الخليج والعالم
القضايا الدولية تتصدر اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 26 حزيران 2024 بقضية الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الجمهورية الإسلامية في إيران، مع ازدياد حدة المنافسة بين المرشحين وتقارب نسب استطلاعات الرأي.
كما اهتمت بالقضايا الدولية، وبالخصوص المسألة الفرنسية التي تتعقد داخليًا، كما اهتمت بالصراع الروسي الأوكراني، والتصاعد الخطير في المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.
الاختبار الثوري
وبهذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "قبل أيام من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، وبينما يصب تيار حكومة الرئيس السابق حسن روحاني، والإصلاحيون في خانة مرشح واحد، قامت الجبهة الثورية بتقسيم الأصوات على عدة مرشحين".
وقالت: "ما يمكن قوله عن استطلاعات الرأي التي جرت الأسبوع الماضي هو أن المرشحين الثلاثة الأوائل للانتخابات (محمد باقر قاليباف وسعيد جليلي ومسعود بزشكيان) حصلوا على العديد من الأصوات المتقاربة، وكان الفارق في نسبة أصوات هؤلاء المرشحين في الاستطلاعات المختلفة ليس كبيرًا"، مردفةً: "يمكننا القول إن أصوات المرشحين متساوية تقريبًا، وإذا لم يحدث تغيير في حضور المرشحين، فمن المؤكد أن الانتخابات ستنتقل إلى المرحلة الثانية".
وأضافت: "بناء على الاستطلاعات المختلفة يمكن القول إن تقارب الأصوات يجعل من الصعب التنبؤ بالفائز، مع الأخذ في الاعتبار أن الفارق في أصوات المرشحين الرئيسيين للجبهة الثورية ليس فارقًا كبيرًا، ومع الأخذ في الاعتبار أنه وفقًا لاستطلاعات الرأي المختلفة، هناك العديد من الأصوات المترددة، بقدر الأصوات المحتملة لكل منهما، وبحسب التحقيقات التفصيلية التي أجريت في استطلاعات الرأي المختلفة بين سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف، فإن سعيد جليلي لديه أقل عدد من الأصوات المنقولة إلى سلة بزشكيان في حالة انسحابه، وفي حالة انسحاب قاليباف، 4 أضعاف عدد الأصوات المنقولة إلى جليلي ستضاف إلى سلة بزشكيان، الأمر الذي قد يؤدي في بعض الظروف إلى فوز بزشكيان في الجولة الأولى".
الحرب الأهلية تخيّم على فرنسا
من جانب آخر، قالت صحيفة "إيران": "في خضم المشاكل الداخلية والانقسامات السياسية المتعمقة في فرنسا، لم ينسَ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعم المالي والسلاحي للحرب في أوكرانيا".
وأضافت: "يعتبر التركيز الذي يتجاوز الخطة الإستراتيجية لفرنسا قرارًا شخصيًا لماكرون ردًا على تهديد الحركة المنافسة التي تربطها علاقات جيدة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد ماكرون، خلال اجتماعه مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الاثنين الماضي، أن فرنسا ستواصل دعم أوكرانيا على المدى الطويل".
وتابعت: "بصرف النظر عن الانقسامات السياسية في فرنسا، والتي اعتبرها ماكرون بداية الحرب الأهلية، فإن الصراعات في فرنسا لا يمكن اختزالها في المواجهة السياسية، فخلال العام الماضي، وبسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية لإيمانويل ماكرون، كانت شوارع فرنسا دائمًا مسرحًا للاضطرابات والاحتجاجات، كاحتجاج الشعب على مقتل مراهق في السابعة عشرة من عمره على يد الشرطة، مما أدى إلى حرق ونهب الأماكن العامة والمتاجر في باريس ومرسيليا، وإلى الإضرابات على مستوى البلاد. والاحتجاجات القوية ضد رفع سن التقاعد، وهو ما أدى إلى اضطراب واسع النطاق في المدن. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لن تتمكن أي مجموعة سياسية واحدة من الفوز بالأغلبية في الانتخابات التي ستجرى مما يثير مخاوف من حدوث انهيار سياسي واقتصادي".
وبحسب صحيفة بوليتيكو، فإن العرف السياسي يقضي بأن يختار الرئيس رئيسًا للوزراء من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، كما اقترح ماكرون وحلفاؤه فكرة تشكيل ائتلاف واسع يضم ممثلين معتدلين من اليسار واليمين، لكن هذا غير مرجح في مثل هذا المشهد السياسي شديد الاستقطاب، بل قد يؤدي بدلًا من ذلك إلى شل العملية التشريعية.
الحرب النووية في القرن 21
في سياق آخر، كتبت صحيفة "جام جم": "شهدنا في الأيام الأخيرة تصاعد الصراعات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي تحت عنوان حرب أوكرانيا، وكما كان متوقعًا، فقد أدى تآكل هذه الحرب إلى تطورات هائلة في مجال الردع والعمل (في الصراعات الإستراتيجية للأطراف)، وقد غيرت هذه القضية بعض إستراتيجيات السياسة الخارجية والأمنية لروسيا وحلف شمال الأطلسي".
وقالت: "في واحدة من أحدث هذه الحالات، ألقى الكرملين باللوم على الولايات المتحدة في الهجوم الذي شنته أوكرانيا على شبه جزيرة القرم وأعلن أنه بدأ في مراجعة عقيدته النووية".
ولفتت إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية شنت في الآونة الأخيرة هجومين صاروخيين على الأقل على أهداف في شبه جزيرة القرم التي "تحتلها" موسكو، وتقول وسائل الإعلام الروسية، إن ذلك أدى إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم طفلان، وأصيب 151 شخصًا. وأثار تحذير روسيا بمراجعة عقيدتها النووية مخاوف جديدة بين أعضاء الناتو الأوروبيين يجب تطويرها وسيتم الإعلان عن الخطط قريبًا.
ورأت أن الثالوث النووي في البنية الدفاعية لروسيا يعني القوى النووية للبلاد في ثلاثة مجالات، صواريخ نووية أرض - جو، وغواصات مسلحة نوويًا، وطائرات إستراتيجية تحمل قنابل نووية، ويأتي الإعلان عن هذه الأخبار في وقت قال المتحدث باسم الكرملين إنه لا يوجد سبب لاستخدام الأسلحة النووية طالما أن "العمليات العسكرية الخاصة" تسير وفق الخطة، وكان قد أكد أن روسيا لن تستخدم ترسانتها النووية إلا في حالة بروز "تهديد لوجود روسيا"، وقد حدث التغيير في العقيدة النووية الروسية بعد دعم واشنطن للهجوم الأخير في شبه جزيرة القرم.
وشددت على أنه في كل الأحوال، يبدو أن عمق ونطاق الحرب في أوكرانيا يتزايد، ومن الممكن أن تمتد هذه القضية إلى المجالات النووية أيضًا، وفي هذه الحالة سنواجه أزمة لا يمكن السيطرة عليها في النظام الدولي، وهو ما سيواجهه أعضاء الناتو، وليس من قبيل الصدفة أن يعتقد العديد من محللي القضايا الأوروبية والروسية بتصاعد الأزمة واستحالة إدارتها في المستقبل القريب.