الخليج والعالم
صور سيد شهداء طريق القدس في شوارع تونس
تفاعل الشارع التونسي مع ما يحصل من عدوان صهيوني على لبنان وعبّر عن تضامنه المطلق مع بلد الأرز ومع مقاومته الباسلة التي تتصدّى ببسالة لكيان غاصب مدعوم بغرب منافق يُقدم له كل أشكال الدعم ويشجعه على إجرامه.
وقد عبّر التونسيون عن تضامنهم بأشكال متعددة، سواء من خلال التظاهر في الشارع رافعين اللافتات والصور والشعارات الداعمة للمقاومة، أو من خلال التعبير عن المواقف في مواقع التواصل الاجتماعي التي تضمنت بدورها تدوينات وتعليقات داعمة وصورًا لرموز المقاومة.
ولعلّ اللافت هو تعليق صورة كبيرة للشهيد الرمز السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، في مفترق حيوي للطرقات في تونس العاصمة تكريمًا للرجل وتعبيرًا عن مدى حب التونسيين له وللمقاومة بوجه عام، وهم الذين ذاقوا ويلات الظلم الاستعماري في ما مضى.
وقد كتبت على اللافتة التي تتضمن الصورة مع توقيع الشهيد الراحل، عبارة "قطعًا سننتصر" وهي إحدى العبارات التي ردّدها سيد المقاومة الذي ألهب الجماهير ونال تقدير الشرفاء في تونس الخضراء وفي غيرها.
وقد لقي وجود الصورة ترحيبًا كبيرًا من التونسيين على مواقع التواصل، فقاموا بإعادة نشرها مرحبين بفكرة تضامن تونس الرسمية مع المقاومة وسماحها بتعليق صورة سيدها في مفترق الطرق الحيوي الرابط بين منطقتي البحيرة والمنازه بتونس العاصمة. واعتبر أحد المعلّقين أن سيد المقاومة تحول إلى رمز حي في قلوب أحرار العالم، والدليل هذه الصورة التي تزيد العاصمة التونسية شرفًا على شرفها كعاصمة احتضنت عديد حركات التحرر في أزمنة مختلفة على غرار جبهة التحرير الوطني الجزائرية والمؤتمر الوطني الإفريقي لجنوب إفريقيا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ومن بين التدوينات اللافتة ما نشره الكاتب والباحث والناشط السياسي ماجد البرهومي، حيث وضع صورة نعوش لشهداء تونسيين سقطوا وهم يقاتلون ضد الكيان الغاصب في أرض فلسطين وفي جنوب لبنان في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، حرّرت جثامينهم المقاومة اللبنانية الباسلة في بداية الألفية في صفقة لتبادل الأسرى مع الكيان الغاصب. وكتب البرهومي معلقًا على الصور "لذلك، ولأسباب أخرى نساند هذه المقاومة اللبنانية الباسلة، من بين الأسباب الأخرى أن هذه المقاومة وسيدها الشهيد هما عنوانان لشرف الأمة، وأننا كتونسيين شعب يدعم بصدق القضايا العادلة ولا يتاجر بها إعلاميًا، ولا ينتظر حتى تفتح له هذه الدولة أو تلك حدودها ليقاوم.
ومن بين التدوينات اللافتة أيضًا ما كتبه الإعلامي مصطفى عطية الذي كتب مخاطبًا بعض العرب بالقول: "إلى الشامتين بموت السيد، لقد كان يدافع عن شرفكم يا عديمي الشرف، وإذا اخترت أن تكون عربيًا بلا شرف، فلا ترفع عقيرتك المخزية تجاه أسيادك الشرفاء الذين يدافعون عن شرفهم. إنهم مقرفون إلى حد الغثيان أولئك الذين ينتقصون من إنجازات أبطال المقاومة. لقد خرجوا من التاريخ، وإذا تمادوا في الخنوع والانبطاح، فسوف يخرجونهم من الجغرافيا، من جغرافيتهم تحديدًا".
كما علّق على الضربة الإيرانية للكيان الغاصب بالقول:" إنّ رد الفعل الأميركي-البريطاني-الألماني-الفرنسي المتشنج، يؤكد أن الضربة الإيرانية كانت مؤلمة جدًا، والعدو يُخفي خسائره للمحافظة على معنويات كيانه والإبقاء على الإحباط الذي زرعه في عقول وقلوب العرب".
وكتب في تدوينة أخرى معلقًا على قصف الضاحية الجنوبية لبيروت من قبل الكيان الغاصب ما نصه: "إذا تم ٱقتراف جرائم ضد الإنسانية في أي مكان من العالم، فإن أميركا تقف حتمًا وراء ذلك".