز التزامها الحديدي تجاه الكيان الصهيوني، المعزول في العالم". وكان مجلس النواب الأميركي قد وافق، الثلاثاء الماضي، على مشروع قانون سيتم بموجبه معاقبة مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية. ويأتي هذا الإجراء من قبل الممثلين بعد أن اتخذت المحكمة الجنائية الدولية خطوات لإصدار مذكرة اعتقال بحق قادة الكيان الصهيوني، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

وقالت الصحيفة: "باختصار، فإن إقرار الخطة بالكامل من قبل الكونغرس الأميركي وتحويلها إلى قانون سيتطلب من الرئيس الأميركي فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية".

ولفتت الصحيفة إلى أن حكومة بايدن وصفت طلب إصدار مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بأنه "قاسٍ"، وسبق لمجلس النواب الأميركي أن أعلن، أنه سيستضيف نتنياهو في الجلسة المشتركة للكونغرس، ردًا على حكم المحكمة الجنائية الدولية، ويعني الاجتماع المشترك للكونغرس الاجتماع المشترك لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، ويعتبر من أعلى مستويات الترحيب بالقادة الأجانب في أميركا.

وختمت: "وقد أثار قرار مجلس النواب الأميركي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ردود فعل في العالم، واعتبرت موسكو هذا الإجراء "انعكاسًا حقيقيًا للقوانين الأميركية" بسبب التعامل مع الكيان الصهيوني، والجدير بالذكر أن قضاة المحكمة الجنائية الدولية يجب أن يصدروا قرارهم بناء على طلب المدعية العامة، لكن من غير المعروف كم من الوقت سيستغرق اتخاذ مثل هذا القرار، لأنه في الماضي كان اتخاذ مثل هذه القرارات يستغرق أسابيعَ وربما أشهر".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم