الخليج والعالم
ما مصير مسلحي التنف بعد قرار الانسحاب الأميركي من سوريا؟
علي حسن
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء سحب قواته من سوريا جملةٌ من التساؤلات على الصعيدين السياسي والميداني، لما يمثّله هذا القرار من نقطةٌ تحول كبيرة جداً لصالح سوريا وحلفائها، ولعلّ أهم تلك التساؤلات المطروحة ميدانياً هو عن مصير التنظيمات المسلحة المتواجدة في محيط قاعدة التنف بعد الانسحاب الأمريكي؟
بعد تمركز القوات الأميركية في قاعدة التنف على الحدود السورية العراقية، أحاطت تلك القوات نفسها بمنطقة أمان تسمى بمنطقة الخمسة وخمسين كيلو متراً، نشطت فيها عشرات التنظيمات المسلحة ومن بينها تنظيم "داعش" الإرهابي، وعلى الرغم من أن نشاط التنظيم فيها لم يشكل عملياً خطورةً كبيرة على الجيش السوري إلا أنّ القوات الأميركية قد سمحت له بالبقاء في هذه المنطقة والتحرك منها بأمان باتجاه مواقع الجيش السوري في قرى حمص ودير الزور وحتى ريف السويداء، بالإضافة إلى دعمها وتدريبها في قلب قاعدة التنف لعدد من التشكيلات المسلحة وأبرزها ما يسمى بـ"مغاوير الثورة"، وما كان يطلق عليه بقوات أحمد العبدو.
مصدرٌ عسكري سوري من محيط منطقة الخمسة وخمسين كيلو متراً تحدث لموقع "العهد" الإخباري، وقال إنّ "قوات الجيش السوري قد حسمت أمرها بدخول منطقة التنف بعد انسحاب القوات الأمريكية منها مباشرةً"، مشيراً إلى أنّ "الجماعات المسلحة المتواجدة في منطقة الخمسة وخمسين ستكون بحكم المستسلمة حين انسحاب القوات الأميركية من التنف وستفقد داعمها الاستراتيجي وحاميها، وغالباً ما ستقوم بتسليم سلاحها للجيش السوري".
ولفت المصدر إلى أنّ "بعض قيادات "مغاوير الثورة" ترفض التسوية على الرغم من أنّ الوقت لا يزال مبكراً على ذلك، فالهدوء يسود منطقة التنف وقوات الجيش السوري لم ترصد أي انسحاب أكان للقوات الأميركية أم للقوات البريطانية المتمركزة معها أيضاً ولكن الجيش السوري قد اتخذ قراره بدخول المنطقة فور انسحاب القوات الأجنبية منها ومن يريد تسوية وضعه من "مغاوير الثورة" أو غيرها من التنظيمات فسيتم ذلك ومن يريد الخروج نحو الشمال السوري سيُنظرُ في ذلك حينها".