الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الشهيد السنوار أحيا قضية فلسطين
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 19 تشرين الأول 2024 بالحدث المحوري وهو استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد يحيى السنوار وما أعقبه من نشر لصور وفيديو آخر لحظاته، حيث سيطر هذا الحدث على التحليلات والمقالات الصحفية الإيرانية، مضافًا إلى قضايا أخرى متعلّقة بالداخل والخارج الإيراني، حيث كتبت بعض الصحف عن العلاقات الروسية الإيرانية في الأجواء المضطربة لمنطقة غرب آسيا.
خطوة كبيرة ضدّ الأحادية
كتبت صحيفة "جام جم": " بحسب تصريحات سفير بلادنا في موسكو علينا انتظار زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المرتقبة لموسكو والاجتماع مع نظيره الروسي لتوقيع اتفاقية تعاون شاملة بين البلدين. سيتم توقيع هذه الاتفاقية في ظل مجموعة واسعة من المخاطر التي تهدّد منطقة غرب آسيا بسبب جرائم النظام الصهيوني. ومن خلال إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات مع موسكو، يمكن لإيران أن تعطي إشارة للغرب والصهاينة بأنها مستعدة لمواجهة أي موقف، وحتّى في أصعب المواقف، لديها القدرة على تنظيم كتلة قوية من حلفائها والمضي قدمًا".
وتابعت: " ما هي الخلفية السياسية لهذا الاتفاق وما هي جوانب العلاقات الثنائية التي من المفترض أن يغطيها؟ بدأت الاستعدادات للاتفاقية الإستراتيجية بين إيران وروسيا فعليًا بعد زيارة السيد ابراهيم رئيسي لموسكو قبل ثلاث سنوات، وفي بداية 2022 دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني لزيارة موسكو، لتستعد إيران وروسيا خلال هذه الرحلة لإعداد وثيقة استراتيجية جديدة مدتها 20 عامًا...وبعد تلك الوثيقة تم التوقيع على خارطة الطريق للتعاون العلمي والتقني في صناعات النفط والغاز في إيران وروسيا".
وبحسب "جام جم": " أدى تحطم مروحية السيد رئيسي ووفاته إلى تأخير استكمال الاتفاقيات الأولية بين الحكومة الـ13 في إيران وروسيا بشأن اتفاقية التعاون الإستراتيجي بين البلدين لعدة أشهر... ومع رئاسة مسعود بزشكيان، ظلت سياسة حسن الجوار وتعميق العلاقات مع دول الشرق على جدول أعمال الحكومة في إيران...والاتفاق بين إيران وروسيا هو اتفاق شامل في مختلف مجالات التعاون، بما في ذلك السياسية والإقليمية والدولية والاقتصادية والأمنية والاستخباراتية والسيبرانية والدفاعية وغيرها من المجالات، والتي يمكن أن تزيد من إضفاء الطابع المؤسسي على العلاقات بين إيران وروسيا".
يحيى حيّ إلى الأبد
كتبت صحيفة رسالت: " مبنى متهدم ورجل ألقى بنفسه على أريكة وترك يده المعاقة على مقبض الأريكة، أما باليد الأخرى فيبدو أنه يمسك بعصا قصيرة. عندما تأتي الطائرة من دون طيار، ينظر إليها نظرة الرهبة التي يضفيها الغطاء على وجوه الرجال، يفكر للحظة ثمّ يرمي عصا عليها، العصا لم تصب المسيّرة لكن الرجل كان لديه ما يقوله بهذه الرمية، لم تكن المسيّرة في الأساس سلاحًا يريد الإنسان تدميره بقطعة من الخشب؛ أراد أن يقول شيئًا، ربما أراد أن يكون آخر شيء يفعله في حياته هو محاربة العدو. [...] لقد تحقق حلم يحيى السنوار بالفعل. أراد أن يثبت أن "إسرائيل" قابلة للتدمير، لقد أراد أن يصفع وجه المغتصب حتّى يُسمع صوته في جميع أنحاء العالم. ضربه ضربة لا تدل فقط على جهد المقاومة، بل تثبت فعالية هذا الجهد، لقد ذاق هذا النصر... إذا لم ننظر إلى طوفان الأقصى من هذا المنطلق، فلن نتمكّن من فهمه [...] إن الضيف والسنوار وهنية هم الثمرة الطبيعية لسبعين عامًا من الوحشية والقسوة بلا منطق ولا عقل، واليوم يسعدهم أن يقتلوا من امتلأت عقولهم بذكريات جرائمه. عندما يكون الأشخاص المليئون بالكراهية والغضب تجاه الاحتلال والظلم، فمن الواضح أن غضبهم سيكون بلا نهاية. الغضب الفلسطيني لا نهاية له من دول النفط العربي ودول الحرب الغربية".
يحيى معمّد حرية فلسطين
كتبت صحيفة إيران: " قصّة السنوار هي قصّة فلسطين، إنها قصّة الأطفال الذين سيشكلون مستقبل هذه الجغرافيا المقدسة وبقايا الشرف في العالم من تحت أنقاض غزّة.لقد أخطأ نظام الفصل العنصري مرة أخرى، فدمّر مستقبله بنشر صور السنوار والقتال حتّى النفس الأخير لهذا البطل التاريخي. ما نشره الجيش "الإسرائيلي" كان صورة يوم التحرير الفلسطيني: قطعة الخشب التي ألقاها القائد الفلسطيني على الطائرة "الإسرائيلية" من دون طيار ستكون بمثابة الشعلة التي ستنتقل من يد إلى يد بين المناضلين من أجل تحرير فلسطين.
لو كان الراحل ستانلي كوبريك على قيد الحياة، لكان بالتأكيد قد جعل من مشهد الموت المجيد والمهيب هذا أساسًا لعمل خالد في تاريخ السينما، لكن السنوار لم يكن بحاجة إلى كوبريك، وكان قد كتب سيناريو 7 أكتوبر، عمل أطلق صوت أعظم الصامتين في التاريخ وصورة فلسطين المظلومة والأرض المحتلة التي توشك على النسيان في العالم، كما أنه كتب نهاية السيناريو أفضل من أي مخرج في تاريخ السينما العالمية، نهاية درامية ومأساوية لا يمكن أن تأتي إلا من عبقرية الشخص الذي ركعت الحياة على ركبتيه".
وتابعت: " لقد نام العالم واستيقظ وهو يرى أن فلسطين أصبحت إرهابية و"إسرائيل" دولة مظلومة وتتعرض للهجوم. لكن البطل الفلسطيني عطل هذه اللعبة. وكما يتضح من التجمعات غير المسبوقة التي عقدت هذا العام، أصبحت فلسطين أكثر أهمية في العالم مما كانت عليه قبل 10 سنوات. الآن أصبحت رواية فلسطين هي المهمّة.
والآن، وبعد إطلاق النار على رأس قائد المقاومة الفلسطينية، يقول المحتلون أنها نهاية حماس، ويحتفلون باختتام المقاومة في فلسطين بما يطلقون عليه السلام، لكن قصّة هذه الأرض المحتلة ربما تكون قصّة هذه العبارة في رواية كورسرخي: الرصاصة الأولى التي أطلقت من الممكن أن يتردّد صداها في الأجيال العشرة القادمة، بالضبط الرصاصة التي أطلقت على السنوار سوف يتردّد صداها في أجيال فلسطين القادمة. ولم يفهم نظام الاحتلال ذلك قط. تمامًا كما حدث قبل 28 عامًا، بعد اغتيال عياش، عندما أعلن التلفزيون "الإسرائيلي" في خبر عاجل أن "الإسرائيليين" سينامون مطمئنين من اليوم؛ لقد قتلنا المهندس. لكن في تلك الأيام كان السنوار يحلم باقتحام الأقصى، ليدركه أخيرًا في أكتوبر 2023.
يحيى السنوار هو الوجه الحلم للفلسطينيين. وهو الذي اعتقد الفلسطينيون أنه سيعطي الوعد الصادق؛ وفي العام الماضي قال السنوار إنه سيذهب قريبًا إلى "الإسرائيليين" ويقود فلسطين إلى طريق الحرية. بالنسبة لفلسطين، هو نفسه يحيى المعمدان الذي عمد هذه الأرض إلى الحرية. السنوار لم يمت قط. يراقب منزله من نفس الكرسي".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024