معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: نظام الجمهورية الإسلامية بات أقوى وأقدر
29/06/2024

الصحف الإيرانية: نظام الجمهورية الإسلامية بات أقوى وأقدر

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 29 حزيران 2024 بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم أمس، فحللتها بأبعادها المختلفة، من حيث الحضور من مختلف التوجهات، وآثار إجراء الانتخابات على المستوى الإقليمي والدولي، وغير ذلك.

ثبات الدبلوماسية الخارجية الإيرانية

وبهذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بالإضافة إلى الحساسيات الوطنية، كان للانتخابات الرئاسية في جمهورية إيران الإسلامية أيضًا بعد دولي، فإيران لا تعتبر قطبًا مهمًا في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي فحسب، بل بسبب قيادتها جبهة المقاومة المتنامية ضد الهيمنة الغربية، حولت أعين العالم كله إلى تغييراتها البنيوية السياسية الداخلية".

وتابعت: "خلال الأعوام الـ 35 التي مرت منذ قيادة آية الله العظمى الإمام السيد علي خامنئي، وعلى الرغم من مركزية أجندته في الشؤون الإستراتيجية، لم تكن الحكومات الإيرانية المتعاقبة تمتلك خطابًا ثابتًا في سياستها الخارجية، لكن تم الالتزام بجميع الخطوط الحمراء الدبلوماسية للنظام الإسلامي والثوري، بما في ذلك عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، واستمرار دعم محور المقاومة في المنطقة، ويمكن القول إن الجمهورية الإسلامية كانت لديها لغة دبلوماسية واحدة في هذه السنوات، ولكن بلهجات محافظة وإصلاحية مختلفة أو مزيج من الاثنين".

وبحسب "وطن أمروز"، فإن وصول حسن روحاني إلى السلطة لم يكن يعني العودة الكاملة إلى النهج الغربي الذي اتبعته حكومة خاتمي، وتحت شعار "التفاعل البناء مع الغرب والتوازن تجاه الشرق"، أوكلت حكومة روحاني شبه الإصلاحية المشروع الدبلوماسي إلى فريق ظريف، وكانت النتيجة عمليتين مختلفتين بعد فترة قصيرة مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، مما أدى إلى توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة، وفي إدارة روحاني الثانية، حمل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السيف في وجه طهران، وانتهى الأمر بالأمة الإيرانية إلى تمزيق خطة العمل الشاملة المشتركة من قبل نيويورك".

وقالت: "أما حكومة الرئيس الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، فكانت قد أرست سياسة التطلع إلى الشرق، عبر تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا والعضوية الفعالة في الاتفاقيات والمنظمات الإستراتيجية الدولية مثل البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، والاتحاد الأوراسي".

وختمت: "هذا الاستقرار القوي في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية لم يطور فقط جبهة المقاومة الإقليمية في شكل تحالف عالمي كبير يضم روسيا وفنزويلا وكوبا والعراق وسورية واليمن ولبنان وفلسطين وأفغانستان وغيرها، بل هيمنة الغرب جعلت الصين وغيرها من القوى الاقتصادية الناشئة أكثر تصميمًا على إنشاء أطر جديدة متعددة الأطراف، بما في ذلك تجارة الطاقة، والأسواق المستقلة، والعملات البديلة للدولار".

أقوى من ذي قبل

في سياق متصل، قالت صحيفة "جام جم" إن الاستقرار السياسي الذي تشهده الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الفترة ما بين استشهاد السيد رئيسي وإجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة يحمل رسالة واضحة للغاية إلى داخل إيران وخارجها"، موضحة أن الرسالة الأولى تتعلق بمن لا يزالون يفكرون في الإطاحة بالنظام وممارسة الضغط ضد الشعب الإيراني ويريدون خلق المشاكل بطرق مختلفة.

وأضافت: "على هؤلاء أن يعلموا أن النظام والثورة يحظيان بدعم الشعب، وأن التصرفات التي يقومون بها للضغط على الأمة هي مثل "دق الماء"، ويجب تذكيرهم بأن مثل هذه الأمور هو في الواقع مضيعة للوقت والطاقة، وعليهم أن يغيروا مسار توجهاتهم ويفكروا في التفاعل والتعاون والرفقة والمساعدة مع الشعب الإيراني الكريم، بعدما ظلوا لسنوات يتابعون تلميحات الإذاعات الأجنبية وأجهزة التلفاز المستأجرة إلى أن نظام الجمهورية الإسلامية سيسقط اليوم أو غدًا، ولكن الحقيقة أنه بات أقوى وأقدر".

ولفتت إلى أن "الرسالة الثانية تتعلق بأصدقائنا في جميع أنحاء العالم، وكما في الماضي، يمكنهم الاعتماد على دعم الجمهورية الإسلامية وثقتها، لأنه كما أظهر نهج الجمهورية الإسلامية، كنا دائمًا مع قوى المقاومة".

ورأت أن "هذه النقطة تجدر الإشارة إليها، وأنه بالنسبة لأصدقائنا في المنطقة وخارجها، فإن هذا الأمر ثابت، ذلك أن الانتخابات التي ستجرى في إيران، ونظرًا لتنوع الآراء السياسية التي يمكن أن تظهر فيها، لن تخلق أي مشكلة خاصة في طريق التقدم والتطور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

إيران الثورية والاستقرار السياسي

من جانبها، كتبت صحيفة "قدس": "في أقل من أربعة أشهر، أجرت جمهورية إيران الإسلامية ثلاثة انتخابات مهمة: الانتخابات النيابية، والتي صودف أن جرت على دورتين، وانتخاب خبراء القيادة، والانتخابات الرئاسية".

وقالت: "وفي هذه الأثناء فقدت إيران رئيسًا ووزيرًا مهمَّين، لكن الغريب أن هذه الانتخابات الثلاثة لم تؤثر في استقرار البلاد ولا تلك الخسارة المحزنة والكبيرة".

وتابعت: "تصبح هذه القصة أكثر غرابة عندما نرى، على سبيل المثال، أنه في جارتنا الشرقية لأكثر من عقدين من الزمن، لم تنشأ حتى حكومة قوية، و في جارتنا الجنوبية الشرقية باكستان، فقد أطاحت الولايات المتحدة بآخر حكومة شرعية، وأصبح رئيس الحكومة الذي صودف أنه كان لديه هيئة شعبية، قيد الاعتقال الآن، وجارتنا الجنوبية البحرين التي لا يتجاوز عدد سكانها حتى نصف عدد سكان مشهد، ما زالت تحت الحكم الملكي المطلق، وفي دولة الإمارات الراقية جدًا، منذ قيامها، لم تجر سوى خمسة انتخابات نيابية، ناهيك عن أن 20 نائبًا من أصل 40 يجري تعيينهم من قبل أمير الإمارات، وفي السعودية التي تعتبر قائدة العرب وكل الدول العربية تابعة لها لم تجر حتى الآن عملية انتخابية واحدة".

وأردفت: "في مثل هذه المنطقة، تمكنت إيران من إجراء ثلاثة انتخابات مهمة في أربعة أشهر دون أدنى توتر، وذلك بسبب ثلاثة عوامل:
أولًا الدستور المتقن، فدستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحده يكفي لإبقاء أفواه جميع تلك الدول التي ذُكرت أسماؤها أعلاه مفتوحة، حتى لو لم تعلن رغبتها في ذلك، وثانيًا الحضور الشعبي، ففي أي من الدول المحيطة، إذا توفي الرئيس في أثناء قيامه بواجباته، حتى قبل تشكيل البرلمان، فسوف يزعزع ذلك استقرار كل شيء، لكن في إيران، الشعب هو الذي يدفع الأمور إلى الأمام، وهو الذي بعد استشهاد الرئيس حضر تشييعه بالملايين، وثالثًا، نعمة الولاية، والتي تشكل عامل الاستقرار الأخير وربما الأهم في هذه المنطقة من العالم، والفقيه في نظام الجمهورية الإسلامية، رغم أنه يتمتع بصلاحيات واسعة جدًا، فإنه يقف بقوة على تطبيق مصالح الشعب ولا يسمح بأي انتهاك لها".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم