الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: العملية اليمنية على "تل أبيب" في الصدارة
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم بالوضع العالمي ولا سيما الإرهاصات التي تظهر حول الانتخابات الرئاسية الاميركية وتفاعل الوضع الانتخابي مع "سردية" محاولة اغتيال المرشح دونالد ترامب.
كما أخذ استهداف القوات اليمنية "تل أبيب" مجالًا واسعًا من التحليل والرصد في الصحافة الإيرانية اليوم.
وعلى أعتاب تشكيل الحكومة واختيار الوزراء، اهتمّت الصحف أيضًا باللون الذي ستكون عليه حكومة مسعود بزشكيان وموقفه من أمور متعددة كالمقاومة والعلاقات الخارجية مع العالم.
العواقب السياسية لمحاولة اغتيال ترامب
بداية مع صحيفة "وطن أمروز" التي كتبت: "بعد محاولة الاغتيال المشتبه بها، أصبح دونالد ترامب بطلاً لبعض المواطنين الأمريكيين، وبمجرد أن سخر الرئيس الأمريكي السابق من بايدن بسبب كبر سنه وإعاقته العقلية، فإن الرصاصة التي مرت بأذنه جعلت منه صورة زائفة لسياسي قوي ومستقر".
وتابعت "في هذه الأثناء، قليل من الناس يطرحون هذا السؤال المهم: لماذا حدث الاغتيال قبل يومين بالضبط من انعقاد لجنة الحزب الجمهوري! كما أن القليل من السياسيين في أمريكا في الوقت الحاضر يجرؤون على تحليل سبب وقوع هذه الحادثة في ولاية بنسلفانيا! إن زمان ومكان الاغتيال أمر مريب مثل كيفية وقوع الحادثة: وهذا يعني غموضاً في نص القصة وما وراءها!
وتظهر استطلاعات الرأي العامة التي أجريت في أميركا بعد محاولة اغتيال ترامب أن المسافة بين الرئيس السابق والحالي للولايات المتحدة قد زادت في سباق 5 تشرين الثاني/نوفمبر و15 تشرين الثاني/نوفمبر، وفي الولايات الرمادية مثل بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان وجورجيا وأريزونا، تمكن ترامب من التغلب على منافسه بايدن بفارق 3 إلى 10 بالمئة".
وأضافت: "خلف الكواليس، تحاول هيلاري كلينتون والسياسيون الذين يطلق عليهم المندوبون الكبار (الممثلون الخاصون) وضع الأساس لرحيل بايدن الطوعي من البيت الأبيض...إن الأزمة التي يعيشها الحزب الديمقراطي الأمريكي عميقة ومستمرة لدرجة أنها همشت الخلافات الداخلية في الحزب الجمهوري! ...لقد وصل الأمر إلى النقطة التي أصبحت فيها ولايتان مهمتان (جمهوريتان) حمراوَان، وهما جورجيا وأريزونا، ولايتين (ديمقراطيتين) زرقاوَين".
وختمت: "الوضع واضح: ترامب يصرف شيك محاولة اغتياله في ولاية بنسلفانيا، ويواجه جو بايدن بالمزيد والمزيد من الضغوط من أعضاء حزبه للتنحي بشكل دائم، إن التغيرات داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي هي علامة على وجود حكومة ضعيفة ومسببة للأزمات في أمريكا".
رسائل هجوم اليمن على "تل أبيب"
بدورها، ركّزت صحيفة "جام جم" على الحدث اليمني، فقالت: "نظراً لاستمرار جرائم النظام الصهيوني في غزة، فإن إحدى القضايا المهمة التي وضعها الجيش الوطني اليمني على جدول أعماله وفقاً لتوجيهات حكومة الإنقاذ الوطني هي نصرة شعب غزة المظلوم وضرب العمود الفقري الاقتصادي للكيان الصهيوني بهدف الحد من قوة هذا النظام في استمرار جرائمه ضد الشعب الفلسطيني".
وأردفت "في الاتجاه نفسه، تمكنت المقاومة اليمنية خلال الأشهر الأخيرة من توجيه ضربات كبيرة لاقتصاد النظام الصهيوني، لدرجة أنه تم إغلاق ميناء "أم الرشراش" (ميناء إيلات) وتوقفت أنشطته الاقتصادية، وسبق أن حذر كبار مسؤولي المقاومة مرات عديدة من أنه إذا استمرت جرائم النظام الصهيوني ضد أهل غزة، فإن الضربات القاتلة التي توجهها المقاومة إلى قوة النظام الصهيوني الاقتصادية والعسكرية والسياسية ستستمر، ومع الأسف رأينا أنه رغم هذه التحذيرات فإن الصهاينة يواصلون جرائمهم والسبب في ذلك واضح، لأن وقف هذه الجرائم يعني التدمير الكامل لحكومة نتنياهو، وكون النظام الصهيوني على وشك الانهيار، وبناءً على ذلك يواصل النظام الصهيوني جرائمه".
