الخليج والعالم
فشل نظام "ثاد" محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 17 تشرين الأول 2024 بالأوضاع الإقليمية في بُعدها الميداني والدبلوماسي، والتطورات في قضية الردود المتبادلة بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية في إيران.
نابليون الكاذب
كتبت صحيفة رسالت:" في بعض المواقف السابقة، انتقد الرئيس الفرنسي نهج بنيامين نتنياهو تجاه حرب غزة، وهدّد في تحذير واضح، بقطع مساعدات الأسلحة التي تقدمها باريس إلى تل أبيب. وعقب ذلك، اتخذ رئيس وزراء نظام الاحتلال الصهيوني موقفًا قاسيًا ضد الرئيس الفرنسي، مما أدى إلى اتصال إيمانويل ماكرون الهاتفي مع نتنياهو وتأكيد قصر الإليزيه على الدعم المطلق للصهاينة في حرب غزة ولبنان. والسؤال الأساسي هنا هو ما هو غرض الرئيس الفرنسي من تصميم هذا الصراع الظاهري وهل سينجح في تنفيذ السيناريو الذي خطط له؟ وبفك رموز اللعبة الوهمية، فإن هدف ماكرون من إعداد هذا السيناريو وتنفيذه واضح: ... في هذا السيناريو نشهد مزيجًا من «الفعل» و«رد الفعل» المصطنع، الأول من قبل ماكرون والثاني من قبل نتنياهو. ومن هذا المنطلق، يحاول الفرنسيون تعريف أنفسهم بدور "مؤيّد للصهاينة" و"لاعب وسيط في التطورات الإقليمية" في آن واحد".
وتابعت:" يُبرر الفرنسيون نزعتهم التدخلية في غرب آسيا في هيئة استراتيجية راسخة في السياسة الخارجية التي تنتهجها البلاد. ومن هذا المنطلق، فإنّ كافة الأحزاب والمجموعات الفرنسية تعتبر منطقة الشام (سوريا ولبنان) وشمال أفريقيا، جزءًا من ملعب صناعة الأزمات لديها. وفي هذا الصدد، لا فرق بين ميتران وشيراك وساركوزي وهولاند وماكرون، وفي المستقبل، من هو على رأس المعادلات السياسية والتنفيذية في باريس، سيتبع نفس الاستراتيجية. إلا أن تاريخ انتهاء صلاحية هذه الاستراتيجية (خلق الأزمة مع لعب دور زائف لحلها) قد انتهى بالنسبة لمنطقة غرب آسيا. هذه هي الحقيقة التي فقد ماكرون وغيره من السياسيين الفرنسيين القدرة على فهمها واستيعابها".
محاولة الموازنة بين الدبلوماسية والميدان
كتبت صحيفة "جام جم":" رحلات السيد عباس عراقتشي للتفكير مع حكومات المنطقة كانت لعدة أهداف، الغرض الأول هو إثارة احتمال المغامرة والإجرام الذي يمارسه النظام الصهيوني ضد إيران، والسيد عراقتشي في رحلاته الدورية خاصة للدول المحيطة بنا، صرّح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تريد مواصلة الحرب. ذلك في وقت قام الكيان الصهيوني بغزو أرضنا واغتيال ضيفنا في إيران، حيث ردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الإجراء الذي قام به النظام الصهيوني استنادًا إلى الأنظمة الدولية، أي المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ولهذا السبب، إذا أرادت "إسرائيل" الرد مرة أخرى، هناك احتمال لإضفاء الطابع الإقليمي على الحرب".
وأضافت:" من ناحية أخرى يجب التوضيح أن القضية الأخرى هي محور المقاومة والأوضاع في غزة ولبنان واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله وغيره من قادة المقاومة، وأكد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال زيارته إلى بيروت ودمشق والرياض والدوحة أننا نبحث أولًا عن وقف إطلاق النار وبعد ذلك علينا إيجاد حل سياسي لهذه القضية. وقف إطلاق النار ليس للبنان فقط، لأن كل الأضرار والنفقات التي دفعها لبنان والحزب أساسًا هي بسبب قضية غزة؛ ولذلك فإن وقف إطلاق النار لا ينبغي أن يقتصر على لبنان. وفي الواقع، ينبغي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في فلسطين ولبنان. لدينا علاقات جيدة مع كل دولة. وفي هذه الأثناء، تتم أيضًا مناقشة العلاقات المزدوجة؛ من لقاء وزير خارجية بلادنا مع محمد بن سلمان، حيث دارت مناقشات مهمة، إلى اللقاء مع أمير قطر ووزير خارجية عمان. ولذلك كانت رحلات السيد عراقتشي ضرورية حتى نتمكن من رفع مستوى الدبلوماسية إلى المستوى الميداني".
لماذا لا تستطيع "ثاد" حماية الكيان الصهيوني؟
كتبت صحيفة "كيهان":" أعلن المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر يوم الثلاثاء أن "فريقًا متقدمًا من الأفراد العسكريين الأميركيين والمكونات الأساسية اللازمة لتشغيل بطارية "ثاد" وصل إلى "إسرائيل" يوم الاثنين"، وذكر أنه خلال الأيام المقبلة سيصل المزيد من الأفراد والمكونات العسكرية، مضيفا "قريبًا سيتم تفعيل هذا النظام بشكل كامل" [...] إنّ إيران لها كيانها الخاص، لكن "إسرائيل" لا تستطيع تأكيد وجودها إلا مع أميركا. مرت صواريخ الحرس الثوري الإيراني خلال عملية الوعد "الصادق 2" بسهولة عبر حاجز نظام الدفاع الصاروخي للنظام "الإسرائيلي" وبناء على التقديرات، فقد تسببت في أضرار كبيرة وغير مسبوقة للقواعد الجوية والرادارات التابعة للكيان الصهيوني والجيش، كما نُشرت عدة تقارير تفيد بأنه في أعقاب هذه العملية، لحقت أضرار جسيمة بشبكة الرادار والدفاع التابعة للكيان الصهيوني، الأمر الذي ترك هذا النظام يلجأ مطلقًا إلى الولايات المتحدة. لكن هذا -التعزيز مثلاً- ليس مفيدًا جدًا للصهاينة، لأن الأميركيين، بصفتهم صاحب هذا الدفاع، لا يسلمون منه رغم امتلاكهم له. ويقول الخبراء في هذا المجال إن "ثاد" ليس له كفاءة في التعامل مع الصواريخ الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت أو حجم كبير من الصواريخ. ولنتجاهل أن جلب "ثاد" يعني الاعتراف بفشل المنظومات الثلاثة الموالية لـ"إسرائيل" القبة الحديدية ومقلاع داوود وبيكان، والانضمام إلى ثاد يعني الاعتراف صراحة بهزيمة المنظومات الثلاثة المهمة للصهاينة في عمليات الوعد الصادق 1 و 2".
وتابعت:" ليس من السيء أن نعرف أن القوة الجوية التابعة لحرس الثورة الإسلامية قد تدربت بالفعل على مواجهة نظام "ثاد"، وهي مستعدة للتعامل معه. ولفهم الواقع، من الجيد الإشارة إلى أن سرعة صواريخ نظام "ثاد" -بحسب الأميركيين- هي في نهاية المطاف 8 ماخ، بينما تصل سرعة صاروخ "فتاح" في المرحلة النهائية إلى 13 إلى 15 ماخ؛ وبهذا الشكل، وقبل أن يصل صاروخ المنظومات الدفاعية إلى صاروخ فتاح، يكون هذا الصاروخ قد مرّ عبر ذلك المكان. ويتم إطلاق صاروخ فتاح على الهدف من مسافة 1400 كيلومتر ويتم رصده بواسطة رادار نظام ثاد عندما يكون في المرحلة المتوسطة من حركته. وبحسب مدى صواريخ نظام "ثاد"، فإن هذا النظام سيكون قادرًا على تتبع الصاروخ عندما يكون الهدف في المرحلة المتوسطة من حركته، وسيكون قادرًا على إطلاق النار عندما يكون الصاروخ في المرحلة النهائية من حركته. وإذا كان الصاروخ قادرًا في هذه المرحلة على تغيير المناورات الثقيلة والوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت؛ يكاد يكون من المستحيل أن يعترضها".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف