الخليج والعالم
زيارة قاليباف إلى لبنان محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالتحركات الدبلوماسية الإيرانية في الدول الإقليمية لا سيّما رحلة رئيس مجلس النواب (الشورى) محمد باقر قاليباف إلى لبنان وما تحمله من رسائل، كما اهتمت برصد الواقع المأزوم للكيان الصهيوني الذي يخلط بين تسجيل النقاط التكتيكية والهزائم الإستراتيجية.
ملاحظات حول سفر قاليباف إلى لبنان
بداية، كتبت صحيفة همشهري: "بالتوازي مع قصف النظام الصهيوني لشعب غزّة ولبنان الأعزل واغتيال شخصيات بارزة في محور المقاومة وقادة الحرس الثوري الإيراني، تم إنشاء خط إعلامي من قبل هذا النظام يسعى إلى عدة أهداف:
1. الهدف الأول لهذا الخط هو إظهار موجة الخلافات بين طهران ومحور المقاومة، وقد نشروا إشاعات كبيرة في هذا الاتّجاه، وزيارة رئيس مجلس النواب الإيراني إلى لبنان تمكّنت من تحييد موجة الدعاية التي حاولت الحديث عن الخلافات بين طهران وفصائل المقاومة.
2. أظهرت رحلة السيد قاليباف إلى لبنان، بالإضافة إلى تحييد أكاذيب العدوّ في وسائل إعلامهم، إعلان مواقف الجمهورية الإسلامية؛ لأن وجود مسؤول رسمي ورفيع من الجمهورية الإسلامية في لبنان وفي ضواحي بيروت أثبت أن إيران تدعم المقاومة بشكل مستمر وهذا سيعطي قوة إضافية لجبهة المقاومة وسيخلق بالتأكيد اتّجاهات جديدة في المنطقة وتحركات جديدة لجبهة المقاومة.
3. زيارة رئيس مجلس النواب الإيراني إلى لبنان جاءت قبل انعقاد اجتماع جنيف ولها رسالة على الساحة الدولية، فبينما نؤمن بالدبلوماسية البرلمانية واستخدام المنابر العالمية، مع التواجد الميداني في مناطق شديدة الخطورة، فإننا نحمل رسائل تنبيه وصدمة لأولئك الذين يسعون إلى اكتشاف الحقيقة.
4. كما يمكن أن تكون رحلة السيد قاليباف مثالًا لمسؤولي الدول الإسلامية في عدم التقاعس ومراقبة الميدان وعدم الخوف من هيمنة العدو؛ لأن النظام الصهيوني أراد أن يقول: "نحن خطرون ولا ينبغي لأحد أن يقوم بأي عمل في المنطقة دون إذننا"، إن رحلة قاليباف، التي تمت بشجاعة في الوقت المناسب، يمكن أن تكون بمثابة دعوة لحضور دول إسلامية أخرى في الميدان حتّى لا تستمر العزلة التي يفرضها الأميركيون وأداتهم، أي النظام الصهيوني.
5. ومن ناحية أخرى فإن المقاومة فكر وعقيدة وسلوك ولا يمكن تدميرها بالقصف والدمار والإرهاب، لقد كانت رحلة رئيس مجلس النواب رحلة صحيحة وفي وقتها، وتحمل رسائل متعددة لتعلم أميركا و"إسرائيل" أنهما لا تستطيعان إجبار الجمهورية الإسلامية من خلال تمرير الحيل والتهديدات، لأن المبادرة بأيدينا وسيكون لنا حركاتنا الخاصة في المواقف المختلفة".
الهزائم الإستراتيجية للكيان الصهيوني
من جهتها، كتبت صحيفة جام جم: "أيام قليلة مرت على ذكرى عملية 7 تشرين الأول/أكتوبر، يقوم البعض بتقييم الجانب الفائز أو الخاسر من الحرب في العام الماضي، ويبدو أن بعض الأحداث التكتيكية، مثل انفجار أجهزة البيجر، واستشهاد بعض القادة والشخصيات السياسية، والهجوم على بعض الأماكن، غيرت التقييمات لصالح النظام.
والمعيار المناسب للتقييم هو التفكير في الإستراتيجيات وكيفية تنفيذها وعواقبها في العام الماضي:
الإستراتيجية الأولى هي التظاهر بالفوز: يسمي بعض المفكرين عالم اليوم بعالم الظهور الإعلامي، حرب يكون النصر فيها في ساحة المعركة حليفًا للدولة التي تتمتع بقدرة إعلامية عالية، فالمسألة ليست مسألة حق أو باطل على الإطلاق، بل القدرة على التأثير على الرأي العام. في بداية الحرب، قدم النظام الصهيوني خططه بدعم واسع من الإمبراطورية الإعلامية الغربية وتظاهر بأنه مظلوم لفترة من الوقت وقدم نفسه على أنه المنتصر والأحق في مشهد المعركة الوحشية، ولكن بعد ذلك بلغت حدة الجرائم والوحشية حدًا جعل وسائل الإعلام المتطرّفة الداعمة له تخشى أيضًا من ضياع قدرتها الإعلامية واليوم النظام في أسوأ حالاته لدى الرأي العام في العالم.
أما الإستراتيجية الثانية فهي القضاء على قادة المقاومة، فإن إزاحة القادة قد يضعف الحركات إجمالًا ويدمرها، لكن هذا خيار خاطئ للغاية في ما يتعلق بحركة المقاومة، تتمتع المقاومة بدافع روحي وقيمي ووطني ودولي عالي.
...الإستراتيجية الثالثة هي إنشاء منطقة عازلة في الأراضي المحيطة بالأراضي المحتلة، إن خلق مسافة وإفراغ مجموعات المقاومة ماديًا وإقليميًا هو نوع من سوء الفهم للمقاومة، إن خلق المسافة في أرض ليست للمحتل هو لعب في ميدان المقاومة. إن هذه الإستراتيجيات الرثّة التي عفا عليها الزمن ترتكز على أساس خاطئ وهي عديمة الجدوى".
وختمت: "إن دراسة وتقييم إستراتيجيات النظام وتبعاتها تبين أن ما يزيد من أزمة هذا النظام هو اختيار واستمرار الإستراتيجيات الخاطئة وتراكم نتائجها عليه، ومن المتوقع أن يحدث انفجار ضخم ضدّه وداخله، والنجاحات التكتيكية لا تضمن النجاح الإستراتيجي، ولا ينبغي اعتبارها نجاحًا إستراتيجيًا. إن الإستراتيجيات الخاطئة للنظام الغاصب هي التي ستدمره".
آداب الحرب من الدبلوماسية إلى الإعلام
هذا، وكتبت صحيفة وطن امروز: "نحن في خضم الحرب. وعلى الرغم من أن هذه الحرب لا تزال مستمرة خارج أراضينا، إلا أننا لا نستطيع التأكد من أن الاتّجاهات والتطورات المستقبلية ستبقى على حالها.
هذه الحرب، مثل جميع الأمثلة الأخرى التي نعرفها عن الصراعات العسكرية الوجودية المستمرة بين الجهات السياسية الفاعلة الرئيسية، هي قضية معقّدة للغاية تتضمن مجموعة واسعة من القضايا المتعلّقة بالدبلوماسية والحرب الإعلامية.
على حد علمنا، فإن المسؤولين الحكوميين وصناع القرار الرئيسيين في نظام صنع القرار في جمهورية إيران الإسلامية، سواء في مجال القضايا الدبلوماسية، أي في ما يتعلق بالحكومات والجهات الفاعلة الإقليمية وفي ما يتعلق بالمؤسسات الدولية المؤثرة في هذا المجال، تم وضع القضايا المتعلّقة بديبلوماسية الحرب على جدول الأعمال، فقد نظرت القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية في الاستعدادات العسكرية اللازمة. كما كان لنتائج التحرك الذكي وفي الوقت المناسب لجمهورية إيران الإسلامية خلال عملية "الوعد الصادق 2" تأثير كبير في مجال الدبلوماسية العامة، خاصة بين الرأي العام في المنطقة والمهتمين بالمقاومة في أجزاء أخرى من العالم، مما أدى إلى ترجيح كفة الميزان لصالح الجمهورية الإسلامية.
ومع ذلك، لا تزال هناك قضايا يجب أن نتحدث عنها في سياق مواجهة الرأي العام الداخلي؛ إن القضايا التي تُترك دون أن تُطرح على المدى الطويل يمكن أن تواجه تحديات كبيرة بالنسبة لنا في العملية المستقبلية لهذه الحرب وهذا الصراع الصعب الذي لا مفر منه".
لبنانالجمهورية الاسلامية في إيرانالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024