طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: استشهاد هنيّة فرصة للتضامن مع الأمة العربية
05/08/2024

الصحف الإيرانية: استشهاد هنيّة فرصة للتضامن مع الأمة العربية

ما يزال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة يشغل الصحف الإيرانية التي ركّزت، اليوم الاثنين 05 آب 2024، على السرديات المضلّلة التي طرحها الإعلام الغربي ووسائل التواصل الاجتماعي ممّا لم يكن صادرًا عن جهات رسمية. وذكرت بعض الصحف أيضًا دور اللوبي الإيراني في واشنطن الذي فُعّل دوره حاليًا ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وتطرقت الصحف إلى التأثير الذي تركه اغتيال هنيّة على المجتمعات والشعوب العربية في علاقتها مع محور المقاومة.

الميدان بحاجة إلى الرواية الصحيحة

في هذا السياق، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بحسب التحقيقات؛ عملية اغتيال هنية الإرهابية تمّت بإطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربي زنة نحو 7 كيلوغرامات، مع انفجار قوي، من خارج منطقة سكن الضيوف. وهذه تقريبًا جميع التفاصيل التي أعلنها الحرس الثوري الإيراني في بيان مقتضب. وبعد مرور أكثر من 96 ساعة على استشهاد هنيّة، وباستثناء التفاصيل المذكورة أعلاه التي أُعلن عنها قبل يومين، لم تصل أي تفاصيل أخرى إلى وسائل الإعلام تقريبًا، ويمكن رؤية ارتباك وسائل الإعلام هذه الأيام بوضوح، وما يمكن رؤيته هو أن وسائل الإعلام المحلية، إما نقلت عن وسائل إعلام أجنبية أو طرحت سلسلة من التحليلات التي تؤكد حاجة إيران إلى الرد بالمثل".

وقالت الصحيفة: "من الممكن أن نعلن عن قائمة التطورات الميدانية والأحداث المصيرية التي ليس لدينا رواية رسمية عنها، أو تفاصيل موثوقة غير رسمية، ولكن هذا النقص في المعلومات ليس علامة على الجهل، إنما يشير إلى الوضع الذي تتلقى فيه وسائل الإعلام الإيرانية رواية الأحداث من وسائل الإعلام الأجنبية. وهذا الموضوع مهم؛ فالمسؤولون يعترفون بأننا في حرب مشتركة، إلا أن تعدد الروايات الموجودة في وضع حدث يلغى معه التصريح للإعلام الرسمي، يجعل المجتمع يواجه الكثير من المعلومات الخاطئة ويُقلق الرأي العام، إذ يقوم المجتمع بتكوين "تحليل سطحي وفوري" لكل حدث، ولن يكون هناك فرصة كبيرة للسيطرة على السرد الذي يتدفق، لأننا محاطون بالعدو الذي يستخدم موقعه المتفوق في التكنولوجيا". وأردفت: "مع أن آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي قدم، في بيان، الخطوة الثانية صورة مؤامرة "الحصار الدعائي" للجميع، وأكد ضرورة التغلب على هذه المؤامرة "اليائسة" من العدو، إلا أنه يبدو أن هذه القضية لا تؤخذ على محمل الجد".

"لوبي ناياك" الإيراني.. محور طهران أم محور واشنطن – "تل أبيب"؟

من جهتها، رأت صحيفة "جام جم": "بعد اغتيال الكيان الصهيوني هنيّة في طهران، في عمل إرهابي صباح الأربعاء الماضي، أكدت الجمهورية الإسلامية على الفور يقينها من الثأر والانتقام من مرتكبي هذه الجريمة. الأمر الذي أدى إلى العديد من الاحتجاجات الإقليمية وردود الفعل، والكثير من ردود الفعل هذه تركزت على محاولة إقناع طهران بعدم الرد أو الرد بشكل منضبط". وتابعت: "من ناحية أخرى، واستكمالًا للمفاوضات السياسية، قام بعض الخبراء والمحللين العسكريين والأمنيين بتوفير المنابر اللازمة بتقديم التحليلات في وسائل الإعلام الغربية وتحريض الرأي العام العالمي على الأجواء نفسها، وحاولوا استخدام أسلوب الضغط من الأسفل، على سلطات بلادنا لثنيها عن القيام بعمليات انتقامية بأي شكل من الأشكال، وفي تنفيذ هذه المهمة". 

وأضافت الصحيفة: "أحد التحليلات الأكثر لفتًا للانتباه هو المذكرة الصادرة يوم الخميس 1 آب، بقلم تريتا بارسي في مجلة التايم الأميركية بعنوان "الشرق الأوسط يقترب من حرب جديدة"، وبارسي هو نائب الرئيس التنفيذي لمركز كوينسي الأميركي للأبحاث وعضو اللوبي المعروف باسم "المجلس الأعلى للإيرانيين في أميركا" أو "ناياك"، ويعدّ أحد الأذرع الرئيسة للديمقراطيين منذ سنوات، وحاول تريتا بارسي في مذكرته سحب يد الحكومة الأميركية من هذه الجريمة ونسبها فقط إلى قرار رئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتنياهو الأحادي والعنيد".  ولفتت إلى محاولة مسؤولين غربيين آخرين نصحوا إيران بضبط النفس وعدم الرد، وتقديم تحليلات مثل تحليلات عضو ناياك في مجلة تايم، وكلها خرجت من مؤسسة فكرية حتى تتمكّن أخيرًا من تحقيق أهداف "تل أبيب" المعلنة في الحرب الحالية وبأقل التكاليف.

استشهاد هنيّة فرصة للتضامن مع الأمة العربية

بدورها، كتبت صحيفة "قدس": "كان لاغتيال هنيّة في العاصمة الإيرانية تداعيات مختلفة في العالم العربي، إضافة إلى قضية استشهاد قائد المقاومة في عاصمة المقاومة، وهذه الحادثة مع عدم إدانة بعض القادة العرب لها تظهر بوضوح الواجهة الجديدة للعالم الإسلامي والمنطقة". وأوضحت أن هناك جبهة تكون فيها جبهة المقاومة ومناصروها في جهة، والجبهة الغربية العبرية والعربية (بعض القادة العرب) في جهة أخرى ويمكن القول بكل تأكيد إن الرأي العام في العالم العربي أصبح لديه عقلية أفضل غزاء إيران وحلفائها، وهي الحكومات والجماعات المقاتلة ضد "إسرائيل"، مما كان عليه قبل كل هذه الأحداث. والنقطة المهمة هنا أنه في الماضي ومن أجل إحداث فجوة في صفوف الدول الإسلامية، كان الغرب وبعض الحكومات العربية يلمح إلى أن قتال إيران ضد "إسرائيل" كان رمزيًا ودعائيًا". ورأت الصحيفة أن الجنازة الرائعة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس أثبتت أن شعب الجمهورية الإسلامية لديه إيمان جدي في مواجهة الكيان الصهيوني وهدف تحرير القدس.

تابعت الصحيفة: "في السنوات الأخيرة أيضًا، كانت الحكومة الوحيدة التي قدمت الأسلحة فعليًا للجماعات الإسلامية المسلحة في سوريا ولبنان وفلسطين واليمن ودعمت الهجمات على المصالح "الإسرائيلية" هي إيران، في حين أن الحكومات العربية لم تقدم رصاصة واحدة للمقاومة الفلسطينية في العقود الأخيرة". وأردفت: "على الرغم من أن اغتيال هنيّة في طهران كان نقطة ضعف لا يمكن تجنبها بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية على المستوى الأمني، إلا أن رد فعل إيران حكومة وشعبًا تسبب في تضامن أكبر مع المجتمعين العربي والإسلامي، في حين أن بعض الحكومات العربية الخائنة لم تكن مستعدة حتى لإدانة هذا العمل الآثم. وعلى جهاز الدبلوماسية العامة الإيراني استغلال هذه الفرصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية برفع راية النضال من أجل تحرير القدس بين دول المنطقة وإحباط مخطط أعداء الأمة الإسلامية لخلق حرب شيعية - سنية".

الجمهورية الاسلامية في إيراناسماعيل هنيةالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل