الخليج والعالم
بايدن يُصرّ على مواصلة حملته الانتخابية بالرغم من معارضة ديمقراطية واسعة
ما تزال تداعيات المناظرة الرئاسية بين الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن والمرشح لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب، والتي جرت في "أتلانتا" الشهر الماضي، مستمرة. فالأداء الكارثي لبايدن وهفواته المتكرّرة أظهرت علامات تُشير إلى سوء وضعه الصحي، وتُنذر بعدم قدرته على القيام بوظائف الرئيس.
وآخر هفوات بايدن كانت، يوم أمس الخميس 11/7/2024، حين ارتكب خطأً فادحًا خلال قمة حلف شمال الأطلسي التي تقام في واشنطن، إذ أشار عن طريق الخطأ إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه الرئيس بوتين.
بايدن يرفض ضغوط الديمقراطيين
بايدن لم يُعِر انتباهًا لدعوات تنحّيه وانسحابه من السباق الرئاسي، بل أكّد رفضه الضغوط المتزايدة من الديمقراطيين للانسحاب، مشيرًا في اتّصال مع موظفي حملة إعادة انتخابه إلى أنّه زعيم الحزب الديموقراطي، ولا أحد يدفعه إلى الرحيل.
ولم يكتفِ بايدن بهذا التأكّيد؛ بل أتبعه بخطوات أخرى لمحاولة إنقاذ حملة إعادة انتخابه، وذلك من خلال اتّصالات ولقاءات أجراها مع كبار المشرعين والحكام الديموقراطيين، وتعزيزه لطاقم حملته الانتخابية. كما أنّ فريقًا من كبار قادة الحزب الديمقراطي يدافعون عن بقائه في السباق، متذرعين بأن ليلة واحدة سيئة لا تنقص من نجاحاته السابقة.
وفي مقابل مساعي بايدن للتمسّك ببقاء حملته الانتخابية، أعلن زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي حكيم جيفريز، أمس الخميس 11/7/2024، أنّ قيادة الديموقراطيين ستجتمع في وقت لاحق لتحديد الموقف من بقاء بايدن في السباق الرئاسي، موضحًا أنّه لا يوجد حتّى الآن اتفاق مع بايدن بشأن جدولة لقاء مباشر معه، مؤكّدًا التزامه مع نواب حزبه بنقل مخاوفهم وقلقهم للرئيس حيال قرار الاستمرار في المنافسة في الانتخابات. وقال النائب جيم كلايبرن، وهو أحد كبار المشرعين وحليف لبايدن منذ مدة طويلة، إنه سيدعم "انتخابات تمهيدية مصغرة" إذا غادر بايدن السباق، مشيرًا إلى أنّ أداء بايدن في المناظرة "هو أمر مثير للقلق".
كما أنّ العديد من أقرب حلفاء بايدن، ومنهم أشخاص يشاركون بشكل مباشر في الجهود المبذولة لإعادة انتخابه، قالوا لشبكة "إن بي سي نيوز" إنهم يرون الآن أن: "فرصه في الفوز تقترب من الصفر"، فيما أكّد أحد مسؤولي حملته الانتخابية: "إنه بحاجة إلى الانسحاب.. لن يتعافى من هذا أبدا".
أكثر من نصف الديموقراطيين يريدون من بايدن إنهاء حملته الانتخابية
بحسب استطلاع رأي جديد، أجرته "واشنطن بوست" و"أيه بي سي نيوز" و"إيبسوس"، أنّ أكثر من نصف الديموقراطيين يريدون من بايدن إنهاء حملته الانتخابية بعد أدائه الكارثي أمام ترامب في المناظرة الرئاسية. وقد حصل كِلا المرشحين على دعم بنسبة 46 % بين الناخبين المسجلين في الاستطلاع، وفي ما يريد نحو 56 % من الديموقراطيين وثلثي الأميركيين بشكل عام أنّ ينسحب بايدن، وقال نصف المشاركين بهذا الاستطلاع إنّ على ترامب أيضًا أن ينسحب.
إذًا؛ لن يكون أمام الحزب الديمقراطي وقتٌ طويل لحسم مصير بايدن، ولحين انعقاد المؤتمر العام للحزب بين 19 - 22 آب/أغسطس القادم في مدينة شيكاغو، سيكون الترقّب سيّد المشهد في الولايات المتحدة الأميركية لما ستؤول إليه الأمور.
الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامبجو بايدن