طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الردّ الإيراني وإرهاب نتنياهو محور اهتمام الصحف الإيرانية
03/08/2024

الردّ الإيراني وإرهاب نتنياهو محور اهتمام الصحف الإيرانية

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (03 آب 2024) على قضية اغتيال الشهيد إسماعيل هنية بشكل كبير، حيث كانت التحليلات والمقالات تدور في فلك الاغتيال وخطورته والدور الإيراني في المقابل وطبيعة الهدف والرد المطلوب إلى غير ذلك من الموضوعات التي احتلت اهتمام غالبية الصحف الإيرانية.

الانتقام الصعب

كتب بهنام سعيدي عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني اليوم في صحيفة "جام جم":" إن اغتيال المجاهد الكبير السيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يجب أن يعتبر انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، لأن نظام "إسرائيل" الإجرامي الإرهابي قتل ضيفنا الذي تمت دعوته رسميًا إلى المؤتمر الإسلامي في جمهورية إيران كدبلوماسي.

وتابع "ينبغي التأكيد على أنّ هذا الإجراء الذي قام به النظام الصهيوني يشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وبطبيعة الحال، فإنّ مثل هذه الأعمال ليست مستبعدة عن النظام المجرم الذي قتل أكثر من 40 ألف شخص في حرب غزة، وفي هذا الصدد، لا بد من القول إن الشعب الإيراني وجميع الباحثين عن الحرية في العالم يعرفون أن جريمة "إسرائيل" هي جريمة لا تغتفر وعليهم أن ينتظروا الرد الأكثر حسمًا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة".

وأردف "في الواقع، فإن جمهورية إيران الإسلامية عازمة أكثر من أي وقت مضى على عدم ترك هذا العمل الإرهابي دون رد، وإظهار أن مهاجمة بلدنا ستكون لها عواقب وخيمة على الاعتداء. وبعبارة أخرى، فإن رد إيران على هذه الجريمة سيكون أكثر حسمًا وأقوى قسوة، ومن الضروري أن نتذكر أن هذا العمل الإرهابي الذي قام به النظام الصهيوني يشكل انتهاكًا واضحًا لسلامة أراضي بلدنا وسنرد بالتأكيد على هذا الانتهاك بكل قوتنا.
ويجب على سلطات النظام الصهيوني أن تدرك أن أي اعتداء على أمن إيران ستكون له عواقب وخيمة عليها، وبطبيعة الحال، فإن النظام الصهيوني البغيض والمجرم يتخذ هذه الإجراءات اليائسة بدافع اليأس ويقرب نفسه من الانهيار، لقد تحقّقت الآن عملية اغتيال الشهيد هنية الذي كان هدفه الأول خلق جو من الانتصار الزائف لحكومة العدو الصهيوني، واستعادة كرامتها المفقودة داخل فلسطين المحتلة، وتعزيز ما يسمى بسجل نتنياهو السياسي".

انتقام تكتيكي أم إستراتيجي؟

كتبت صحيفة "قدس" في عددها اليوم:" كان اغتيال واستشهاد إسماعيل هنية في طهران حادثة مريرة بالنسبة لإيران، ومن الأفضل أن نقول إننا واجهنا خرقًا في هذا الأمر لا شك في هذا، ويصبح هذا الأمر صعبًا بشكل خاص عندما نعلم أنه أثر أيضًا على سمعة إيران الدولية، ولم نعد في مرحلة اغتيال عالم نووي أو جنرال في الجيش الإيراني في البلاد، لقد دخل ضيف رفيع المستوى إلى إيران، ولسوء الحظ، في أثناء إقامته في منزلنا، تم اغتياله واستشهد، فالأمر المؤكد هو الانتقام من هذا الاغتيال واستعادة حرمة الضيف في إيران".

وتابعت "من ناحية أخرى، قد لا تحظى قصة الاغتيال بالأهمية هذه الأيام، وبعبارة أخرى، فإن التقدم التكنولوجي والقدرة على الوصول إلى أي جزء من الكوكب في هذه الأيام متاحة لأي حكومة، حتى في البلدان الفقيرة، إن تتبع إشارة الهاتف المحمول، أو العثور على إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لجهاز التتبع، أو رفع طائر صغير مسلّح من مكان قريب من هدف الإرهاب، أو حتى استخدام قاذفات الصواريخ المأهولة في بلد شاسع مثل إيران، لم يعد حدثًا غريبًا، هذه الأشياء تحدث بشكل مستمر في أجزاء أخرى من العالم .... والنقطة الأخرى حول استشهاد إسماعيل هنية هي أنه لو حدث هذا الاغتيال في أي مكان آخر في العالم، لكان قد انخفض إلى مستوى حادثة صغيرة، ولكان من الممكن نسيانه تمامًا في دوامة صمت وسائل الإعلام المهيمنة، إن اغتيال هنية في إيران يمكن أن يكون، إن شاء الله، مصدرًا لتأثيرات عدة مقارنة بما حدث في أي مكان آخر".

وأضافت "أن الرد أمر مؤكد ويجب أن يتم، ويجب أن يتم هذا الإجراء بطريقة تخلق الردع وتجعل "إسرائيل" تندم على أفعال مماثلة، ولكن هذه ليست القصة كلها؛ والأهم من اغتيال إسماعيل هنية واستشهاده هو ألا تؤدي هذه الحادثة إلى تقليص حجم المواجهة بين إيران و"إسرائيل" والاستخفاف بها، أي أن اغتيال إسماعيل هنية هو إحدى مراحل اللعبة الكبيرة بين إيران والنظام "الإسرائيلي"، يمكن أن يكون الانتقام فعالًا عندما تكون لدينا جوانب مختلفة من هذه اللعبة، ولكي نفهم الأبعاد المختلفة لاستشهاد إسماعيل هنية، علينا أن نرفع مستوى النظرة إلى حد يمكننا من فهم أبعاد هذه اللعبة بين القوتين الرئيسيتين في غرب آسيا، ولذلك، لا بد من رفع مستوى الصراع مع النظام الصهيوني من مجرد صراع عسكري إلى مستويات أخرى، إذا حدث هذا؛ أي أننا إذا نظرنا إلى أبعاد الصراع أبعد من الصدام العسكري، سنُدرك أن اليد العليا للمقاومة، وعندما ننظر إلى المشهد على هذا المستوى، سندرك أن هذا الاغتيال يعبّر عن ضعف الموقف "الإسرائيلي" ولم يكن من موقع القوة". 

وختمت:" إن حكومة نتنياهو حية عمليًا بالتنفس الاصطناعي، وإن بقاءها على قيد الحياة على شفا حافة، إن تصميم وتنفيذ أي عمليات انتقامية، رغم كونها ضرورية ومؤكدة، يجب أن يتم تعديله وفقًا لأبعاد الصراع بين إيران والكيان الصهيوني، حتى أننا في هذه اللعبة نتقدم خطوة إلى الأمام؛ لا بد من صنع نجاح لنا إضافة فشل آخر إلى لـ"إسرائيل"".

إرهاب نتنياهو اليائس

كتبت صحيفة "وطن أمروز":" خلال رحلته إلى طهران، عقد رئيس المكتب السياسي لحماس الشهيد إسماعيل هنية اجتماعات ودية مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، وبعد ذلك، من خلال حضوره حفل تنصيب مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني الجديد، انتشرت صور التعاطف والرفقة والوحدة بين الطرفين، بين فصائل المقاومة والحكومة والشعب الإيرانيين، الأمر الذي كان مؤلمًا جدًا للصهاينة، وقد شاهد نتنياهو الذي كان يحاول إظهار ذروة التعاون الأميركي مع "إسرائيل" من خلال زيارته للولايات المتحدة والتحدث في الكونغرس الأميركي، صورًا من المجلس الإسلامي الإيراني أظهرت قادة وممثلي فصائل المقاومة في البداية ضمن صف من الضيوف في حفل تنصيب الرئيس الإيراني حيث رحبوا بالخطاب الناري والساحق الذي ألقاه مسعود بزشكيان ضد الصهاينة وردّدوا شعار "الموت لإسرائيل" بقبضات اليد، وبالطبع، لو لم يحدث اغتيال الشهيد هنية في طهران، لما ظهرت هذه الصور في وسائل الإعلام العالمية إلى هذا الحد".

وتابعت:" هناك شكوك كثيرة حول مدى فعالية عمليات الاغتيال على تصميم الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في المنطقة في مواجهة جرائم واحتلال النظام الصهيوني، وسائل الإعلام العالمية، بما فيها وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية التي حذرت حكومة نتنياهو مرارًا وتكرارًا من ضعف احتمال تحقيق النصر النهائي على المقاومة في غزة والمنطقة، أثارت الآن مخاوف جديدة، ويعتقد المحلّلون أنّ الاغتيالات المستهدفة والعمياء لا يمكن أن تحل محل النصر في ساحة المعركة في غزة".

وأردفت "10 أشهر من الجريمة وقتل الأطفال والإبادة الجماعية في غزة وتدمير المباني وتدمير أماكن مختلفة في هذه المنطقة، لم تكن قادرة في النهاية على تحقيق انتصار النظام الصهيوني في ساحة المعركة، هذا النظام ليس فقط غير قادر على تدمير حركة حماس أو استعادة أسراه في ساحة المعركة، بل أيضًا على الساحة الدولية، وعلى الرغم من الدعم الذي لا جدال فيه من الولايات المتحدة في المحافل الدولية، فإنه لم يترك لنفسه سمعة حسنة".

نتنياهو الذي يعرف أن نهاية حرب غزة هي نهاية حياته السياسية، وأنه سيضطر بعد ذلك إلى ترك السلطة والذهاب إلى السجن في السيناريو الأسوأ، يحاول تعويض فشله في المعركة مع حماس حيث قامت القوات العسكرية باغتيال قادة هذه الجماعة، إلا أن عملية الاغتيال لم تتمكن في أي وقت من الأوقات في التاريخ من تقويض عزيمة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وعلى هذا الأساس أعلنت وسائل الإعلام أن صورة إسماعيل هنية في البرلمان الإيراني ورفع علامة النصر بينه وبين الرئيس الإيراني، هي صورة ستبقى في أذهان العالم لسنوات".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل