طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: أكبر كابوس للصهاينة بات رئيسًا لحماس
08/08/2024

الصحف الإيرانية: أكبر كابوس للصهاينة بات رئيسًا لحماس

اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الخميس 08 آب 2024، بالتطورات الميدانية والدولية الحاصلة في غزة وما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بدءًا من قضية استلام القائد الميداني الأول لحماس في غزة قيادة حركة حماس، ومرورًا بالخيانات والعرقلات العربية لمواجهة الكيان والإجرام الصهيوني، وصولًا إلى التهافت الداخلي في الكيان الصهيوني المتمثل بالخلافات بين نتنياهو ومسؤولي الشاباك والموساد.

السنوار الأسطورة

في هذا السياق، قالت صحيفة "وطن أمروز": "فاجأ القرار الذكي لحركة المقاومة الإسلامية حماس باختيار يحيى السنوار قائد قطاع غزة زعيمًا للحركة الصهاينة ومؤيديهم الغربيين"، مضيفة أن: "لهذا الخيار عدة جوانب، لكن الجانب الأكثر وضوحًا هو إظهار قوة حماس وإدخال غزة كونها المعقل الرئيسي للمقاومة الفلسطينية برمتها ضد الاحتلال، وهذه بالضبط هي النقطة التي أشار إليها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه قبل ساعات قليلة من الإعلان عن قيادة السنوار".

ورأت الصحيفة أن اختيار زعيم يرمز إلى مناعة غزة وصلابتها، ويكون شخصيًا في طليعة التصدي للعدوان "الإسرائيلي" الغاشم على الفلسطينيين، يعني أن قضية وجود فلسطين، وهي قضية المقاومة الأساسية، تأتي قبل أي قضية أخرى، وقبل الدبلوماسية، وهو ما يعكس نوعًا ما الإحباط الذي أصاب سياسيي الدول العربية بعد اغتيال الشهيد هنية، والذين أدركوا أنه لا يوجد إمكان للتفاوض الحقيقي على قدم المساواة مع الصهاينة. وتابعت الصحيفة أن غضب جميع الأطياف السياسية "الإسرائيلية" وحيرة الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، إزاء هذا الاختيار يظهر بوضوح قوة حماس في هذا الاختيار. وفي الواقع، لم يقتصر الأمر على عدم ارتباك هذه الحركة بعد استشهاد إسماعيل هنية، بل أصبحت أيضًا أكثر تماسكًا.

كما أكدت الصحيفة أن الأسطورة التي تقود المقاومة الشرسة من أعماق الأرض، منذ عشرة أشهر، ضد جرائم جيش قتل الأطفال وداعميه الغربيين، تستحق حقًا أن تقود كامل التنظيم لحماس. فهو رجل يستحق أن يطلق عليه بطل العالم العربي، وبرأي الصحيفة أن انتخابه قائدًا للمقاومة الفلسطينية يشبه وضع شارة الكابتن على ذراع نجم الفريق المفضل، وكان ذلك تأكيدًا لمشاعر العالم العربي الإيجابية تجاه هذه الأسطورة الحية. كما أنها كبلت إلى حد كبير أيدي الحكومات العربية - خوفًا من ردود الفعل الاجتماعية - في مواصلة طريق التسوية مع الصهاينة.  وبحسب "وطن أمروز"، انتخاب السنوار زعيمًا لحماس كان بمثابة رسالة ساحقة للصهاينة، لأن القضاء على أسطورة مقاومة غزة كان أحد الأهداف الأساسية لشن الحرب ضدها، ولكنهم لم ينجحوا في القيام بذلك فحسب، بل الآن يحاولون اغتيال السنوار بحاجز القانون الدولي والرأي العام، وهم يواجهون العالم أيضًا، لأنّ أبا إبراهيم أصبح الآن زعيمًا لمنظمة فلسطينية رسمية.

وقالت: "يظهر من بعض التصريحات وكأن ترقية السنوار إلى قيادة حماس يعادل فشل السياسة "الإسرائيلية" في اغتيال قادة حماس، في حين تصف المقاومة اللبنانية قائد المقاومة الفلسطينية بأنه صاحب تاريخ طويل في مواجهة العدو الصهيوني، ويتمتع بسمعة طيبة بين محاور المقاومة. وقد يكون هذا أحد أفضل الأوصاف التي أطلقها جناحا المقاومة الشيعية والسنية على بعضهما البعض في السنوات الأخيرة، وانتخاب السنوار بعث برسالة واضحة وقوية إلى العدو الصهيوني وأميركا كونها الداعم الرئيسي لهذا النظام، بأن حركة حماس ثابتة وموحدة في قرارها".

التطبيع الإماراتي في ذروة الحرب

من جهتها، كتبت صحيفة "همشهري": "غيّرت السلطات الإماراتية حدود الانحياز والتعاطف مع الكيان الصهيوني في ذروة حرب غزة. ففي آخر تحركاتها المؤيدة للصهيونية، طردت طالبة أجنبية مناصرة للفلسطينيين لارتدائها وشاحًا فلسطينيًا، بينما أفاد موقع "ميدل إيست آي" أن سلطات أبو ظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، طردت طالبة كانت ترتدي وشاحًا فلسطينيًا، وهتفت "فلسطين حرة"، في حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي في شهر أيار الماضي". وتابعت الصحيفة: "قيل إن طالبًا- لم يُكشف عن هويته- اعتقلته الشرطة ثم طردته بعد أيام قليلة من ارتدائه الكوفية الفلسطينية في محيط جامعة نيويورك في أبو ظبي، واعتُقل هذا الطالب المؤيد للفلسطينيين بعد أن أعلنت الإمارات العربية المتحدة حظرًا على وجود رموز فلسطينية في بعض الأماكن، بما في ذلك الجامعات، خلال الأشهر القليلة الماضية".

وقالت الصحيفة: "ابتداءً من العام 2020، وفي الأشهر الأخيرة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قامت الإمارات العربية المتحدة بتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" بوساطة الولايات المتحدة، ولاقى هذا الإجراء انتقادات العديد من الشخصيات الإسلامية ومواطني الجاليات العربية والإسلامية، واتهم الكثيرون الإمارات بخيانة القضية الفلسطينية. وبعد تطبيع العلاقات، فرضت أبوظبي قيودًا كثيرة على دعمها لفلسطين، كما أن الإمارات، بخلاف العديد من الدول العربية، لم تبدِ رد فعل ملحوظ على حرب غزة، ورفضت إدانة تصرفات الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في كثير من الحالات". وأضافت: "من ناحية أخرى، حدثت عملية اعتقال الطالب الأجنبي المناصر للفلسطينيين في الجامعة الأميركية في الإمارات العربية ثم طرده بعد ذلك. وهذا إجراء يوضح أنه في ظل صمت مسؤولي الجامعة الأميركية عن دعم فلسطين، مسؤولو الإمارات هم الذين أصبحوا أكثر مبالغة من أي وقت مضى في دعم الصهاينة".

غضب الأجهزة الأمنية من نتنياهو

في سياق أخر، ذكرت صحيفة "مردم سالاري" أنه في الوقت الذي تزامنت فيه الخلافات بين واشنطن و"تل أبيب" بشأن وقف إطلاق النار في غزة، اشتدت أيضًا التوترات الداخلية بين رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ورؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية لهذا الكيان. وبحسب الصحيفة؛ الخلاف العلني بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن يُظهر تزايد التوترات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية في الكيان الصهيوني، والتي نشأت بسبب نهج نتنياهو في مفاوضات وقف إطلاق النار مع حماس، في حين انتقد بايدن علنًا أسلوب نتنياهو في اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، كما أعرب مسؤولون كبار في الجيش وأجهزة المخابرات التابعة للاحتلال سرًا عن عدم رضاهم عن هذه القضية.

وقالت الصحيفة إن المسؤولين الصهاينة يعتقدون أن نتنياهو عقّد المفاوضات باقتراحه شروطًا جديدة للاتفاق دومًا وبشكل مستمر، بينما قال مسؤولان صهيونيان- طلبا عدم الكشف عن هويتهما- لبعض المصادر الصحفية الأميركية، إن إحدى نقاط الخلاف بين نتنياهو والمسؤولين الأمنيين والعسكريين هي إصراره المتجدد على إنشاء نقطة تفتيش على طريق سريع رئيسي في شمال غزة، وذلك على الرغم من أن هذه القضية تعدّ من القضايا الحساسة في مفاوضات وقف إطلاق النار، لدرجة أن الكيان الصهيوني كان قد تراجع عن هذا الموقف قبل بضعة أشهر من أجل زيادة احتمال التوصل إلى اتفاق.

كما شددت الصحيفة على أن: "هذا الخلاف الداخلي أصبح علنيًا بعد نشر تقرير على "القناة 12 الإسرائيلية"، والذي كشف الخلافات بين نتنياهو ورئيسي الموساد والشاباك وجهازي استخبارات العدو. وبحسب هذا التقرير، رؤساء الأجهزة الأمنية اتهموا نتنياهو بإلقاء الحجارة في طريق الاتفاق، بينما شكك الأخير في قدرة هذه المنظمات على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وألقى باللوم على حماس في تعثر المحادثات. وقال إن قراره بإرسال فريق التفاوض الصهيوني إلى القاهرة يظهر رغبة "تل أبيب" في وقف إطلاق النار، مع أنه لم ينكر الخلافات الداخلية مع رؤساء الأجهزة الأمنية في حكومته، لكنه زعم أن هذه القضية ستسبب تعطيلًا لعملية التفاوض. والعديد من المحللين، وحتى رئيس الولايات المتحدة، يعتقدون أن اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة في طهران يمكن أن يقلل من إمكان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، لكنّ المسؤولين الأمنيين في كيان الاحتلال يعتقدون أنه إذا تخلى نتنياهو عن بعض شروطه ومطالبه فما يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل