طوفان الأقصى

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: قوة حزب الله الاستثنائية تشكل رادعًا
11/08/2024

الصحف الإيرانية: قوة حزب الله الاستثنائية تشكل رادعًا

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 11 آب 2024 بالتطورات الحاصلة في المنطقة والعالم، لا سيما المجزرة البشعة التي قام بها العدو الصهيوني أمس، والتي أدت لاستشهاد أكثر من 100 فلسطيني في مدرسة "التابعين". كما اهتمت الصحف بالقدرات التي يظهرها حزب الله في الجبهة الشمالية للكيان المحتل، وتطرقت أيضًا إلى المؤامرة الغربية في قضية إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لمهاجمة روسيا.

لماذا يجب الانتقام؟

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "إن الوعد بالانتقام لدماء المجاهد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، بعد اغتياله في طهران، يقع ضمن سلسلة العلاقات الطويلة والمتينة بين إيران وفلسطين، فالارتباط الذي له أبعاد مختلفة لا يمكن ولا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه ذو بعد واحد، فإن اغتيال "ضيفنا العزيز" وضع الساحة العالمية وترسيم قضية فلسطين المهمة والاستراتيجية مرة أخرى أمام أعين الجميع وأثار هذا السؤال المهم، أين نقف في هذا المجال؟".

وقالت: "في أحد جوانب هذه الساحة وفي خطها الأمامي يقف شعب فلسطين المظلوم، والأشخاص الذين تعرضوا للتهجير القسري والممنهج والجماعي منذ حوالي ثمانية عقود، وفي كل هذه السنوات، وعلى الرغم من المعاناة والقمع غير المسبوق الذي تعرضوا له، لم يتخلوا عن وطنهم الأم، وصمدوا، وقاوموا من أجل حريته، وهناك دول وشعوب ترى، لأسباب ودوافع مختلفة، أن من واجبها دعم الفلسطينيين – على مختلف المستويات والأشكال".

وتابعت: "على الجانب الآخر من هذا الميدان هناك الكيان الصهيوني غير الشرعي، الذي زرع بذوره الشريرة بالقتل والإرهاب قبل سنوات طويلة من يوم النكبة، وسيستمر الإرهاب والقتل بشكل أوسع وأكثر تنظيمًا، والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة، تعد الداعم الرئيسي لهذا الورم السرطاني في فلسطين".

وأردفت: "هذا الكيان رمز لانحطاط ونفاق الغرب، والذين يهتفون بالسلام ويدافعون عن حقوق الإنسان، يبسطون البساط الأحمر لذبح الأطفال في غزة، بل يصفون شعبهم بمعادي السامية ويقمعونه ويعتقلونه"، وسألت: "لولا هذه الدعم، كيف كان يجرؤ الكيان الصهيوني على بدء حمام دم في غزة - أكبر سجن في العالم - ويطلق على الإبادة الجماعية لشعب غزة المضطهد إسم معركة الحضارة؟".

ورأت الصحيفة أن "الاغتيال المخزي لهنية في طهران، حتى لو لم يحدث بالتعاون العملياتي والتكتيكي من جانب الولايات المتحدة، هو بلا شك نتاج الدعم الشامل من الهيئة الحاكمة الأميركية لآلة القتل والإرهاب هذه، وإن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتحقيق في هذا الاغتيال هو مثال آخر على فشل المحافل الدولية في إدارة الساحة العالمية، فالحكومات الثلاث للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، باعتبارها الدول الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتمتع بحق النقض، بدلًا من إدانة هذا الاغتيال ومرتكبه، ألقت باللوم على إيران وأدانتها بلا خجل، بل هددتها أيضًا، ومرة أخرى تم وضع شرط واضح لآلة الإرهاب والإبادة الجماعية التي يستخدمها الكيان الصهيوني أمام أعين العالم".

قوة حزب الله الاستثنائية تشكل رادعًا

في سياق أخر، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "خلال الأيام القليلة الماضية، تسببت عدة عمليات بطائرات مسيّرة لحزب الله في الأراضي المحتلة بإثارة القلق الشديد لدى الصهاينة، والمثال الأول كان الطائرة بدون طيار، الهدهد، التي قامت برحلة طويلة في سماء شمال فلسطين المحتلة، وسجلت صورًا عالية الجودة ودقيقة لإحدى أهم القواعد الجوية "الإسرائيلية"، ثم عادت بسلام إلى قواعدها".

وقالت إن "هذا الإجراء الذي قام به حزب الله مهم من عدة جوانب، فقاعدة "رامات داوود" الجوية، الواقعة على بعد 50 كيلومترًا من الحدود اللبنانية، والتي رصدتها طائرة حزب الله بدون طيار بالتفصيل، هي القاعدة الجوية الوحيدة لجيش الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة، ولهذا السبب تُعرف باسم "القوة الجوية للشمال" عند الصهاينة، وهذه القاعدة هي موقع 5 أسراب، حيث يتم الاحتفاظ بالعديد من مقاتلات F16 والمروحيات التابعة للبحرية الصهيونية فيها، بالإضافة إلى ذلك، تتمركز في هذه القاعدة أيضًا بعض الوحدات الأخرى مثل الوحدة 302 المسؤولة عن صيانة المواقع الشمالية".

وذكرت أن "الجيش "الإسرائيلي" أعلن مرارًا وتكرارًا أنه يستعد لبدء حرب واسعة النطاق مع حزب الله، ويعتقد العديد من المحللين أيضًا أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو سيضطر إلى بدء هذه الحرب (على الرغم من أن الجميع يعلم أن الحرب مع حزب الله ستكون لها عواقب على "إسرائيل" أكثر بكثير من العواقب التي قد تترتب على الحرب في غزة)، ولأجل هذا التوقع دخل حزب الله في صراع مع "إسرائيل" منذ اليوم التالي للعملية في 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023، وفي استراتيجية دقيقة ومحسوبة، ركز على ضرب كل الأصول الصهيونية على الحدود مع جنوب لبنان، لأنه في حال الحرب، ستلعب هذه المراكز دورًا أساسيًا، ولهذا السبب، ركزت وحدات الصواريخ والطائرات بدون طيار والوحدات المضادة للدروع التابعة لحزب الله كل اهتمامها تقريبًا على هذه المنطقة خلال هذه الأشهر القليلة".

وختمت: "استثمرت "إسرائيل" خلال السنوات الماضية الكثير في مجال الدفاع الجوي، خاصة للتعامل مع صواريخ وقذائف فصائل المقاومة، وهو ما نجح بالطبع في بعض الحالات، لكن أحداث الأشهر الأخيرة تظهر أن هذا الكيان لديه العديد من المشاكل في مجال التعامل مع تهديدات الطائرات بدون طيار". 

مؤامرة كبيرة

من جهتها، ذكرت صحيفة "إيران": "في الوقت نفسه الذي تشن فيه أوكرانيا هجمات على مناطق في الأراضي الروسية، يثير المحللون العسكريون مسألة ما إذا كان مثل هذا الهجوم يستحق المخاطرة بالنسبة لأوكرانيا أو ما إذا كان مثل هذا الإجراء سيغير مواقف الجيش في ساحة المعركة".

وقالت: "الأسبوع الماضي، وفي عمل غير مسبوق، نفذت أوكرانيا واحدة من أكبر هجماتها على الأراضي الروسية منذ بداية الحرب في شباط/فبراير 2022، ويوم الثلاثاء دخل ما لا يقل عن 1000 جندي أوكراني إلى الأراضي الروسية بالدبابات والمركبات المدرعة، بضوء أخضر من الدول الغربية، التي كانت حتى وقت قريب تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وبذلت جهودًا كبيرة لدعم أوكرانيا بالأسلحة".

وأضافت: "ولكن يبدو الآن أن هجمات كييف تتعمق في روسيا نتيجة ضوء أخضر غربي، وفي إشارة إلى التغير في سلوك السياسيين الغربيين تجاه أعمال الحرب في أوكرانيا، ذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن الداعمين الغربيين لأوكرانيا أعطوا الضوء الأخضر للهجمات الأخيرة التي شنتها البلاد في عمق الأراضي الروسية، وبحسب موقع "بوليتيكو"، فإنه بسبب شدة الهجمات الأوكرانية وتقدم هذا البلد على الأراضي الروسية، يبدو أن الداعمين الغربيين لكييف، الذين حاولوا ذات مرة منع انتشار التوترات مع روسيا، يصمتون الآن ويعطون إشارة خضراء، وحتى ألمانيا، التي كانت حذرة للغاية في إرسال مساعدات الأسلحة إلى كييف لتجنب إثارة غضب الكرملين، يبدو أنها تلتزم الصمت إزاء الهجوم الأوكراني الحالي على الأراضي الروسية ولا تمارس الكثير من الضغوط على كييف لحملها على وقف هذه الهجمات".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة