الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: كتلة المقاومة الإقليمية أصبحت أكثر نشاطًا وكفاءة
اهتمّت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأربعاء 24 تموز 2024، بالوضع الداخلي في الجمهورية الإسلامية والإرباك الحاصل في مسألة تشكيل الحكومة. كما حضر الشأن الفلسطيني في ظلّ التطوّرات الحاصلة على جبهة غزة والنفاق الغربي الأميركي والصهيوني.
قناع حقوق الإنسان
بداية مع صحيفة " إيران" التي كتبت: "في الأيام الأخيرة، أعلنت وسائل الإعلام الفارسية الأجنبية والمناهضة للثورة، في عمل منسق ومشترك، أن السيدة "مي ساتو" قد حلت محل "جاويد رحمن" ومن المفترض أن تحمل من الآن فصاعدا لقب ما يُسمى بمراسلة حقوق الإنسان بشأن شؤون إيران...وفي الواقع، تعود القصة إلى آذار مارس 2011، عندما وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في خطوة غريبة ومثيرة للشكوك إلى حد كبير، على هذا القرار- تعيين موفد حقوق الإنسان في إيران- تحت تأثير ولوبي الولايات المتحدة وبريطانيا...وكان الهدف من إصدار هذا القرار هو مراقبة وضع حقوق الإنسان في إيران وتعيين "مقرر خاص" في إجراء نادر ومخالف للسياسة الإيرانية".
وتابعت: "لأكثر من عقد من الزمان، كان لإيران تعاون إيجابي وناجح مع آلية "الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في البلاد التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولم يكن هناك أي مسوّغ لتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان في شؤون بلادنا، ومن المثير للاهتمام أن السيد جاويد رحمن يحمل الجنسية البريطانية! وكانت جميع تقاريره ضد الجمهورية الإسلامية متطابقة تمامًا مع ادعاءات وسائل الإعلام المعارضة والمناهضة للثورة. هو واثنان آخران من الصحفيين قبله كتبوا إملاءات من يد الثورة المضادة! في التقرير الأخير، تصرف جاويد رحمن بشكل أخرق وقلب المسألة رأسًا على عقب؛ لماذا؟ لأنه حينما اتهم إيران الإسلامية بارتكاب إبادة جماعية كشفت حقيقة دعمه الأخرق لجماعة المنافقين الإرهابية".
وختمت الصحيفة:" أخيرا لا بد من القول إن النقطة الأساسية في القصة هي أن الغرب والمطالبين الكاذبين بحقوق الإنسان هم فضيحة العالم اليوم، ولو كانت حقوق الإنسان الغربية حقيقة واقعة، ما كان لأميركا أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف الحرب في غزة ثلاث مرات في غضون 137 يومًا، لو كانت هناك حقوق إنسان، لكانت الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني القذر في غزة قد توقفت، لكن الرجال الذين يرتدون ربطات العنق بعنوان حقوق الإنسان أصبحوا شركاء لإسرائيل".
الحرب الحضارية في غزة
بدورها، كتبت صحيفة "جام جم": "منذ أكثر من 9 قرون، كانت أرض فلسطين مسرحًا لجرائم الصليبيين ضد المسلمين، ولكن بمقاومة وشجاعة المسلمين دافعوا عن القدس وهُزم العالم الغربي. والآن، في تمثيل تاريخي حضاري، تتعرض فلسطين المحتلة وقطاع غزة إلى أبشع جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في التاريخ.. حرب يتولى فيها الصهاينة زمام الأمور، وأمريكا والعالم الغربي داعمون ومتعاونون لهذه الجرائم، لقد أصبح الغربيون متعاونين مع الصهاينة في هذه الحرب الحضارية، من تقديم السلاح إلى أخذ رهائن مؤسسات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، وحتى فرض عقوبات على قضاة محكمة لاهاي الدولية. كما أصبحت الحكومات العربية متفرجة وشريكة لهؤلاء في جرائمهم بصمتهم الغادر. وعلى الرغم من جهود الإمبراطورية الإعلامية الغربية، يحتج ضمير دول العالم المستيقظ، من شوارع باريس إلى جامعات أمريكا على هذه الجرائم. ومع ذلك، الضغوط العالمية التي تمارسها الولايات المتحدة، من قمع المتظاهرين المحليين إلى إسكات المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان في ما يتعلق بالحرب في غزة، تعيق التحرك العالمي".
