موقع طوفان الأقصى الجبهة اللبنانية

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية:  انتصار غزة سيؤدي إلى ثورة وطنية ضد الأنظمة
31/08/2024

الصحف الإيرانية: انتصار غزة سيؤدي إلى ثورة وطنية ضد الأنظمة

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 31 آب 2024 بالأخبار والتحليلات حول القضايا الداخلية المرتبطة بتشكيلات الحكومة الجديدة، وخططها الاقتصادية التي تقوم بشكل أساسي على تحييد العقوبات والالتفاف عليها من خلال سياسة حسن الجوار.

كما اهتمت بأوضاع الحرب الصهيونية على غزة والضفة الغربية والتآكل المستمر للداخل الصهيوني، ورصد وتحليل التخاذل العربي أمام الإبادة الجماعية المشهودة.

الجريمة في الضفة للتغطية على انكسار "8200"

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "إيران" إن "العدوان الصهيوني يشتد أكثر من ذي قبل، مع اشتداد هجمات جيش الاحتلال العنيفة على الضفة الغربية وتقاعس المؤسسات الدولية المسؤولة"، مضيفةً: "من ناحية أخرى، أثبتت الموافقة على تمركز الجيش الصهيوني في المحور الرئيسي لـ "فيلادلفيا"، تعنت الكيان في عدم القبول بوقف إطلاق النار، واتساع نطاق التوتر في المنطقة، ويحدث هذا الوضع بينما لا تزال المفاوضات التي أعدتها الولايات المتحدة لكسب الوقت، تعد "إيجابية"".

وتابعت: "الأمر الواضح، والذي تعترف به السلطات الداخلية أيضًا، هو أن كل التحركات التي تقودها حكومة بنيامين نتنياهو وشريكتها الولايات المتحدة، بدلًا من البحث عن رؤية واضحة، ومستقبل يمكن التنبؤ به، تنبع من عدم وجود حسابات على الساحة الأميركية في جبهة الاحتلال، وهو الأمر الذي حذر منه صناع القرار في "تل أبيب" مرارًا وتكرارًا، متخيلين عواقب وخيمة على مستقبل "إسرائيل" وبقائها". 

ولفتت إلى أنه "من الأولويات البديلة في إستراتيجيات "إسرائيل" هو اغتيال القادة بهدف إلحاق الضرر بجسد المقاومة، وسبب آخر لاستخدام هذا الأسلوب هو الإنجاز الإعلامي، وتعزيز معنويات الجنود الذين يعانون، بحسب مسؤولين في الجيش، من تآكل نفسي وجسدي، وهو أحد الأهداف التي بيّنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من هجوم المقاومة في الشمال وفي الأراضي المحتلة".

وأكدت أن "المواجهة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والصهاينة في الضفة الغربية تظهر احتدام الصراعات، بعد تعزيز المقاومة ضد هجوم الصهاينة في الضفة الغربية، وبعد اختيار يحيى السنوار زعيمًا لحركة حماس، حيث تكثفت العمليات المشتركة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي والوحدة العسكرية لحركة فتح في شكل "وحدة ميدانية"، ضد العدو الصهيوني".

تفوّق "إسلامية" المقاومة على "قوميّتها"

من جهتها، كتبت صحيفة "وطن أمروز":"منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر والسؤال الذي يؤرق بعضاً منا هو أين العرب بالضبط من القضية الفلسطينية؟ ولهذا السبب، لا نرى في الملحمة التاريخية الحالية للشعب الفلسطيني، من غزة إلى الضفة الغربية، في الدول العربية، حركة إلى جانب الأمة الفلسطينية تضامنًا مع الفلسطينيين، لماذا لم تعد فلسطين تهز الشوارع والميادين العربية؟".

وقالت، إن هناك عوامل مشتركة ومتميزة بين الدول العربية تفسر غيابها في أي بلد. أولاً، عدم وجود "سياسة"، إذ يمكن الإجابة على السؤال حول موقف العرب من القضية الفلسطينية ببساطة من خلال تراجع السياسة العربية، ففي أغلب الدول العربية، لا توجد حياة سياسية، ولا عملية سياسية، ولا إطار سياسي، ولا مكون أساسي لوجود مجال سياسي عام، وقضية تغييب العرب لا تقتصر على قضية فلسطين فحسب، بل تشمل كل القضايا المتعلقة بهم على المستوى الوطني والداخلي، وهي أقرب إليهم من قضايا السياسة الخارجية. 

ثانيًا، الاستبداد بعد "الربيع العربي"، فالأنظمة لا تريد أن تكون الحرب في غزة فرصة لعودة الحركات الاجتماعية إلى الساحة العامة، لأن انتصار غزة سيؤدي إلى ثورة وطنية ضد الأنظمة التي كثيرًا ما تكون يد الولايات المتحدة قابضة عليها، من أجل تحقيق تطبيع العلاقات، ونتيجة لذلك، عززت هذه الأنظمة وسائل القمع والترهيب والطاعة بعد موجة الربيع العربي.

ثالثًا، الترفيه على بحر الدم، وهذه النقطة تتقاطع مع ما سبق، لأن الاستبداد وعدم التسييس في عصر المعلومات واستهلاك البيانات والاستيلاء الثقافي لا يحدث فقط من خلال القمع والإكراه، بل من خلال الإلهاء على شكل تحريض الشعور الزائف بالحرية واستخدام هذه الحرية يحدث في إطار خيارات محدودة وحازمة، وتقوم الأنظمة العربية، خاصة عندما تمتلك الإمكانيات المادية، باستثمارات كبيرة في مجال صناعة الترفيه والفنون بمستوى ضعيف، بعيدًا عن السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية لمجتمعاتها المحلية، ويتجلى هذا في العرض المستمر والمتزايد للمهرجانات "الفنية" والبرامج التلفزيونية وتقدير الفن الهابط والعروض المسرحية السخيفة، إذ يتم تضخيم كل هذا من خلال شبكات معقدة من الوسائط الرقمية، إلى جانب الحجم الهائل من أخبار فضائح النجوم التي يتم إعادة إنتاجها وتوزيعها في التداول العام.

