الخليج والعالم
بعد الهجوم على الحديدة.. ماذا ينتظر كيان العدو؟
كتب دانييل لاريسون مقالةً نُشرت على موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" أشار فيها إلى ما قالته منظمة "مواطنة" اليمنية لحقوق الإنسان عن أنَّ "إسرائيل" استهدفت بنية تحتية حيوية في ميناء الحديدة "ردًا على" الضربة التي نفذتها أنصار الله بواسطة طائرة مسيّرة على "تل أبيب"".
وقال الكاتب إنّ مواطنةً يمنية أفادت بأن الضربات ألحقت أضرارًا جسيمة بمنشآت النفط وخزانات الوقود والرصيف والرافعات في الميناء، لافتًا إلى أنّ كلّ ذلك هو أساسي من أجل توفير الوقود والطعام للسكان المدنيين في شمال اليمن.
كما أشار الكاتب إلى ما قاله الباحث المختص بالشأن اليمني نك برامفيلد حول الأهداف التي اختارتها "إسرائيل"، حيث قال إنّ الهجوم "الإسرائيلي" على مخزون النفط لم يكن استهدافًا لأسلحة قامت أنصار الله بإخفائها داخل بنية تحتية مدنية، بل إنه ووفق المعطيات المتوفرة كان استهدافاً متعمداً للبنية التحتية الحيوية بحد ذاتها.
كذلك تابع الكاتب أنّ الحكومة "الإسرائيلية" اعتمدت في اليمن ذات الأسلوب الذي تعتمده في غزّة، وحول عمليات أنصار الله تحدث عن أثر كبير حيث أصبح ميناء "إيلات" مفلسًا بينما جرى إعادة توجيه السفن إلى أماكن أخرى، كما تابع بأنّ البحرية الأميركية أنفقت ما يزيد عن مليار دولار من أجل اعتراض أسلحة أنصار الله الأقل تكلفة بكثير في البحر الأحمر.
وأردف الكاتب أنّه وكما حملة القصف الأميركية البريطانية "غير الفاعلة" ضدّ أنصار الله التي بدأت في كانون الثاني/يناير الماضي، فإن الهجوم "الإسرائيلي" يخدم أنصار الله، كما أضاف أنّ المواجهة المباشرة مع كلّ من الولايات المتحدة و"إسرائيل" تعزز بشكل كبير موقع أنصار الله الداخلي السياسي، وإن رفض أنصار الله للحرب في غزّة كذلك عزّز مكانتها العالمية.
وتابع الكاتب أنّه إلى جانب الرد "الإسرائيلي" غير المتكافئ، يبدو من شبه المؤكّد أنّ يؤدي الهجوم على الحديدة إلى دفع أنصار الله نحو تنفيذ المزيد من الهجمات على "إسرائيل"، كما أشار إلى أنّ التحالف السعودي الأميركي استهدف مِرارًا الحديدة قبل بدء الهدنة عام 2022، إلا أن ذلك لم يحقق شيئاً على صعيد وقف هجمات أنصار الله على أهداف سعودية وإماراتية.
كذلك قال الكاتب إنّ التصعيد ضدّ أنصار الله لن يجعل "إسرائيل" أكثر أمنًا، إلا أنّه سيضيق أكثر على موارد "إسرائيل"، بينما يقرب المنطقة أكثر نحو الحرب، وأردف بأنّه طالمَا استمرت الولايات المتحدة الأميركية بدعم حرب "إسرائيل" في غزّة وبشن الحملة العسكرية على اليمن، فإنها تواجه خطرًا حقيقيًا بأنّ تتورط أكثر في حرب أوسع نطاقًا.
كما أضاف الكاتب أنّ الضربات "الإسرائيلية" على اليمن ستجعل من الأصعب على إدارة بايدن أن تزعم أن هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر لا عِلاقة لها بالحرب في غزّة، وتابع أنّ إدارة بايدن تريد أن تفصل بين هذه النزاعات من أجل إبقاء الوهم بأنَّها منعت الحرب في غزّة من أن تزعزع استقرار المنطقة، مشدّدًا على أن كلّ هذه المسائل متصلة بعضها ببعض.
كذلك شدّد الكاتب على أنّه وإذا ما أرادت الولايات المتحدة أنّ ترى نهاية لهجمات أنصار الله، فعليها أن توقف عمليات القصف على اليمن وأن تمارس ضغوطًا حقيقية على الحكومة "الإسرائيلية" لوقف حملتها على غزّة، وأردف أنّ الحرب في غزّة هي المسبب الأساس لكل تلك النزاعات الأخرى، وأن أياً منها لن تحل بنجاح إلا إذا جرى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ورفع الحصار عن غزّة.
وأكّد الكاتب أنَّ الولايات المتحدة وفي أقل تقدير يجب أن تضغط على الحكومة "الإسرائيلية" من أجل تجنب المزيد من التصعيد ضدّ دول إقليمية أخرى في المنطقة، كما نبه إلى أنّ ذلك يتطلب توجيه رسالة واضحة إلى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو عندما يزور واشنطن بأنّ الولايات المتحدة لن تأتي لنجدته في حال ذهب إلى الحرب مع لبنان.
كذلك شدّد على أنّ المنطقة لا تستطيع أنّ تتحمل المزيد من النزاعات، وأنّه ينبغي على الولايات المتحدة الكف عن تأجيج النزاعات القائمة عبر تقديم المزيد من السلاح والدعم.
الكيان الصهيونيغزةاليمنأنصار اللهالقوات المسلحة اليمنيةجو بايدن