وأضافت: "اليوم كتلة المقاومة الإقليمية أصبحت أكثر نشاطًا وكفاءة من ذي قبل، من هجمات حزب الله المتكررة إلى المقاومة العراقية وطوفان أنصار الله في البحر الأحمر، المقاومة ما تزال مستقرة ومستمرة.. عملية الوعد الصادق" دمرت المخابرات الإستراتيجية للنظام المجرم والهجوم المستهدف بطائرة يافا المسيّرة للمقاومة اليمنية على تل أبيب مرورًا بالقبة الوهمية هو بداية القصة ومرحلة جديدة للمقاومة".
كما أردفت الصحيفة: "في هذا السياق، الهجمة المستمرة لبريطانيا ودول غربية أخرى على الشعب اليمني دعمًا للصهاينة وجريمة النظام الصهيوني الجديدة في الحديدة، كشفت وجه الغرب في هذه الحرب الحضارية، إنها ثورة إيران الإسلامية وهو ما قاد الصهاينة إلى اليأس والهزيمة، على الرغم من أن جرائم الحرب والإبادة الجماعية والمجازر التي ارتكبت بحق شعب غزة وتدمير البنية التحتية وتدمير المدن لا يمكن التغاضي عنها أو نسيانها، إلا أن ما يبرز هو إرادة الشعب الذي، في ظل أقسى الهجمات والحصار، يقاوم من أجل قضية التحرر الجديرة بالثناء، والتي لا تمحى.. عملية غير متوقعة سببت دوارًا الغرب الأمريكي والصهاينة. إن الذين عقدوا العزم على القضاء على حماس في أسبوعين، غرقوا في المستنقع وانهاروا من الداخل منذ عشرة أشهر، والتوقع هو أن يكسر العالم صمته ولا يغضّ الطرف عن هذه الجرائم، وهذا التوجه يحتاج إلى جهد إعلامي في العالم اليوم".
إرباك في اختيار الوزراء
صحيفة " كيهان" تحدّثت عن الحكومة المرتقبة في إيران، فقالت: "عبّر الرئيس المنتخب، صباح يوم الاثنين، في كلمته خلال اللقاء في مقر في قاعة وزارة الداخلية، عن حيرته بشأن طريقة اختيار المسؤولين للحكومة الجديدة؛ وقال: لقد أصبح اختيار المسؤولين مشكلة بالنسبة إلينا، لأننا قلنا بأنه سيكون لدينا الخيار الأفضل ونحن الآن نطلب من الجميع المساعدة؛ ويقدم الجميع أنفسهم، بطريقة ما لا نعرف ماذا نفعل".
وجاء في الصحيفة: "فاز مسعود بزشكيان بالانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في إيران، في حين كان لطيف الإصلاحيين، والذين نصبوا أنفسهم أمراء في عهد روحاني، حضور قوي في مقره منذ اليوم الأول للحملة الانتخابية لهذه الانتخابات. ومنذ ذلك الوقت؛ حاولوا فرض رأيهم وإرادتهم على بزشكيان. وفي الوقت نفسه، يُظهر تحليل فوزه في الانتخابات بوضوح أن المتطرفين الإصلاحيين- أركان حكومة روحاني- لم يؤدوا أي دور مهم في فوزه في هذه الانتخابات. لكن بالتوازي مع هذه القضية، ومع إعلان فوز بزشكيان في الانتخابات الأخيرة، سارعوا إلى الضغط على الرئيس المنتخب وممارسة إرادتهم ورأيهم وتأثيرهم عليه، وهذا ما يمكن رؤيته بوضوح".
خلصت الصحيفة إلى أن: "بزشكيان على الرغم من أنه فوّض لمجلس الشورى الخاص به اختيار أركان الحكومة إلى حد كبير، إلا أن الآليات الغريبة والإسهامات المستمرة أربكته، ووصل الوضع إلى حد أن الرئيس المنتخب في الأيام الماضية قد سئم من المطالبات في المشاركة بالحكومة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024