رسائل وتداعيات حكم "لاهاي" محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد (21 تموز 2024) بالتطورات والأحداث الإقليمية والدولية، حيث أشارت في بعض مقالاتها ومقابلاتها مع الخبراء إلى الوضع السيئ للكيان الصهيوني على مستوى العالم، وبالخصوص بعد الهجوم الأحمق على الحديدة في اليمن والذي أعطى أنصار الله الخيارات الواسعة للمواجهة.

كما اهتمت بالتطورات الداخلية ومساعي الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان لتوحيد الصفوف في سبيل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

رسائل وتداعيات حكم لاهاي التاريخي ضدّ الصهاينة

أعلنت محكمة العدل الدولية (لاهاي)، أعلى محكمة في الأمم المتحدة، مساء الجمعة، أن استمرار وجود النظام الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني وطالبت بإنهاء فوري للاحتلال، وهذه هي المرة الأولى التي تتّخذ فيها محكمة لاهاي إجراءات لإدانة النظام الصهيوني، ويُعتبر هذا الحكم، الذي صدر بشكل استشاري وغير ملزم، تطوّرًا مهمًا في التوجّه الدولي تجاه احتلال الأراضي الفلسطينية. 

وفي مقابلة أجرتها صحيفة "قدس" مع علي عبدي، أحد كبار الخبراء في الشأن الفلسطيني، تحدث عن أسباب وأهمية هذا القرار الأخير.

وقال في هذه المقابلة: " مباشرة بعد إعلان قرار محكمة العدل في لاهاي، اتّخذت جميع التيارات السياسية والمعارضة، مثل حزب يائير لابيد، موقفًا قويًا ضدّ هذا البيان، وهذا يدل على عدم وجود خلاف بين التيارات "الإسرائيلية" حول قضية الاحتلال في فلسطين، والسلوكيات الإرهابية ضدّ أهل غزّة ورفح، وحتّى السلوكيات العنصرية والفصل العنصري في بناء الجدران العازلة والمستوطنات السكنية بين التيارات الداخلية للضفة الغربية".

وتابع عبدي لصحيفة "قدس" :"سيفرض إعلان حكم محكمة العدل الدولية التزامات قانونية دولية على النظام "الإسرائيلي"، لكن لا توجد آلية لتنفيذه، ولذلك فمن المحتمل أن يرفض النظام الصهيوني وبدعم من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية تنفيذ الحكم، رغم أنه سبق أن رفض تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن وقف البناء الاستيطاني بدعم من الحكومة الأميركية السابقة، ورغم أن الحكم الذي أصدرته محكمة لاهاي جاء منسجمًا مع أحكام قانونية سابقة ضدّ تل أبيب، إلا أن تنفيذه يعتمد على المؤسسات القانونية وحتّى الدول العربية والإسلامية.

وفي ما يتعلق بالحكم الأخير، لا بد من الإشارة إلى نقطتين: أولًا، تم تقديم "إسرائيل" كنظام فصل عنصري من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974، ولكن لسوء الحظ، بعد 20 عامًا، وفي الوقت نفسه الذي انعقد فيه اجتماع أوسلو، استخدمت الجمعية العامة حق النقض ضدّ القرار بسبب ضغوط من الولايات المتحدة، لكن بعد عملية طوفان الأقصى وإيقاظ الرأي العام في العالم وتوضيح أبعاد الإبادة الجماعية في غزّة، تم تقديم "تل أبيب" مرة أخرى كنظام إرهابي وإجرامي وعنصري بين كافة شعوب العالم، والآن، ومع التصويت الأخير لهيئة قانونية دولية تؤكّد وضع الفصل العنصري في "إسرائيل"، تم تحقيق الإنجاز الأعظم للفلسطينيين والمقاومة...النقطة الثانية، في ما يتعلق باحتلال "إسرائيل" لفلسطين، فقد صدرت عدة قرارات خلال الثمانين عامًا الماضية، منها 242 374 بعد احتلال الضفّة الغربية لنهر الأردن وغزّة ومرتفعات الجولان وصحراء سيناء بعد حرب 1967، ولكن للأسف بسبب مرور الزمن، نسي النظام الصهيوني هذه القضية في المستوطنات غير القانونية والتطورات غير المصرّح بها، ولكن الآن حُكم محكمة لاهاي سلط الضوء على قضية الاحتلال".

"التوافق" وصفة بزشكيان

كتبت صحيفة "جام جم": " أكّد مسعود بزشكيان مرات عديدة في حملاته الانتخابية، أنه يعتبر وحدة القوى السياسية أمرًا ضروريًا وحاجة مجتمع اليوم ونخبه والحكومة، ويعتبر أن حل معظم المشاكل يكون في تخفيف التوترات، لقد أدرك بشكل صحيح أن التوترات لا تنفع البلاد بل تساهم في انخفاض القدرة الاجتماعية على الصمود وتراجع ثقة الجمهور؛ ولذلك فقد أظهر بحضوره الاجتماعي مع مختلف الأطياف الإجماع الوطني والتضامن في ظل السياسات الأساسية للنظام... ومن خلال حضوره الاجتماعات والتأكيد على متابعة مطالب الشعب، أظهر الرئيس المنتخب أنه يسعى إلى تعزيز تمسك المجتمع بالقيم والمعتقدات المشتركة ويسعى إلى تعميمها على كافة المستويات، وظهر ذلك من خلال حلقة الوصل بين مختلف أطيافه الناس".

وتابعت: " إن اللقاء مع مختلف الأطياف وأخذ النصائح حتّى من منافسي الأمس وإخوة ورفاق اليوم يُظهر الإرادة لتجنب التوترات على كافة المستويات وهو تعبير عن حقيقة أن اللعبة ليست فقط بالتعادل الصفري... وتأكيد الرئيس المنتخب على ضرورة التوافق يُظهر أنه يسعى إلى تقليص الفجوات وأنه ضدّ أي عمل وفكرة تُعطّل هذه الاستراتيجية ولا مكان لها في منظومته المعرفية. وكما أظهر في حملاته الانتخابية...". 

لقاءات الرئيس المنتخب مع عائلتي الشهيد إبراهيم رئيسي والشهيد الحاج قاسم سليماني تستحق الاهتمام، بادئ ذي بدء، بزشكيان يُقدّر ويشعرون بالامتنان للجهود التي بُذلت، ثانيًا، في لقائه مع عائلة الشهيد رئيسي، وضع عمليًا استراتيجية الخدمة الصادقة على رأس جدول أعماله، وأظهر أنه، مثل الرئيس الشهيد، لا يكل في تلبية مطالب الشعب، وأيضًا تجديد العهد مع عائلة الشهيد الحاج قاسم سليماني يُصنف ضمن تكريم ذكرى واسم الشهيد، ولا شك أن هذا اللقاء يمكن تصنيفه بحسب رمزيته الداعمة للمقاومة".

رد نتنياهو الأحمق

كتبت صحيفة "وطن أمروز": " منذ تشرين الثاني/نوفمبر، نفّذ الجيش اليمني عشرات الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على السفن التجارية المرتبطة بالكيان الصهيوني في البحر الأحمر وبحر العرب، وينفّذ الجيش اليمني هذه العملية دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزّة، من ناحية أخرى، أنشأت واشنطن تحالفًا بحريًا دوليًا زعمت أنه يدعم الشحن في البحر الأحمر وبحر العرب، لكن وفقًا لتقارير إعلامية، فشل هذا التحالف بالفعل في مواجهة هجمات أنصار الله الصاروخية في اليمن".

وتأتي هذه التطورات في وقت هاجم فيه الجيش اليمني نقطة في "تل أبيب" بطائرة مسيّرة صباح الجمعة، ما أدى إلى مقتل صهيوني وإصابة عدد آخر، من ناحية أخرى، استهدفت طائرات حربية "إسرائيلية" المنشآت النفطية بميناء الحديدة وأحدثت حريقًا هائلًا فيها، وأدت هذه الهجمات إلى استشهاد وجرح عدد من المواطنين اليمنيين".

وتابعت: " الهجوم "الإسرائيلي" على اليمن بالأمس (السبت) يحمل عدة رسائل واضحة يمكن أن تغير معادلات المنطقة لصالح محور المقاومة:

1.    لقد أثبت اليمن خلال الأشهر الثمانية الماضية أن لديه أسلحة متميّزة، كشفت جماعة أنصار الله اليمنية عن صواريخ جديدة وطائرات مسيّرة وأسلحة حديثة، وقصفت أنصار الله اليمنية بشكل متكرّر ميناء "إيلات" والمناطق الجنوبية من الأراضي المحتلة، مما يدل على أنها تتمتع بقوة صاروخية عالية.

2.    تمكّن اليمن من تغيير المعادلة العسكرية للمنطقة بعد عملية طوفان الأقصى وفتح جبهة جديدة والاشتباك مع النظام الصهيوني، هذه المعادلة العسكرية جعلت الحرب في غزّة صعبة للغاية بالنسبة لـ"إسرائيل".

3.    في الأشهر القليلة الماضية، استهدف اليمن لأول مرة الشريان الحيوي والاقتصادي لـ"إسرائيل"، وكان هذا الضغط كبيرًا لدرجة أن الولايات المتحدة وبريطانيا نظمتا تحالفًا لمهاجمة اليمن، لكنهما لم يتمكّنا من وقف الهجمات وحتّى اليمن هاجمت السفن العسكرية الأميركية.

4.    الهجوم اليمني المباشر والمعقّد بطائرات من دون طيار لمسافة 2500 كيلومتر ضدّ "إسرائيل" والهجوم على قلب "تل أبيب" غيّر المعادلة بالنسبة لـ"إسرائيل"، ولم يكن أمام تل أبيب، التي لم تكن تنوي الدخول في صراع رسمي ومباشر مع صنعاء قبل عدة أشهر بطلب من الولايات المتحدة، خيار سوى الرد بعد الهجوم الأخير، رغم أنه، بحسب محلّلين، كان حماقة عسكرية لنتنياهو. 

5.    الهجوم "الإسرائيلي" على ميناء الحديدة سينتهي لصالح اليمن...ومن المؤكد أن هذا الهجوم يمكن أن يُدخل اليمن إلى ميدان جديد ويضع خيارات جديدة على الطاولة لمفاجأة "إسرائيل".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالصحفلاهاي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم