الخليج والعالم
استقالة ظريف من الحكومة والرّد على اغتيال هنية موضع اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء (13 آب 2024)، باستقالة المعاون الأول للرئيس الإيراني في الشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف المفاجئة، والتي قالوا إنها جاءت على خلفية التفاصيل الأخيرة. كما وصفته بعض الصحف بالنهم الإصلاحي لأخذ أكبر الحصص في هذه الحكومة، ما كان سببًا لمواجهتها بعد العجز عن الحصول على هذه الحصص. كذلك اهتمت بقضية الثأر الإيراني لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنيّة والضغوطات الدولية على الجمهورية الإسلامية.
استقالة ظريف والإصلاحيين المطالبين بالحصص
كتبت صحيفة "همشهري" تقول: "بعد تقديم قائمة الوزراء التي اقترحها الرئيس إلى البرلمان، خرج طالبو الحصص إلى الميدان مرة أخرى، وبذريعة استقالة محمد جواد ظريف من منصب نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية لإيران، شنوا هجمات جديدة على مجلس الوزراء، وهو الهجوم الذي رفع فيه العديد من الشخصيات الإصلاحية أصواتهم". وتابعت الصحيفة: "في الوضع الذي يقوم فيه النواب بمراجعة الخطط والآراء وسجلات عمل الوزراء التي يقترحها الرئيس، تستمر الخلافات السياسية والإعلامية حول تشكيل الحكومة التي قدمها السيد بزشكيان. فبعد ساعات قليلة فقط من إعلان أسماء القائمة المقترحة للحكومة الـ14 أمام البرلمان، نشر ظريف تدوينة، في الفضاء الإلكتروني، انتقد فيها ضمنًا التشكيلة المقترحة، وأكد أنه من بين الوزراء الـ19 المرشحين. ومع أن قصة استقالة ظريف لم تنته عند هذا الحد، وأثيرت تكهنات أخرى عن أسباب هذا الإجراء من نائب الرئيس الاستراتيجي، إلا أن هذا الإجراء شكّل الأساس لتشكيل موجة جديدة من الهجمات الإعلامية، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي ضد بزشكيان والحكومة الرابعة عشرة؛ الهجمات التي يمكن تفسيرها أكثر من أي شيء آخر هي استمرار السعي للحصول على حصص بعد الانتخابات".
الترويكا والمستغربون الإيرانيون.. مقاول لأجل الصهاينة
كتبت صحيفة "جام جم": "أصدرت الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، بيانًا مشتركًا يوم أمس الاثنين، طالبت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفصائل المقاومة بالكف عن مهاجمة "إسرائيل". وفي سياق الماضي ووفقًا لمعاييرها المزدوجة، ومن دون ذكر دور النظام الصهيوني المجرم في تصاعد القتل في غزة واستمرار شروره في منطقة غرب آسيا، حاولت هذه الدول الثلاث استبدال مكان المظلومين بالمعتدين في تقديم خطاب خاطئ فيما يتعلق بالتطورات في غرب آسيا. أولاف شولتز مستشار ألمانيا، في هذا البيان، يدعو رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاستئناف الفوري للمفاوضات بين ممثلي حماس والنظام الإسرائيلي المزيف والمعتدي الذي لم يبذل خلال الأشهر العشرة الماضية أي جهد لمنع حدوث هذا الأمر غير المسبوق من الجرائم، ولم تهزهم لأجل ذلك جرائم الاحتلال ولكن الآن بعد أن اهتزوا بالخوف من انتقام طهران الشديد، اضطروا إلى تقديم عرض جديد لتشتيت الرأي العام. وتحاول قطر ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية، التوصل إلى وقف لإطلاق النار، بينما تحاول جعل حركة المقاومة برمتها هي العقبة الرئيسة أمام إنهاء الحرب... كما أنه لا توجد في بياناتهم كلمة واحدة تدين النظام الإسرائيلي المتعطش للدماء، وحتى عند الإصرار على وقف إطلاق النار، لا توجد عبارة تبين ضرورة حقن دماء الفلسطينيين. ومن ناحية أخرى، هم يؤكدون فقط على ضرورة إطلاق سراح السجناء الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، ويصبح خبث الزعماء الأوروبيين أكثر وضوحًا عندما لا يلومون تل أبيب على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس".
تابعت الصحيفة: "إن البيان الذي أصدرته هذه الدول يسعى على الأقل إلى إثارة وتأسيس ثلاث قضايا:
أولا: تطبيع القتل مالذي يقوم به النظام الصهيوني الشرير، ليس فقط في جغرافية الأراضي المحتلة، بل في منطقة غرب آسيا بأكملها.
ثانياً: تبرئة أنصار النظام الصهيوني ظاهرًا وباطنًا، من خلال الطرح الكاذب المتمثل بـــ"محاولة وقف إطلاق النار"، والتلميح إلى أن تل أبيب وداعميها الغربيين العرب على استعداد تام لإنهاء الحرب، لكن المقاومة وخاصة حماس التي حالت دون ذلك.
ثالثاً: الرد الإيراني الانتقامي على "إسرائيل" سيوسع الأبعاد الإقليمية للحرب، وسيكون العائق الأساسي أمام تحقيق وقف إطلاق النار".
أضافت الصحيفة أن: "هذا هو بالضبط خط العمليات النفسية نفسه الذي تحاول جماعات الضغط الإيرانية الغربية ظاهريًا المرتبطة بمراكز الأبحاث الأمريكية الصهيونية بكل قوتها في الأسبوعين الماضيين تنفيذه من خلال جعل الأجواء ثقيلة ضد سفك الدماء على جمهورية إيران الإسلامية. وفي هذا السياق، كتب لوبي "ناياك"، وهو يواصل جهوده في هذا الصدد، في مقال نشرها على حسابه على قناة "إكس": "ما يزال بنيامين نتنياهو والمتطرفون الباحثون عن الحرب يسعون لبدء حرب أخرى لا نهاية لها في أرض الشرق الأوسط، ويحاولون جعل إيران تلعب هذه اللعبة". وذكّرت الصحيفة بــــ:"الأضرار التي سببها الهجوم الأمريكي على العراق في العام 2003، والمساواة بين عواقب الهجوم الأمريكي على العراق والهجوم المحتمل للولايات المتحدة وإسرائيل على إيران بعد رد طهران الانتقامي، وقد جرت محاولة لاستخدام خدعة الترهيب، أولاً إيرانيًا لإقناع الرأي العام أن أي رد إيراني على الثأر لدماء هنية يمكن أن يكون له مثل هذه العواقب على البلاد".
استقالة ظريف.. اختلاف عند نقطة الصفر
كتبت صحيفة "وطن أمروز": "هناك همسات، منذ صباح الأحد، حول استقالة النائب الاستراتيجي للحكومة الـ14، إذ عزّز غياب ظريف عن اجتماع الوفد الحكومي هذه الهمسات أكثر. لكن أخيرًا مساء الأحد، نشر وزير الخارجية الأسبق نصًا على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، وضع حدًا للتكهنات بأنه سيعلن اليوم تقديم وزراء الحكومة الرابعة عشرة المقترحين للمجلس الإسلامي، عن نيته النزول من القطار الحكومي. وما جعل هذه المصادفة ذات معنى أكبر هو أن ظريف أصبح الوجه الرئيسي للحكومة في الشهر الماضي بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا، لدرجة أن اسمي بزشكيان وظريف كانا معًا في كل مكان. ووصلت أهمية ظريف إلى حد أن العديد من أنصار بزشكيان رأوا أنه يختبئ خلف وجه ظريف ضد مصالح الحكومة الجديدة، فمثلاً، بينما لم يقل الدكتور شيئًا حتى الآن عن آلية ومعايير اختيار الوزراء بعد 37 يومًا من انتخابه، إلا أن ظريف ظهر بدلاً منه على شاشة التلفزيون وأوضح الآلية الغريبة التي ستعتمد لاختيار 19 وزيرًا. من ناحية أخرى، أدى فشل الرئيس الجديد في عقد مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام وحضور ظريف المفرط في التجمعات السياسية إلى تقليص صورة بزشكيان إلى رئيس دولة شرفي. وفي هذا الوضع، أصبح إصدار القائمة النهائية للوزراء التي اقترحها الرئيس للحكومة الرابعة عشرة، أول مظهر من مظاهر الخلافات الواسعة بين ظريف كونه الشخص الأكثر نفوذًا وراء الكواليس ووراء رئيس الحكومة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانمحمد جواد ظريفاسماعيل هنية