وتابعت: "أهم الأضرار التي ألحقتها المقاومة اليمنية بالعمود الفقري العسكري والسلاحي والاقتصادي للكيان الصهيوني، هي تحليق ساعات من الطائرات المسيرة الخاصة التابعة للجيش الوطني اليمني المسماة "يافا" والقادرة على تفادي أنظمة الاعتراض، حيث هاجمت رادارات العدو من خلال قطع مسافة تزيد عن 700 كيلومتر... استهدفت هذه الطائرات بدون طيار أحد المراكز العسكرية المهمة للكيان الصهيوني، والذي كان يقع بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب، وألحقت به ضربات قاتلة".
وبحسب "جام جم": "يظهر هذا الهجوم أن كبار مسؤولي المقاومة ما زالوا ملتزمين بالتعاون مع شعب غزة المظلوم والقوي، ويتخذون إجراءات ضد جرائم النظام الصهيوني بطرق وأشكال مختلفة، ولذلك فإن الهجوم الأخير بالطائرات بدون طيار يعتبر أحد الإنجازات الجديدة للجيش الوطني اليمني، وإذا استمرت جرائم النظام الصهيوني، يمكن للمقاومة اليمنية توجيه الضربات القادمة الأكثر فتكاً من خلال تحديد نقاطها الإستراتيجية والحيوية، وفي الواقع، ينبغي النظر إلى الهجوم الأخير على أنه يحتوي على رسالة واضحة وشفافة من مقاومة النظام الصهيوني وداعميه، وهي استمرار المقاومة في نصرة شعب غزة المظلوم، كما حذرت فصائل المقاومة الصهاينة بهذا الهجوم من أنها قادرة على توجيه ضربات أقوى لهذا النظام ولا بد أن الصهاينة قد أدركوا أيضاً أنهم إذا هاجموا لبنان فسوف يواجهون ضربات أشد بكثير".
الجمع بين المقاومة والمرونة في السياسة الخارجية
أمّا صحيفة "مردم سالاري" ذات التوجه الإصلاحي فجاء فيها أن "صنع السياسات العامة له ركائز تشكل أساس الحكم وإدارة الشؤون العامة وتحقق نوايا وأهداف صانع السياسات أو الحاكم، وهذه الأسس ذات أهمية كبيرة في السياسة الخارجية وتشكل أساس السياسة الخارجية والعلاقات الدولية... لقد تجنبت سياسة إيران الخارجية التي تحددت في إطار المبادئ الإسلامية، تصميم وتنفيذ سياسات مزدوجة ومتضاربة، وتعتبر هذا النهج غير مرغوب فيه! والآن وبعد أن أصبحت الحكومة الرابعة عشرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة السيد الدكتور بزشكيان على وشك اختيار الوزراء وتنفيذ الوعود والسياسات المعلنة خلال الحملات الانتخابية، فإن ميثاق السياسة الخارجية لهذه الحكومة، تم التأكيد فيه على العلاقات الشاملة مع جميع الجهات الفاعلة في النظام العالمي، ويمكن اعتبار ميثاق السياسة الخارجية لحكومة الدكتور بزشكيان...لاختيار المرشحين للوزارة وإدارة حكومته، بمثابة "إيمان بضرورة التوأمة بين المقاومة والمرونة في السياسة الخارجية".
ووفق الصحيفة، فإن أمل غالبية المواطنين الإيرانيين في تحسين ظروفهم الاقتصادية والمعيشية، والذي يتضمن الجزء المهم من وعود السيد مسعود بزشكيان، لا يتم إلا من خلال إقامة أو تطبيع العلاقات مع جميع الجهات الفاعلة في النظام العالمي، وخاصة الدول الكبرى".
وأكدت أن "السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة تقوم على ركيزتين المقاومة والمرونة في نفس الوقت...وقد أثرت النظرة الواقعية للسيد بزشكيان للتطورات والنظام العالمي في اختيار نهج المقاومة باعتباره الجزء الأول أو الأساس لسياسات حكومته في السنوات الأربع المقبلة، هذه النظرة الواقعية دفعت إيران إلى اختيار نهج المقاومة في سياستها الخارجية على أساس مبدأ القوة وفهم القوة في النظام العالمي".
وأشارت الى أن "قوة المقاومة في السياسة الخارجية والنظام العالمي وهو ما أكدت عليه الحكومة الرابعة عشرة وبالطبع نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو ما اتضح في الرسائل المتبادلة الأولية بين بزشكيان وقادة المقاومة ... وكذلك تناول الجزء الثاني من ميثاق السياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة المرونة في السياسة الخارجية، والتي أكدت على أن هذه المرونة يجب أن تكون مصحوبة ومتزامنة مع المقاومة".
وشدّدت على أن "المرونة في السياسة الخارجية تعني محاولة إقامة علاقات أو تطبيع العلاقات مع كل الجهات الفاعلة في النظام العالمي، تطبيع علاقات إيران مع جميع أطراف النظام العالمي، والذي يضم مجموعة واسعة من الحكومات والمنظمات الدولية وغيرها".
وختمت إن "الوضع الاقتصادي الهش وغير المستقر لإيران، والذي هو نتيجة للعقوبات الواسعة والساحقة التي فرضها الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران، جعل المواطنين الإيرانيين حريصين على تغيير سياستهم الخارجية والعلاقات بين إيران والغرب".
الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالقوات المسلحة اليمنيةدونالد ترامبتل أبيب