الخليج والعالم
قوة حزب الله وعجز الكيان الصهيوني عنوانان بارزان في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالأوضاع الإقليمية والحرب الدائرة في غرب آسيا، وبعد الضربة المحكمة لحزب الله في حيفا، كان هذا الحدث مصدر تحليلات مهمّة في الصحف. كما أن تزويد النظام الصهيوني بمنظومة ثاد الأميركية، كشف مرة أخرى عن أقزام صهاينة لا يمكنهم الوقوف في المنطقة دون الولايات المتحدة، وهذا ما شكّل مادة للتحليل في الصحف الإيرانية.
حزب الله في مرحلة جديدة
كتبت صحيفة وطن امروز: "حزب الله يثبت قدراته العسكرية والتنظيمية في ساحة المعركة، ليس فقط بالكلام بل بالممارسة.
كانت إستراتيجية حزب الله في الأيام التي تلت استشهاد سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصر الله هي حماية بنيته وتماسكه الداخلي وتسلسل قيادته في المقام الأول، وفي الخطوة التالية حماية أهدافه في المنطقة في المعركة مع العدوّ الصهيوني.
لقد أظهر حزب الله خلال الأسبوعين الماضيين أنه لم يحدث أي خلل في أهدافه، كما أن فكرة إضعاف حزب الله بأساليب مثل اغتيال السيد والقادة الميدانيين هي فكرة غير صحيحة، كما حدث عام 1992، إبان استشهاد السيد عباس موسوي.
رغم اغتيال الشهيد نصر الله وضعف هياكل التواصل بين قوات حزب الله واستشهاد عدد من القادة الميدانيين، يرى المراقبون والمحللون أن حزب الله لديه القدرة على مواصلة بنيته التنظيمية على المستوى التنظيمي. إن شرعية هذه المجموعة في لبنان، والتي ترجع إلى المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني، لا تزال سليمة، كما أن تأثير حزب الله في البنية السياسية في لبنان سيستمر أيضًا كلاعب إقليمي.
يمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ والقذائف والطائرات من دون طيار المتطورة القادرة على ضرب النظام الصهيوني، وكان العمل الذي قامت به وحدة الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله، مساء الأحد، باستهداف المجموعات الصهيونية التابعة للواء جولاني الإجرامي ومقتل وإصابة أكثر من 80 من جنوده، ذروة أعمال حزب الله في الأيام الأخيرة.
[...] إضافة إلى ذلك، لم ينجح الجيش الصهيوني في عملياته في اختراق الأراضي اللبنانية، كما دمر مقاتلو حزب الله عددًا كبيرًا من دبابات "الميركافا" وأوقعوا العديد من القتلى في صفوف الجيش الصهيوني. ولم يكن مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا وجرح المئات من الجنود الصهاينة ما توقعه الصهاينة في الأيام الأولى من المعركة البرية مع حزب الله.
بالطبع، يجب أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن النظام الصهيوني يخادع عند الإعلان عن عدد الضحايا في ساحة المعركة، ووسائل الإعلام التابعة لهذا النظام مضطرة إلى فرض رقابة واسعة النطاق على الأخبار بأوامر من الجيش.
إن المعركة الشرسة التي خاضها المقاومون ضدّ الجيش الضخم الذي حشده النظام الصهيوني في الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، أثارت الاستغراب والدهشة. وكتبت شبكة سي إن إن في تقرير لها إن مستوى مقاومة حزب الله فاجأ العديد من المراقبين.
[...] بينما لم يحقق النظام الصهيوني في غزّة سوى مذبحة المدنيين وإهانة الصهاينة في الرأي العام الدولي، فقد فشلت "إسرائيل" الآن في تحقيق هدفها المعلن المتمثل في محاربة حزب الله (وهو تأمين المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية وإعادة المستوطنين إلى "أراضيهم")... ورغم كلّ ذلك، لا بد من القول إن حزب الله لم يستخدم بعد جزءًا كبيرًا من قدرته العسكرية، وإذا كان النظام الصهيوني يسعى إلى تكثيف النطاق الجغرافي للحرب ضدّ حزب الله، فعلينا أن نتوقع المزيد من المفاجآت".
لبنان ميدان حرب مختلف
كتبت صحيفة كيهان: "اليوم هو اليوم الثالث والعشرون منذ بدء الهجمات العنيفة من قبل النظام الصهيوني ضدّ لبنان. [...] هذه ليست حربًا سهلة، إنها حرب تكنولوجية، لكن التكنولوجيا لا تفعل كلّ شيء؛ إنها حرب إرادات، وحرب إعلامية... ويصف نتنياهو هذه الحرب بأنها حرب مصير ووجود، ليس فقط من أجل "إسرائيل" وفلسطين، بل من أجل مصير المنطقة وحتّى العالم، وقد أطلق التلموديون على هذه الحرب اسم الحرب الأخيرة، ويعتقد الغربيون أن هذه هي الحرب الأكثر أهمية.
[...] إن ما سُميت بحرب 48، وحرب 56، وحرب 67، وحرب 73، وحرب لبنان الأولى من 82 - 2000، وحرب لبنان الثانية 2006، كانت في الواقع عملية ذات هدف محدّد، لكن الآن قادة النظام الغاصب في هذه الحرب يتكلمون عن حرب البقاء؛ ويتحدثون عن قيامة "إسرائيل" وتغيير مصير المنطقة وتحديد مصير العالم، ولا يخطئون في القول إن أقل تفسير يمكن استخدامه لهذه الحرب هو حرب البقاء.
[...] في الشهر الماضي، قال نتنياهو في الكونغرس الأميركي لممثلي الولايات المتحدة: إذا لم نتكاتف، فسوف نُدمر، ويجب علينا مغادرة الشرق الأوسط إلى الأبد. ولذلك فإن الترجمة الصحيحة لحرب البقاء هي أن "إسرائيل" تواجه ظروفًا حرجة، كنظام وكرمز للحكم الغربي على العالم الإسلامي. وبالطبع فإن هذه الظروف مؤثرة أيضًا ونقطة تحول للمقاومة الإقليمية".
وتابعت: "يتظاهر النظام "الإسرائيلي" بإعداد نفسه لصراع طويل ومكثف ضدّ جبهة المقاومة، بغضّ النظر عن المكان الذي سيقود إليه هذا الصراع، ويبدو أنه خلال السنوات العشر إلى الاثنتي عشرة الماضية على الأقل، في سياق المجتمع اليهودي وفي البنية الاجتماعية، هناك مستوى من الاستعداد لتحمل الظروف الصعبة. كان من بين الإجراءات تطوير الملاجئ وتكييف التعليم العام وتوسيع المستودعات والإمدادات تحت الأرض للإدارة طويلة المدى للمجتمع اليهودي وإدارة الرأي العام في المجتمع اليهودي والسيطرة الكاملة على المعلومات العسكرية للنظام خلال هذه الفترة. ولكن هل يستطيع الجيش "الإسرائيلي" أن يتحمل بشكل واقعي قدرًا هائلًا من الضغط على مدى فترة طويلة من الزمن؟ الجواب عن هذا السؤال مهم جدًّا وأساسي. من ناحية أخرى، فإن صمود قوى المقاومة في غزّة وفي لبنان، وخاصة في لبنان، حاسم للغاية، ومن خلال فرض ما يشبه الحصار البري والجوي والبحري على غزّة ولبنان وقصف مراكز كبيرة جدًا تعتقد أنها نقاط أساسية لحماس أو حزب الله ومعداتها واحتياطياتها، تحاول "إسرائيل" كسر المقاومة بضرب الشرايين الحيوية. لكن الحقيقة هي أن المقاومة، سواء في فلسطين أو في لبنان، منذ لحظة انتهاء حربها السابقة مع النظام الغاصب، تنبأت بحدوث حرب جديدة وأعنف ضدّها، وبالتالي، إذا تحملت المقاومة فترة من ضغوط النظام لسحق صمودها ولم تعانِ من الضعف، فإنها ستنتصر في المرحلة وتهزم النظام في حرب تتجاوز الحروب السابقة".
نظام ثاد للأقزام الشريرة
كتبت صحيفة جام جم: " كانت الأخبار قصيرة ولكنها صاخبة. نقل نظام ثاد المضاد للصواريخ من أميركا إلى "إسرائيل".
إن التغطية الإخبارية الواسعة لقرار البنتاغون هذا والمقابلات مع خبراء عسكريين وأمنيين حول فعالية نظام ثاد هي أكثر من كونها مؤشرًا على فعالية هذا النظام وزيادة قوة الردع للكيان الصهيوني، هي مؤشر على يأس وعجز النظام الصهيوني والأقزام الشريرة، نتنياهو وجالانت، في حل المعادلة المتعددة المجهولة لتأمين الأراضي المحتلة، والتي أصبحت الآن لغزًا محيرًا للموساد والجيش "الإسرائيلي" ومؤيديه.
لقد مرت 76 سنة على ولادة "إسرائيل" غير الشرعية عام 1948، ومع مرور عقود من الزمن، لم تتمكّن أي من نسخ النظام الصهيوني، من الإرهاب والتسلح النووي واللجوء إلى طائرات F - 35 و"الميركافا" وإلى اللجوء إلى نظام القبة الحديدية، من ضمان أمنها. ولا شك أنه بهذه الخلفية والتجربة الموضوعية فإن إرسال نظام ثاد المضاد للصواريخ لن يكون علاجًا لآلام "إسرائيل"، كما أن اللغز الأمني لهذا النظام لن يحل بأمن ثاد.
غالانت وغيره من المسؤولين في النظام "الإسرائيلي" لم يفهموا بعد أنه بقتل الأطفال وحتّى مهاجمة قوات الأمم المتحدة، وخيام اللاجئين والصحفيين وعمال الإغاثة، وبكلمة واحدة، تجاوز كلّ حدود الجريمة والوحشية لن يوصله إلى الأمن".
حزب اللهالكيان الصهيونيالصحافة
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024