الخليج والعالم
الصحف الإيرانية تهتم بالخصائص النفسية والمعنوية للسيد الشهيد
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 08 تشرين الأول 2024 بمتابعة الأوضاع الميدانية والدبلوماسية في الذكرى السنوية لطوفان الأقصى، ورصدت البنية الصهيونية الداخلية، وقدرات محور المقاومة بالمقابل.
ولا زالت الصحف الإيرانية تركّز على تحليل وتفكيك شخصية الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله عبر كتابة الخصائص والمميزات التي يتميز بها في تاريخه الجهادي الطويل.
المقامرة الدموية الصهيونية في بيروت
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "رسالت": "مؤخرًا، نشرت وسائل إعلام العدو العديد من التحليلات حول طبيعة وأهداف عملية الوعد الصادق 2، والضعف المطلق لكيان الاحتلال أمام القدرات الصاروخية والعملياتية للحرس الثوري الإسلامي، وعدم كفاءة القبة الحديدية، ومن ناحية أخرى، فإن العدو الصهيوني لم يعد أكثر ثباتًا في الجبهة اللبنانية، وعلى عكس الحسابات والافتراضات للصهاينة، فإن اغتيال سيد المقاومة حفز المقاومين الغيورين على الانتقام من عدوهم "الإسرائيلي" الهمجي".
وقالت إن تحليل جريمة كيان الاحتلال في الضاحية الجنوبية ليس معقدًا إلى هذا الحد، إذ كان هدف الصهاينة من هذا العمل الهمجي اغتيال الأمين العام لحزب الله في لبنان وتغيير موازين المعركة مع المقاومة، ورغم أن العدو الصهيوني قتل قائد المقاومة، إلا أن هدفه الأساسي هو تغيير موازين قوى المعركة على الجبهة الشمالية وهو ما لم يتحقق، وأثبتت قيادة المقاومة اللبنانية وكوادرها العملياتية، في الأيام والساعات الأخيرة، براعتها في الحرب البرية والمعركة الصاروخية ضد الصهاينة، وقد تم استخدام هذه القوة القتالية لشل حركة الصهاينة في جنوب لبنان وبالتالي عدم القدرة على تحقيق أهداف "تل أبيب" في غزة.
وتابعت: "الآن تضاعف تصميم المقاومة على الانتقام لجرائم الصهاينة المتكررة، ومن الآن فصاعدًا، سيصبح العمق الاستراتيجي للأراضي المحتلة هدفًا متزايدًا من قبل مقاتلي حزب الله وأطراف المقاومة الأخرى، بمعنى آخر، يمكن اعتبار الجريمة الأخيرة في جنوب لبنان أسوأ مغامرة للصهاينة منذ بداية حرب لبنان، ومما لا شك فيه أن هذا العمل لم يتم دون الدعم الاستخباراتي من الغرب وأميركا، وبالتالي فإن واشنطن لن تكون في مأمن من العواقب الوخيمة لهذه العملية الإرهابية الفاشلة".
القوة الإيرانية في المنطقة
من جهتها، ذكرت صحيفة جام جم: "عندما ننظر إلى التطورات التي شهدتها منطقة غرب آسيا خلال العام الماضي والفوضوية التي تحكمها، نجد دروسًا وعبرًا لا حصر لها يجب أن نتعلمها، وأحد هذه الدروس هو إظهار قوة إيران في وضع يحاول فيه أعداء قضية المقاومة توسيع الفوضى وتعميقها، وعلى الرغم من الجرائم اليومية التي يرتكبها الصهاينة في غزة ولبنان وسورية، ورغم الأضرار التي لحقت بأجزاء من محور المقاومة، إلا أن إيران، باعتبارها المحور القوي لهذه الجبهة، لا تزال تعمل على إرساء نظامها المنشود في المنطقة كدولة عظمى ولاعب أساسي".
وأضافت: "في هذا الصدد، أوضح رئيس المجلس الإسلامي محمد باقر قاليباف، أمس، أن إيران لن تتعرض لأي خطأ حسابي ميداني، وهذا التعليق وما قبله، وكلام آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في "جمعة النصر"، بأن إيران لن تتأخر ولن تتسرع في الرد على الوضع السائد في المنطقة، يدل على أن أذرع قوة طهران هي المحددات الأساسية للمعادلات في المنطقة".
وقالت: "في هذه الأثناء، تنشغل الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه الأيام، من خلال الحفاظ على هدوئها وتركيزها ومع القتال المشترك والمجاهدين مع إخوانها في محور المقاومة، بتوجيه الضربات إلى جسد الصهاينة".
وختمت: "الآن أصبح مشهد المعركة واضحًا تمامًا، فمن جهة هناك الكيان الصهيوني المؤقت وكل نفاق الغرب المتجسد، الذي ليس لديه سوى قتل العزل، ومن جهة أخرى إيران الإسلامية ومحور المقاومة، الذي على الرغم من كل العقوبات والقمع المتزايد، لا يزال يتمتع بالعزة والفخر، ويرى أفقه المستقبلي ليس كعنصر فاعل في النظام الإقليمي الجديد، بل في نظام العدالة العالمي".
المجاهد الحكيم.. خصائص السيد نصر الله
بدوره، كتب حجة الإسلام محمد جواد رودكر، عضو هيئة التدريس بمعهد أبحاث الثقافة والفكر الإسلامي حول مميزات وخصائص الشهيد السيد حسن نصر الله، وهذا ما قاله:
"كل إنسان لديه القدرة والموهبة ليصبح تجسيدًا لاسم الحكيم والعزيز والقادر، وبالطبع جمع أسماء الله الحسنى، لقد استطاع السيد حسن العزيز أن يبلغ هذه المرتبة بعلمه وبصيرته، إلى جانب الروحانية الداخلية وتنمية الذات والطهارة الداخلية والسلوك الروحي، حتى أصبح مثالًا لاسم الحكيم في مرتبته الوجودية وفي مكانته.
السيد حسن كان أحد نماذج "الرجال الذين لا تجارة ولا بيع عن ذكر الله" أي أن هذه الصراعات في عالم السياسة، والصراعات الاجتماعية، والصراعات في جبهة الجهاد الصعب ضد العدو - أي الجهاد الناعم والجهاد الصلب - لم تمنعه من ذكر الله، إن رجال الله هم أولئك الذين لا شيء من شؤون هذا العالم يمكن أن يمنعهم من الحق وعن ذكر الله.
لقد استطاع السيد حسن أن يحارب عمليًا العديد من الثنائيات الموجودة في المجالات المعرفية والثقافية والاجتماعية ويجمع نماذج متشابكة، مثل النموذج بين الزهد والحياة في العالم الحديث الصاخب، السيد حسن أثبت أنه يمكن للمرء أن يعيش زاهدًا، وأن يعيش حياة زاهدة، وأن يكون بسيطًا ولكن ليس بسيط التفكير، وأن يعيش في نفس الوقت حياة إسلامية مثالية، واستطاع أن يعرض هذا النموذج بين الزهد والذكر والكفاح والجهاد.
ربط السيد حسن نصر الله بين التوحيد العرفاني والتوحيد الاجتماعي، وهذه نقطة مهمة واستراتيجية للغاية. وهناك كثيرون لا يستطيعون حتى الربط بين التوحيد النظري والعملي، ناهيك عن التوحيد العرفاني والتوحيد الاجتماعي. والحقيقة أن ذلك التوحيد الباطني يظهر امتداده في ساحات واسعة. وقد استطاع السيد حسن أن يبرز تلك النظرة التوحيدية والبصيرة والنزعة التوحيدية في نشاطه التوحيدي والاجتماعي.
ومن السمات الأخرى الدمج الرائع بين الميدان والدبلوماسية، لقد استطاع أن يكون رجل نضال وجهاد في الميدان وفي عالم الدبلوماسية استطاع أن يخلق وحدة وتقارب بين القلوب وتعايش إسلامي واجتماعي سلمي - سواء بين التيارات المختلفة في لبنان أو في جبهة المقاومة - وهذه نقطة مهمة جدًا وهي أساسية.
في السلوك الروحي للسيد حسن، كان إنسانًا صادقًا ومخلصًا، كما يحدد السيد حسن الروحانية الاجتماعية في صورة الروحانية والعقلانية، الروحانية والعدالة ومحاربة العدو الخارجي، الروحانية وامتلاك القوة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والإعلامية وغيرها.
ومن أهم سمات السيد حسن نصرالله نظرته لولاية الفقيه، أي الولاية المطلقة للفقيه استنادًا إلى فكر واجتهاد الإمام الخميني، سواء في عهد الإمام الخميني أو في عهد الإمام الخامنئي، كان حقًا مجاهدًا إقليميًا كامل الأهلية".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024