موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: "عملية الأربعين" هزأت ببنية أنظمة العدو الاستخباراتية
29/08/2024

الصحف الإيرانية: "عملية الأربعين" هزأت ببنية أنظمة العدو الاستخباراتية

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الخميس 29 آب/أغسطس 2024، بالتطورات الداخلية الحاصلة من استلام الحكومة الجديدة مهامها، وشكّلت قضية السياسة الخارجية والعلاقات مع مختلف الدول أهمية بالغة في المقالات والتحليلات الصحفية. كما اهتمت أيضًا بهجوم الكيان الصهيوني الأخير على الضفّة الغربية ودلالاته التي تشير بوضوح إلى الخوف المحيط بهذا الكيان من خطر المقاومة عليه من كلّ الاتجاهات.


جنون الإبادة الجماعية
كتبت صحيفة " جام جم": "بدأ الجيش الصهيوني، في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأربعاء، سلسلة عمليات عسكرية واسعة في شمال الضفّة الغربية، خاصة في مدن جنين وطولكرم وطوباس ونابلس، بهدف منع انتشار الحركات المسلحة لفصائل المقاومة في هذه المناطق. وبدأت سلسلة الهجمات هذه بعد دقائق من منتصف الليل بالتوقيت المحلي، بينما دخل بريًا جنود "إسرائيليون" من وحدات خاصة من الجيش وحرس الحدود والشاباك إلى مخيمي اللاجئين في جنين ومخيم نور شمس للاجئين في طولكرم، فضلًا عن الغارات الجوية. وقالت الإذاعة الرسمية للكيان الصهيوني، في بيانها عن هذه العملية العسكرية؛ إن هذه العملية الأكبر منذ عملية "الجدار الواقي" في العام 2002 وذروة الانتفاضة الثانية، وتنفذ بمشاركة سلاح الجو وعدد كبير من القوات. ووسائل الإعلام الصهيونية، بالرغم من المواجهة الواسعة بين قوى المقاومة الموجودة في هذه المناطق، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي وفتح، ووصفها للمعركة بالثقيلة والصعبة، لم تنشر كعادتها أي أنباء عن سقوط قتلى في صفوف "الإسرائيليين" [...] بالإضافة إلى ذلك، استشهد ما لا يقل عن 11 فلسطينيًا في الساعات الأولى من هذه الهجمات. وبحسب مصادر رسمية فلسطينية، فقد خلّفت هجمات النظام الصهيوني على سكان الضفّة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، أكثر من 640 شهيدًا ونحو 5400 جريح... من ناحية أخرى، وبينما قطع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رحلته إلى السعودية وعاد إلى مقر قيادته في الأراضي الفلسطينية، أعلنت قوات سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، إلى جانب مجموعات غير تنظيمية مختلفة من الشباب الفلسطيني الذين يعيشون في المدن التي وقعت فيها المواجهات، تصديها للهجمات الصهيونية بكلّ قوتها منذ الساعات الأولى من الصباح".
بحسب صحيفة "جام جم": "تتضمن هذه العملية عدة أهداف، من بينها ما يلي:
أولًا- الخوف من تسليح المزيد من سكان الضفّة الغربية.
ثانيا- تدمير مجموعات المقاومة في هذه المناطق وطرد الفلسطينيين المقيمين في الضفّة الغربية. 
ثالثًا- تحقيق مكاسب عسكرية وأمنية من هذه العملية لتخفيف الضغوط الناجمة عن العجز في جبهة غزّة.
رابعًا- التغطية على الفشل الفاضح الذي سببه حزب الله في "عملية الأربعين"، والتي استهزأت ببنية النظام الاستخباراتية والمعلوماتية، فضلًا عن الأنظمة الدفاعية.
خامسًا- وضع أسس السيطرة على المسجد الأقصى، وأخيرًا تهويده لجذب انتباه "الحريديم" والمتطرّفين دينيًا.
سادسًا- خلق جبهة جديدة لوضع المزيد من العراقيل في طريق المفاوضات بين الطرفين لوقف إطلاق النار".


القوّة المركبة لإيران
من ناحيته، كتب الدكتور رضا رحمتي عضو هيئة التدريس في جامعة ابن سينا، في صحيفة "وطن إمروز" اليوم مقالة جاء فيها: "في أدبيات العلاقات الدولية، تعدّ القوّة التركيبية أقل المفاهيم التي تمّت صياغتها وبيانها، فما هي القوّة التركيبية وما هي العوامل التي تؤثر على خلق هذا النوع من القوّة؟ 
القوّة الصلبة هي استخدام: معظم المعدات والأدوات العسكرية (المقاتلون، المنشآت الإلكترونية، أنظمة المعلومات والأمن، وما إلى ذلك)، والأفراد (الأفراد العسكريون، القوات الجاهزة للخدمة، القوات المخصصة للبلد، وما إلى ذلك)، القوّة اللوجستية، المرافق الإستراتيجية، الموقع الجيوسياسي والواقع والقدرة على الردع. ولا يعدّ المخيال الخاص بالدولة من مكونات القوّة الصلبة للدولة. لكن القوّة التركيبية هي مجموع كلّ هذه العوامل إلى جانب مكونات القوّة الناعمة والقوّة الذكية، فمن قوة الأدوات والقوى العسكرية إلى ثقة الناس في السياسة الخارجية، الفهم المناسب لزمن المصالح الوطنية والاقتصادية وسياقها، حيث تشمل أفضل أدوات السياسة الخارجية والتوازن في اتّخاذ القرار والأدوات السياسية.
قد لا يكون الحديث عن تضافر عوامل القوّة في اتّخاذ القرار الخارجي مهمًا جدًا إلا قبل عقدين من الزمن. لكنّه أصبح الآن في غاية الأهمية، إذ يمكن للنظام أن يحقق أكبر قدر من المصلحة الوطنية عندما يتمكّن من الحصول على فهم مشترك لجميع المتغيرات، ولا يستطيع النظام أن يتخّذ خيارات كبيرة باستخدام أبعاد القوّة العسكرية الصارمة فحسب، يجب أن تحظى الاختيارات بدعم القوى الأخرى في الوقت نفسه. لذلك؛ القوّة المشتركة والتركيبية هي قوة صلبة وأبعاد أخرى للقوة في الوقت نفسه، لكنّها ليست مجرد قوة صلبة".
ختمت الصحيفة: "في الوقت الحاضر، إيران هي في أهم مرحلة من حياتها الجيوسياسية والسياسية، وأصبح الاهتمام بالقوى المشتركة والتركيبية والنظر في السياسة الخارجية الموجهة نحو المصالح ضرورة حتمية لتجنب الخلافات والصدمات، وينبغي لهذه السياسة الخارجية أن تكون قادرة على خلق أكبر قدر من المصالح الوطنية، فكلّ قرار خارجي يجب أن يكون مبنيًّا على الدعم الداخلي والمصلحة الوطنية".


الحكومة التوافقية أم حكومة النخب؟
كتبت صحيفة "مردم سالاري": "القرار الجيد والمناسب ليس هو القرار الأفضل أو القرار الأكثر مثالية، القرار الجيد والمناسب هو القرار الذي يتخذ في وضع مثالي وفقًا للظروف القائمة والوضع الحالي. اتّخاذ القرارات هي عملية تُتخذ بناءً على ما لدينا والوضع الحالي للوصول إلى ما لا نملك في الحال المنشودة. ومع ذلك، في بعض الأحيان يكون الغرض من اتّخاذ القرار هو الانتقال من حالٍ إلى أخرى في عملية تدريجية وخطوة بخطوة. إذ في بعض الأحيان لا تسمح لك متطلبات البيئة باتّخاذ الخطوتين معًا، فالبيئة السياسية والبيئة الجغرافية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والمعايير الحزبية وغيرها هي عوامل تؤدي دورًا لا يمكن إنكاره في عملية صنع القرار.
في اختيار الوزراء في الحكومة الرابعة عشرة، لم يكن الغرض من اختيار الأشخاص هو اختيار أفضل القوى وأكثرها نخبة وأكثرها خبرة في البلاد، لأن هذه كانت مهمّة مثالية، ولم تكن شروط القرار الأمثل متوفرة. لذلك بالنظر إلى الظروف المذكورة، اضطررنا إلى اتّخاذ قرار بسيط، وكان الشرط الأهم والملزم في اتّخاذ القرار بشأن اختيار الوزراء هو التوصل إلى توافق في ما يتعلق بالقوى الموجودة في السلطة والأحزاب في البلاد. وعندما يتعلق الأمر بالاتفاق، تتلاشى مناقشة الجدارة والاختيار الأفضل، من حيث الخبرة والعلم، فالقوى الإصلاحية الموجودة في مجلس الوزراء كانت أعلى بعدة مرات من حصة المجموعات الأخرى التي تتقاسم السلطة، وقد اجتازت، بشكل أساسي، دورة تدقيق الفرق الخبيرة والفنية، وكانت تقريبًا من القوى الأكثر فعالية. ولذلك؛ المجتمع يتفهم شروط اختيار الوزراء. ومع ذلك، مخرجات المجتمع وردود أفعاله تدعم دائمًا فكرة أن الأفضل يجب أن يكون على رأس الأمور، وينبغي للفرق الإعلامية أن تسعى جاهدة إلى تثبيت المجتمع في مسار التنمية وفهم الظروف الحالية بناء على المتطلبات الراهنة".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة