الخليج والعالم
خطاب القائد والرد "الإسرائيلي" المرتقب عنوانان رئيسان في الصحف الإيرانية لهذا اليوم
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 06 تشرين الأول 2024 بمتابعة الأوضاع الميدانية والدبلوماسية، وخاصة قضايا الرد الإيراني والرد "الإسرائيلي" المرتقب على الرد، وتصوير المشهد المتصاعد للحرب الإقليمية، كما اهتمت بموقف الجمهورية الإسلامية لا سيما بعد خطبة الإمام الخامنئي الأخيرة.
أهداف صهيونية تحت نيران الصواريخ الإيرانية
كتبت صحيفة همشهري: "يمكن دراسة نقاط ضعف البنية التحتية في "إسرائيل" على عدة مستويات. تعتبر موانئ النظام الصهيوني مهمّة للغاية ويمكن أن تؤثر على دخول وخروج البضائع من "إسرائيل" وإليها، ومن الأمثلة على هذه التأثيرات هجمات أنصار الله اليمنية على ميناء إيلات، والتي تمكّنت من تعطيل هذا الميناء بشكل شبه كامل، وحتّى في بداية هذا الهجوم، تمكّنت من التأثير على أسعار البضائع المستوردة إلى الأراضي المحتلة؛ رغم أن "إسرائيل" تمكّنت لاحقًا من تعويض هذه المشكلة جزئيًا من خلال الموانئ الأخرى.
وبغضّ النظر عن الموانئ، فإن المراكز الصناعية للكيان الصهيوني لها أيضًا أهمية خاصة بسبب تركيزها على صناعات "التكنولوجيا العالية"، ويمكن أن يخلق الهجوم على هذه المراكز تحديًا خطيرًا للحكومة الصهيونية.
كما أن المراكز المتعلّقة بالزراعة وصناعة الأدوية حساسة ومهمة بالطبع؛ لأنه في هذه المناطق، يُنظر إلى النظام الصهيوني باعتباره ناشطًا جادًا، ليس فقط في الأراضي المحتلة، ولكن أيضًا على مستوى العالم، وعليه فإنه في حال تضرر النظام الأمني الإسرائيلي، فإن ذلك سيشكّل بلا شك تحديًا خطيرًا ومهمًا للصهاينة، وحتّى لو اتبعت "إسرائيل" الإجراءات الأمنية بسرعة، فإن النتيجة ستكون تعطّل البنية التحتية والمرافق بشكل لا يسمح للقوى العاملة بالتحرك، ولذا سيواجه اقتصاد النظام الصهيوني أزمة.
على سبيل المثال، أدى تبادل إطلاق النار في شمال الأراضي المحتلة بين "إسرائيل" وحزب الله إلى انعدام الأمن في الشريط الحدودي الشمالي، مما أدى إلى هجرة وإجلاء 66 ألف مستوطن، وبترك هذه المستوطنات، فقد تسبب هؤلاء الأشخاص، الذين كانوا يديرون اقتصاد تلك المنطقة في الأصل، في إغلاق الاقتصاد في هذه المنطقة من الأراضي المحتلة.
بالإضافة إلى هذه القضية، تعتبر البنية التحتية للطاقة في "إسرائيل" مهمّة أيضًا بالنسبة للصهاينة. حقلا غاز ليفياثان وكاريش مهمان بالنسبة لـ"إسرائيل"؛ لأنه بالأساس بعد أن أدركت أن لديها مصدرًا للغاز في البحر، تحولت "إسرائيل" من مستورد للغاز إلى مصدّر، بل وكان من المفترض أن تصدر غازها إلى جنوب أوروبا مثل إيطاليا عن طريق إنشاء ممر في البحر الأبيض المتوسط. وقد تم رفض وإيقاف إجراءات هذا الأمر. بالإضافة إلى هذه القضية، تعتبر مرافق تحلية المياه ومراكز الكهرباء بمثابة مواقع بنية تحتية أخرى، يمكن أن يشكّل تأثيرها تحديًا لـ"الإسرائيليين".
ومن المراكز المهمّة الأخرى للكيان الصهيوني التي يمكن استهدافها القواعد العسكرية، وتعتبر قاعدة نافاتيم 8200 ورمات دافيد من أهم المراكز العسكرية للكيان الصهيوني، والتي يمكن أن تكون هدفًا لهجمات المقاومة وتخلق أزمة للكيان الصهيوني".
وختمت: "بالنظر إلى هذه القضايا، فإن الشيء المهم هو ما إذا كانت "إسرائيل" لديها القدرة على الدفاع عن مراكز ومرافق البنية التحتية المهمّة أم لا. وينبغي القول إن هذا الموضوع يعتمد على نوعية الهجوم على الأراضي المحتلة".
رسائل جمعة النصر
كتبت صحيفة جام جم: " كانت لصلاة الجمعة التي أقيمت بإمامة قائد الثورة الإمام الخامنئي، رسائل كثيرة وواضحة للأصدقاء والأعداء في المنطقة والعالم.
جمعة النصر هو تبلور حسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الجبهة الباطلة. إن هذا الحدث التاريخي والمؤثر والتصريحات التي أدلى بها قائد الثورة الإسلامية الحكيم في خطبه تحتوي على نقاط تظهر القيمة الإستراتيجية والثقافية والخطابية لجمعة النصر.
الرسالة الأولى التي حملتها صلاة جمعة النصر إلى أذهان الجمهور العام والخاص، تركزت على الرابطة غير القابلة للكسر بين الأمة والقيادة في جمهورية إيران الإسلامية.[...] أما الرسالة الثانية فمصدرها نص سماحة القائد الأعلى للثورة الإسلامية في صلاة جمعة النصر، حيث أكد أن كلّ ضربة للكيان الصهيوني هي خدمة للإنسانية جمعاء، ورسالة هذه العبارات هي إصرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعم جبهة المقاومة وشرعيتها [...]الرسالة الرئيسية الثالثة لجمعة النصر، والتي برزت بشكل واضح في كلام قائد الثورة الإسلامية، هي إظهار "الحسم" في مواجهة العدوّ الصهيوني، وأن إظهار اللباقة واللطف في المواجهة أمر كاذب وباطل".
القدرة القتالية لحزب الله
كتبت صحيفة رسالت: "رغم الضرر الذي أُلحق بهيئة القيادة لحزب الله في الاغتيالات الأخيرة من قبل الكيان الصهيوني، إلا أن الجانب العسكري والقتالي لحزب الله ظل سليمًا.
وقد أثار دخول حزب الله إلى مجال الدعم والمساندة لقطاع غزّة خلال "طوفان الأقصى" والهجمات التي نفذها ضدّ النظام الصهيوني في شمال فلسطين المحتلة غضب غالبية الصهاينة الذين يعيشون في شمال فلسطين، مما تسبب بتهجيرهم إلى المناطق الوسطى والجنوبية، وهذا التهجير الجماعي - الذي شمل ما يصل إلى 90 ألف شخص بحسب الإحصائيات التي أعلنها النظام الصهيوني - وجه ضربة قاصمة للنظام الصهيوني، ومن ناحية أخرى، فإن عزوف قسم كبير من النازحين الصهاينة عن العودة إلى المستوطنات التي يقيمون فيها في شمال فلسطين المحتلة، جعل سلطات هذا النظام أمام أزمة هجرة "للسكان"، والتي تعد من أخطر التحديات الداخلية التي يواجهها الصهاينة منذ بداية معركة طوفان الأقصى، ولهذا السبب، منذ الأشهر الأولى، كان الصهاينة يبحثون عن فرصة لضرب حزب الله، وقد تكرّرت هذه المسألة مرات عديدة في تصريحات المسؤولين الصهاينة.
اتّخذ النظام الصهيوني، الذي سئم من هجمات حزب الله في شمال فلسطين، خطوة نحو مواجهة المقاومة الإسلامية اللبنانية في جنوب هذا "البلد" بعد سيطرة النظام الصهيوني على معبر رفح، واستهدفوا في الخطوة الأولى عددًا من قادة المقاومة، بعد ذلك، قاموا بتصميم وتنفيذ عمليات أجهزة الاستدعاء - البيجر - وفي الخطوة الأخيرة، وفي عمل وحشي، اغتالوا السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وكان الصهاينة يظنون أن مثل هذه الجريمة ستلحق أضرارًا جسيمة ببنية حزب الله ولن يتمكّن من إحياء نفسه، ونتيجة لهذا التحليل الخاطئ، قرروا بدء عملية برية في لبنان.
منذ أن فقد حزب الله أمينه العام الأسطوري كما استشهد العديد من كبار القادة العسكريين في حزب الله... فإن الشيء المهم الذي لا ينبغي نسيانه هو أنه على الرغم من الضرر الذي لحق بالهيكل القيادي في حزب الله، إلا أن الجسم القتالي والهيكل العسكري لحزب الله بقي كما كان من قبل.
... والآن، إذا أصيب في الصراع الحالي بين حزب الله والكيان الصهيوني 10% من عدد المقاتلين، فإن حزب الله لديه في أقل تقدير أكثر من 35 ألفًا وفي أعلى تقدير لديه ما يقرب من 90 ألف مقاتل مستعديون لمحاربة العدو... وهذا يعني أنه مع استبدال القادة المتوسطين بدلًا من القادة الشهداء، تبقى وحدة حزب الله القتالية في موقعها الأصلي وتجهز نفسها للحرب ضدّ العدو، وهي تنتظر العدو، خاصة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، ولديهم دافع كبير لمواجهة العدوّ مباشرة، وهذه هي القضية نفسها التي تجعل الصهاينة خلف حدود لبنان متردّدين وخائفين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024