الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الصهاينة يزيدون حجم أنشطتهم الإرهابية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 30 أيلول 2024 بمتابعة الأحداث والمجريات المستمرة في لبنان خاصة بعد استشهاد القائد سماحة السيد حسن نصرالله.
وكتبت الكثير من الصحف حول فتوى الجهاد الأخيرة لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي وضرورة العمل عليها وحول مستقبل المواجهة بين حزب الله و"إسرائيل".
القتال إلى جانب لبنان " واجب شرعي"
بداية مع صحيفة "همشهري" التي كتبت: "مساعدة شعب لبنان وحزب الله في مواجهة جرائم النظام الصهيوني، رغم أنها تعتبر ضرورة عقلانية، إلا أنها في المقابل واجبة من الناحية الشرعية؛ وهي مسألة تم التأكيد عليها في الرسالة المهمة الأخيرة للقائد الأعلى للثورة بشأن التطورات في لبنان باعتبارها "فريضة على جميع المسلمين".
وشدد الإمام الخامنئي في هذه الرسالة التي نشرت اليوم السبت، على أنه "واجب على جميع المسلمين الوقوف بفخر مع شعب لبنان وحزب الله مساعدته في مواجهة النظام الغاصب والظالم والشرير"، حكم يمكن دراسته من جوانب مختلفة.
في هذه الاثناء، ورغم أنه لا شك في مساعدة الشعب وحزب الله ليكونا خط المواجهة في مواجهة جرائم النظام الصهيوني، فقد تم قبول هذه القضية كضرورة لا يمكن إنكارها في السنوات الأخيرة وتم اتخاذ تدابير فعالة في هذا الشأن، لكن النقطة الاستراتيجية، في الظروف الخاصة الراهنة، هي أنها "فريضة" أصدرها قائد الثورة إلى "جميع المسلمين"، والحقيقة أن العالم الإسلامي مخاطب بهذا الحكم الشرعي.
وفي مثل هذا الوضع، يرى خبراء دينيون أن قرار قائد الثورة بمساعدة لبنان هو "واجب عيني" ولا بد منه لجميع المسلمين القادرين على دعم ومساندة شعب لبنان وحزب الله ضد جرائم الكيان الصهيوني بطرق مختلفة".
وتابعت: "ما أكد عليه الإمام الخامنئي يوم السبت ليس جديداً من حيث المبدأ، وهو بمثابة تذكير لتصريحاته المختلفة التي كانت...هناك نقطة أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي أن تأكيد سماحة القائد مؤخراً على "وجوب" مساعدة المسلمين لشعب لبنان وحزب الله هو حكم شرعي إسلامي".
قوة بنية هوية حزب الله
بدورها، كتبت صحيفة " قدس": "الأمر الذي تم القيام به مرة أخرى في اغتيال الشهيد نصر الله هو اعتماد استراتيجية فشلت مرات عديدة من قبل، وهل اغتيال القائد السابق لحزب الله الذي جعل هذا التنظيم أقوى...إن إشارة قائد الثورة إلى البنية القوية لحزب الله تنطلق من أنها ليست مجرد قوة عسكرية، فهذه القوة متشابكة مع المجتمع اللبناني المقاوم، وقد انبثقت من قلب هذا المجتمع، واليوم، فإن حزب الله وأنصار الله وحماس وقوى المقاومة الأخرى لها جذورها في المعتقدات العميقة وإيمان الناس، لقد رأينا أنه على الرغم من أن غزة كانت شبه مدمرة بالأرض، إلا أن محبة أهل غزة وعاطفتهم تجاه حماس وقادة حماس وجبهة المقاومة لم تتضاءل، ولم يتمكنوا من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وحتى اليوم، فإن صورة الناس في شوارع بيروت وصرخات الناس من مختلف المناطق بمعتقداتهم الدينية المختلفة تظهر مدى الخطأ في تقليص نفوذ حزب الله، وذلك لأن حزب الله اليوم له طابع ديني وشعبي، حزب الله هو رمز الشعب اللبناني، حزب الله هو المثال الأمثل للجهاد والمقاومة والبصيرة والكرامة. هذه هي الحقائق التي إما أن النظام الصهيوني لا يريد أن يفهمها أو أنه غير قادر على فهمها".
السيد نصرالله أقوى من أي وقت مضى
وجاء في صحيفة "جام جم": "السيد حسن نصرالله سيد المقاومة، رجل العصر العظيم والمجاهد الدؤوب، انضم إلى العديد من الشهداء ونال أجر العمر من الجهاد، هنيئًا له بهذا الفوز العظيم، ولا شك أن خسارة مثل هذه الشخصية البارزة والمؤثرة هي خسارة وضرر كبيرين للأمة الإسلامية، وتترك حزنا شديدا في قلوبنا. لقد قام المجرمون الصهاينة، بمساعدة شاملة من رفاقهم الأشرار، بزيادة حجم أنشطتهم الإرهابية لبعض الوقت وهم يستهدفون ويقتلون القوات المقاتلة الإيرانية واللبنانية والفلسطينية والسورية وغيرها بطرق مختلفة، ومن ناحية أخرى، فإن الصهاينة منخرطون في قتل المدنيين في غزة والضفة الغربية ولبنان، بغض النظر عن أي قيود أخلاقية وإنسانية وقانونية ودولية، ولا يلومهم أصدقاؤهم الغربيون، بل يشجعونهم أيضًا، كما يتم تقديم المساعدات المالية والسلاحية التي تقدمها الشبكة الشيطانية التي تقودها الولايات المتحدة للصهاينة بشكل مستمر حتى لا يتراجعوا عن ارتكاب جرائمهم".
وأضافت "هذا هو وجه هذه العملة الذي يمكن أن يجعل البعض يتخيل الصهاينة في موقف القوة، وهذه الفكرة تضعف معنوياتهم وتشعرهم باليأس والقلق، بالطبع، لو كان لهذه العملة وجه واحد فقط، لكانوا على حق، ولكن لحسن الحظ، هذه العملة لها وجه آخر.
قبل عام وحتى الآن، أي منذ أن سئمت القوات الفلسطينية المقاتلة 70 عاماً من الأسر، هاجمت الأراضي المحتلة من سجن يسمى غزة وقتلت عدداً من الصهاينة وأسرت عدداً منهم، وهي ضربة غير مسبوقة لإسرائيل، أضاف النظام الصهيوني، أن هناك العديد من الأحداث والتطورات في المنطقة والعالم التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار. النقطة الأولى التي تلفت الانتباه في هذا السياق هي أن "إسرائيل"، في كل صراعاتها العسكرية السابقة، حتى لو كانت عدة دول عربية على الجبهة المقابلة في الوقت نفسه، كانت تنهي القتال بسرعة وتحتفل بالنصر، ولكن هذه المرة ليس الأمر كذلك، فقد مضى عام كامل وهي عالقة في الصراع مع جماعة مثل حماس، وحتى على الرغم من ارتكابها كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية، فإنها لا تزال عالقة في مستنقع غزة و ليس لديها مخرج. ومن ناحية أخرى، وبعد حادثة 7 أكتوبر، فُتحت صفحة جديدة في تاريخ المنطقة، لن تُغلق مرة أخرى، وفي هذه الصفحة الجديدة تقف إسرائيل في وسط الميدان حيث تحيطها أذرع المقاومة القوية من عدة اتجاهات، وبضرباتها القوية والمتواصلة تزيد الضغوط عليه في كل لحظة".
وأردف "في الواقع، يمكن للمرء أن يتخيل حيوانًا بريًا متعطشًا للدماء محاصرًا بين عدة أذرع قوية وعلى الرغم من أنه يمسك ويعض باستمرار ويحاول تحرير نفسه من هذه الأذرع القاسية عن طريق إلحاق الإصابات، إلا أنه لا يزال محاصرًا ومع مرور الوقت يشعر بمزيد من الضغط، ولا يبعد أن يقع في ضيق التنفس والاختناق، ولم تواجه إسرائيل قط مثل هذه الظروف الصعبة والساحقة خلال حياتها.
لقد مضى ما يقارب العام على هجمات مختلف محاور المقاومة عليها من كل جانب، وكل يوم تزداد حدة عن ذي قبل، لقد ألقى الخوف والرعب بظلاله على كل المدن والبلدات الصهيونية ودمر نفوسها، المنافذ الكبيرة والمهمة مغلقة أو مغلقة جزئيًا، تواجه الشركات اضطرابات خطيرة، ووفقا للسلطات الصهيونية، فقد تحولت بعض المدن والبلدات إلى مدن أشباح، وبالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي إهمال الخسائر والضحايا والإصابات الناجمة عن الهجمات المستمرة على مناطق مختلفة من إسرائيل، على الرغم من أن الصهاينة يحاولون فرض رقابة مشددة على الأخبار في هذا الصدد".
وتابعت أن "جزءًا مهمًا آخر من هذه القصة هو الارتفاع المتزايد وغير المسبوق للكراهية لإسرائيل بين الدول في أقاصي العالم. وفي هذا السياق لا بد من القول بكل يقين إن إسرائيل لم تكن مكروهة إلى هذا الحد وبهذا العمق منذ بداية ولادتها غير الشرعية. وفي الواقع، تم تدمير كل ما تم القيام به خلال السبعين عامًا الماضية لتصوير النظام الصهيوني بشكل إيجابي من خلال إنفاق مبالغ ضخمة من المال، في هذا العام الواحد، وانكشفت طبيعة هذا النظام ووجهه الحقيقيين للجميع".