رابعًا، الإرهاق الناجم عن عقود من الحروب الدموية، حيث من المشرق العربي إلى الغرب، لم يخرج بعد الشعب كله، وخاصة الأجيال الشابة، من تحت وطأة تلك الحروب الداخلية والخارجية والهجمات الإرهابية التي لا تزال مستمرة في مختلف المجالات السياسية والمجالات الاقتصادية، وتواجه الفصائل العربية الكبرى أسئلة وجودية، فهي تفتقر إلى الحد الأدنى اللازم للأمن والبقاء على قيد الحياة، ويلقي عدم اليقين والقلق بظلاله على نظرتها إلى مستقبلها، والمعاناة تجعل الناس أقل قدرة على التعاطف والتأثر والتفاعل مع بعضهم بعضاً، خاصة أنهم لا يدركون مذبحة غزة إلا من خلال الخطابات الرسمية المضللة التي توجه عواطفهم نحو أنفسهم.

خامسًا، تدمير الشخصيات وتشويه الحقائق، إذ تعاني شعوب المنطقة من تأثير "أجهزة تقصي الحقائق" وآليات الإقناع والتزييف التي تسيطر عليها أميركا بشكل مباشر أو غير مباشر، ويكمن جزء من التحدي الحالي في درجة الهيمنة على المجالات الفكرية والثقافية والأكاديمية في وسائل الإعلام والفنون والجامعات والمؤسسات التعليمية والتدريبية التي تشكل جزءًا كبيرًا من المعلومات والأخبار والتحليلات والمعرفة التي تقدمها، والتي يتلقاها الشعب، وعلى سبيل المثال، في حرب غزة يقنعون العرب بجمل مثل هذه: "المقاومة مهزومة وعاجزة، فهي مسؤولة عن القتل، فحماس ليست حركة تحرر وطني، بل هي إسلام سياسي استبدادي اتُهم بالتخلي عن المقاومة للوصول إلى السلطة قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول".

اتفاقات إستراتيجية تمهد لنهضة اقتصادية

من جانبها، قالت صحيفة "رسالت" إن "العلاقات الاقتصادية من أهم أولويات الحكومة لأن هذا المجال يضم العديد من العناصر، وفي حالة نجاحه سيعزز الاقتصاد الكلي وسيكون أساسًا متينًا للنهوض بالأهداف وتسلق قمم التقدم، ولحسن الحظ، جرى في السنوات الأخيرة وضع الدبلوماسية السياسية والاقتصادية على جدول الأعمال بهدف تطوير العلاقات ومع أولوية تعزيز التفاعل مع الدول الصديقة والمجاورة وحققت نتائج جيدة للغاية؛ وعلى سبيل المثال، أدى نهج تعزيز التفاعلات على الساحة الدولية إلى حصول جمهورية إيران الإسلامية على العضوية الدائمة في منظمة شنغهاي للتعاون واتفاقية البريكس التي لها حصة كبيرة في الاقتصاد العالمي، ويمكن أن تصبح منصة للتسويق الدولي للبلاد، ورغم أن تفسير نتائج هذه العضوية يستغرق وقتا، إلا أنها ساهمت في تطوير صادرات البلاد في الأشهر الأخيرة وضاعفت الأمل في حضور أقوى في الأسواق الإقليمية، ولذلك، يمكن القول إنه على الرغم من أن الاتفاقيات الإستراتيجية تخدم هدفًا طويل المدى، فإنها تستفيد أيضًا من المزايا الاقتصادية على المدى القصير والمتوسط، وعلى هذا الأساس، ينبغي الاهتمام دائما بتكوينها".

وأضافت: "في الأيام الأخيرة، ضاعفت أخبار الاتفاقية الإستراتيجية التي تم تشكيلها بين إيران وتركمانستان الأمل في تطور العلاقات الدولية والحضور العالمي القوي، وحددت آفاقًا واضحة في مجال البناء، لأن جزءًا كبيرًا من الاتفاقية بين إيران وتركمانستان يعمل في مجال عبور البضائع وزيادة سعة سكك الحديد، وهي بحسب الخبراء، خطوة مهمة ويمكن أن تجعل تحييد العقوبات فعالًا قدر الإمكان، حيث تتمتع جمهورية إيران الإسلامية أيضًا بميزة جغرافية في عبور ونقل الطاقة إلى دول أخرى، ونتيجة لهذه القدرات، يمكن القول إن تعاون هذين البلدين سيكون رائدًا على المستوى الدولي، حتى عندما يواجه سوق الطاقة العالمي العديد من التقلبات وتكون الحاجة إلى تنويع مصادر الطاقة محسوسة أكثر من أي وقت مضى، وفقًا لنشطاء التجارة الخارجية، من المهم جدًا الحفاظ على العلاقات مع الدول الصديقة والمجاورة وتحسينها ويجب أن نحاول دائمًا تحقيق ذلك حتى يتم تقليل تأثير العقوبات إلى الحد الأدنى ويتم حل المشكلات الداخلية من خلال ترويج الصادرات".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة