الخليج والعالم
تشكيلة بزشكيان الوزارية محطّ اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّرت قضية التشكيلة الوزارية التي قدمها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان والتي ستعرض على البرلمان ليصادق عليهاـ اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الاثنين 12 آب/أغسطس 2024 في طهران. وتطرّقت الصحف إلى ما يثار إعلاميًا عن صفقة لوقف إطلاق النار في غزّة مقابل تنازل إيران عن حقها في الرد على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية.
نقاط القوّة والضعف في الوزراء المقترحين
بداية، كتبت صحيفة "همشهري" إن: "عرض الرئيس لقائمة الوزراء التي اقترحتها الحكومة الرابعة عشرة على البرلمان، أصبح الموضوع الرئيسي للدوائر الإعلامية والسياسية في البلاد، وما يزال التحليل مستمرًا عن مؤهلات الأسماء المقدمة بالنسبة إلى رأي الخبراء". وأضافت: "ومع أن قائمة الوزراء التي اقترحها مسعود بزشكيان على البرلمان قوبلت بانتقادات وآراء إيجابية كبيرة من النواب والأطياف السياسية والرأي العام، إلا أن النقطة الأساسية هي أنه لا يزال من السابق لأوانه الحكم على الحكومة الرابعة عشرة ولا بد من رؤية ذلك بعد التحقيقات المتخصصة التي يجريها البرلمان. وبالنظر إلى هذه القضية، وكذلك الفرصة المتاحة للممثلين في الأسبوع المقبل لمراجعة خطط واستراتيجيات الوزراء المقترحين، فمن الممكن أن نفحص بإيجاز نقاط القوّة في القائمة المقترحة وكذلك الانتقادات التي أثيرت في هذا الصدد".
وأشارت إلى أنَّه: "من إيجابيات قائمة الوزراء التي اقترحها الرئيس وجود شخصيات دينية؛ مثل السيد عباس صالحي الوزير المقترح لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، والذي يتمتع بسجل مشرّف. ووجود مثل هؤلاء الأشخاص في الحكومة الرابعة عشرة يجب أن يعدّ أمرًا مبشرًا، أعتقد أن وجود بعض الشخصيات المهمّة والعلمية في تشكيلة الحكومة يمكن أن يزيد من كفاءة السلطة التنفيذية وتاليًا رضا الشعب". وتابعت الصحيفة: "من الأمور الإيجابية الأخرى، والتي يجب ذكرها في القائمة المقترحة، أن تركيبة الوزراء تتمتع بوزن جيد وتتكون من أشخاص مناسبين يتوقع منهم الأداء الجيد. وطبعًا علينا أن ننتظر التحقيقات المتخصصة للجان النيابية لنرى أي من الوزراء المقترحين سيصوت عليه النواب، ولكن أعتقد بشكل عام أن التركيبة المناسبة قد قُدّمت إلى البرلمان".
وبحسب "همشهري": "يعدّ إدخال بعض وزراء من الحكومة الـ13 للمشاركة في الحكومة الـ14 إحدى نقاط القوّة الأخرى في الحكومة التي لا ينبغي إغفالها. وإذا كان هذا التوجّه يهدف إلى استمرار نقاط القوّة التي تتمتع بها حكومة الرئيس الراحل الشهيد السيد إبراهيم رئيسي، فهو يعدّ من النقاط الإيجابية والقابلة للدفاع عنها في قائمة الوزراء التي يقترحها بزشكيان".
ولفتت الصحيفة: "مع نقاط القوّة في قائمة الوزراء التي اقترحها الرئيس، إلا أن هناك بعض الانتقادات لهذه القائمة ينبغي معالجتها. ويمكن عدّ وجود بعض الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ واضح من الحكومات السابقة من خلال الانتقادات المثارة حول تركيبة الوزراء المقترحين، ما قد يسبب تعطيلًا في عملية خدمة الحكومة. من ناحية أخرى؛ طرح قائمة متوسط عمر وزرائها أكبر من أي حكومة في حياة الجمهورية الإسلامية يتناقض وتوجهات الرئيس ووعوده، سواء في أثناء الحملة الانتخابية أو بعدها. وبحسب المؤشرات التي أعلنتها اللجنة الاستراتيجية لاختيار الحكومة الـ14، كان من المفترض أن تتراوح أعمار عدد كبير من الوزراء بين 50 إلى 55 عامًا، لكننا الآن نرى عددًا لا بأس به من الوزراء المقترحين يبلغ عمرهم 60 عامًا وما فوق. وهناك انتقاد آخر للتكوين العام للوزراء المقترحين هو عدم تحقيق الشعار المركزي للرئيس المتمثل في "الوحدة الوطنية"".
ليس للمكالمات أي تأثير على قرار إيران
من ناحيتها، كتبت صحيفة " جام جم": "في الآونة الأخيرة، تفصح بعض المصادر الغربية المجال في التداول الإعلامي أمام اقتراح الولايات المتحدة بوقف ثلاثي لإطلاق النار، وتلمح إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتخلى أو تعيد النظر في انتقامها الكبير من خلال وقف إطلاق النار في غزّة". وأكَّدت الصحيفة أنَّه: "ممّا لا شك فيه أن هذه الأجواء الفارغة لن تجدي نفعًا، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف ثابتة وحازمة في قرارها بالمطالبة بدماء الشهيد هنية. وفي طهران لا أحد يثق بوعود النظامين الأميركي والصهيوني الإرهابي المزيّف، وحتّى مقترحات الوسطاء للتشاور مع الأميركيين في هذا الشأن رُفضت".
وأضافت الصحيفة: "الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته لا يتحركان من أجل غزّة، ولا يتطلعان إلى وقف إطلاق النار هناك، ولكنّهما مرعوبان وقلقان على مستقبل النظام الصهيوني المزيّف ومصيره. وفي سياق شهادة هنية؛ أميركا متهمة بدعم النظام الصهيوني وبالتواطؤ معه، ولم يكن للصهاينة أن يتجرأوا على انتهاك سيادة إيران لولا الضوء الأخضر من البيت الأبيض ودعم أجهزة استخبارات هذا البلد". وأوضحت أنَّ سلطات جمهورية إيران الإسلامية تفصل بين القضايا، مثل محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزّة والانتقام القاسي من النظام الصهيوني، فينبغي للمراقبين الدوليين والخبراء ورؤساء دول العالم المختلفة أن ينتبهوا إلى مختلف القضايا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من الدول والمجموعات الدولية والإقليمية والقضايا المتعلّقة بالمنطقة والساحة الدولية، وليس لها علاقة بالقضية مثل الفصل بين وقف إطلاق النار في غزّة وحق إيران في الدفاع المشروع عن النفس. ولذلك، لا ينبغي دمج المواضيع المختلفة بطريقة غير مرتبطة".
كما قالت "جام جم": "إن السياسة الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية هي ضمان وقف عادل لإطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية وإنهاء جرائم النظام الصهيوني في الأراضي المحتلة. لقد بذلت الجمهورية الإسلامية جهودًا كبيرة من أجل السلام والاستقرار في العالم، بما في ذلك المنطقة والجغرافيا السياسية لغرب آسيا، وخاصة في غزّة، وأعربت عن وجهات نظرها صراحة. ولذلك، إذا أرادت الحكومة ربط مسألة وقف إطلاق النار بمعاقبة الكيان الصهيوني وسفك دماء الشعب الإيراني، فقد ارتكبت خطأً فادحًا".
"إسرائيل" محاطة بالنار
بدورها، أشارت صحيفة " وطن أمروز" إلى أنَّ: "ترقب الصهاينة في الأراضي المحتلة وارتعابهم من رد إيران لاغتيال شخصيات بارزة في حماس وحزب الله قد دخل يومه الثالث عشر. ووصفت مختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية التابعة لفلسطين المحتلة الوضع بأنه يشبه ظروف جائحة كورونا، في إشارة إلى صمت الشوارع في هذه المنطقة والهموم التي تعلو وجوه كلّ صهيوني". وأضافت: "كما انتقد أفيغدور ليبرمان، وزير الحرب السابق في حكومة الاحتلال ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، الوضع المتوتر الذي يعيشه المجتمع الصهيوني وارتباك مجلس الوزراء وجيش هذا النظام وقال: "إن النظام يخوض حرب استنزاف منذ 10 أشهر؛ وهذا يضر بمصالح "إسرائيل"، ليس لدينا خطط لمواجهة إيران، وبنيامين نتنياهو لا يفكر إلا في بقاء حكومته"". وبيَّنت أنَّه: "بالرغم من الجهود الكبيرة والدعم غير محدود من أجهزة المخابرات الغربية والأميركية، إلا أنه لم يتمكّن أحد حتّى الآن من معرفة توقيت هذا الرد القاسي ونوعه".
بحسب "وطن أمروز"، هناك مصادر "إسرائيلية" أفادت مؤخرًا بأن الكيان الصهيوني غير مستعد للدخول في حرب كبرى. وقدم مسؤولون سياسيون النصائح للقادة العسكريين في هذا الصدد". وختمت الصحيفة: "تشير تقديرات النظام إلى أنه، في ظل الخسائر البشرية في الجيش في غزّة ونقص الأسلحة وفي وضع حيث حزب الله على أتمّ الاستعداد، ليس هذا هو الوقت المناسب لـ"إسرائيل" للدخول في حرب شاملة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالصحفبزشكيان
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024