العدوان الصهيوني على إيران يتصدر عناوين الصحف الإيرانية لهذا اليوم

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 27 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالتحليل العميق والكثيف للاعتداء الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، وكان التركيز فيها على ضرورة الالتفات إلى وقوف الولايات المتحدة الأميركية وراء كلّ العمليات والجهود الرامية إلى إضعاف الجمهورية الإسلامية في إيران.

أميركا هي القائد الرئيسي للعمليات الصهيونية ضدّ إيران
كتبت صحيفة جام جم: "هاجم الكيان الصهيوني، في الساعات الأولى بعد منتصف ليلة السبت، بعض الأهداف العسكرية داخل أراضي إيران الإسلامية خلال عملية من ثلاث مراحل، وذلك استكمالًا لما أسماه الرد على عملية الوعد الصادق 2.

هذه العملية التي سبقتها حملة إعلامية منذ الأيام الأولى بعد عملية الوعد الصادق 2 من خلال خلق أجواء دعائية واسعة النطاق من قبل السلطات ووسائل الإعلام الغربية والصهيونية، حصلت في النهاية وبأقل قدر من الفعالية والنجاح على المستوى الميداني. عمليًا لم يتمكّن النظام الصهيوني من تحقيق أهدافه المعلنة كما ادعى.

ومن المهم في هذا الصدد أن نذكر عدة نقاط:
أولًا: نفذ النظام الصهيوني هذه العملية بهدفين رئيسيين هما الخروج من الضغط النفسي الذي نشأ بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها خلال عملية الوعد الصادق 2 وإرسال رسالة إلى إيران بأن هناك إرادة للمواجهة المباشرة.

ثانيًا: هذه العملية، كما زُعم في أجواء العمليات النفسية للصهاينة في الأسابيع الأخيرة، لم تكن لها الأبعاد الواسعة والقوّة اللازمة لضرب أهداف محدّدة سلفًا، وهو ما يمكن منطقيًّا أن يكون له ثلاثة أسباب على الأقل؛ أولًا، عدم القدرة على تنفيذ عمليات عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية، ثانيًا، فعالية التحركات الدبلوماسية لبلادنا، وخاصة وزير الخارجية، في إيصال التحذيرات اللازمة إلى الداعمين الغربيين والإقليميين للنظام الصهيوني بشأن ذلك وعواقب أي تعاون مع الصهاينة ضدّ إيران، وثالثًا، ضغوط الداعمين الغربيين للقيام بعمليات مدروسة ضدّ إيران بسبب الخوف الكبير من ردة فعل طهران. 

ثالثًا: على وجه التحديد، بسبب ما ورد في النقطة الثانية، أنفقت حكومة نتنياهو، بناء على مؤسسات الفكر والرأي المتحالفة معه، من عملها وطاقتها على العمليات الإعلامية والنفسية أكثر من المعتاد حتّى تتمكّن من منع إيران من مواصلة ما وعدت به في الوعد الصادق 2 من خلال زرع الخوف في قلب جبهة المقاومة. وفي هذا الصدد، استخدمت الآلة الإعلامية لنظام الاحتلال كامل طاقتها، قبل العملية وأثناءها وبعدها، لترسخ لدى الرأي العام أن التفوق في هذه المعركة هو لصالح تل أبيب. 

رابعًا: خلافًا لما نشر من بعض المواقف المتناقضة أحيانًا من قبل سلطات الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بشأن مساعي إدارة نتنياهو، فإن ما هو مؤكد بناء على كلّ الدلائل هو أن الأميركيين يتواجدون عمليًّا في منتصف الميدان وهم العامل الرئيسي في هذه اللعبة".

وختمت: "في النهاية لا بد من التأكيد على أن الأحداث التي تجري في غرب آسيا متجذرة بلا شك في الرؤية الأميركية ونهجها، وأي تصور لإمكانية التمييز بين وجهة نظر "تل أبيب" وواشنطن في هذا الصدد هو خطأ إستراتيجي".

نتنياهو في جحيم إدارة التوتر
كتبت صحيفة وطن أمروز: "أدت العملية التي نفذتها "إسرائيل" صباح السبت ضدّ إيران إلى إرباك كامل للمعادلات والعلاقات في منطقة الشرق الأوسط. فبينما كانت وسائل الإعلام تخلق توقعًا لهجوم غير متوقع للتأثير على الرأي العام، وبينما كانت "إسرائيل" تسعى إلى استعادة مكانتها الردعية المحطمة التي فقدتها في عملية الوعد الصادق 2، فإن هذه العملية لم توفر الردع لـ"إسرائيل"، بل أكثر من ذلك حيث إن هذه العملية استعرضت نظام الدفاع الجوي الإيراني، والتي سيكون لها تأثير مباشر على مستقبل المعادلات الإستراتيجية.

حتّى الآن، كلّ ما كان موجودًا في الفضاء الإعلامي العام كان حول قدرة إيران الهجومية، وتحديدًا قدرة إيران الصاروخية والطائرات من دون طيار، وبهذه القدرة أصبحت إيران ناديًا لمشتري الأسلحة على المستوى الدولي، وقلة من الناس كانوا يثقون في ما يتعلق بقدرات إيران الدفاعية".

وتابعت: "لا ترغب إيران في ممارسة ضبط النفس ردًا على العدوان. في العقد الماضي، متأثرة بتصورات النخب السياسية والعسكرية، غيرت إيران مبدأ الرد المتبادل وتوصلت إلى تصور مفاده أن الرد لا بد أن يكون متناسبًا أو يتجاوز التناسب، وقد تسببت هذه القضية في تكوين تصور في "إسرائيل" بأن إيران مستعدة لزيادة التوّتر إذا نشأت الظروف الضرورية.

[...] يعلم نتنياهو جيدًا أن التوّتر المتزايد مع إيران سيجعل الوضع جحيمًا بالنسبة لـ"إسرائيل". من حيث الموقع الجغرافي، فإن إيران أكبر بـ 80 مرة من "إسرائيل"، وقوة إيران القتالية أعلى بعدة مرات من قوة "إسرائيل"، والحالة المنهكة والمكسورة لـ"الجيش الإسرائيلي"، الذي ... يخوض معركة منذ عام ولا يرى أملًا في الخروج من الوضع، فإن جيشه ليس في حالته النفسية الملائمة [...] الانطباع بأن كلّ شيء سيكون طبيعيًا في غرب آسيا بعد عملية صباح السبت هو انطباع خاطئ، فـ"إسرائيل" مستمرة في الاعتماد على قدراتها الإرهابية والتخريبية والتجسسية وقصف المناطق السكنية وكلّ  ما تتمتع فيه بميزة نسبية، "إسرائيل" لن تتوقف عن المغامرة".

انتظر طوفاننا
كتبت صحيفة كيهان: "على الرغم من أن هجوم منتصف الليل الذي قام به النظام الصهيوني أمس (أمس الأول)لم ينجح كما كان يتفاخر ويتوعّد، إلا أن عدوان هذا النظام الهمجي والمزيّف على إيران الإسلامية لا ينبغي أن يبقى دون رد، بل كما أكد ذلك مرات عديدة مسؤولون رفيعو المستوى، بالنسبة لبلدنا، فإن رد إيران على هذا العدوان يجب أن يكون أكثر عنفًا بكثير من العملية المدمرة والقوية للوعد الصادق 2 [...] ولكن مرة أخرى، وبحسب كلام قائد الثورة الإمام السيد علي الخامنئي، لا بد من معرفة العدوّ ورؤية الموقع الحقيقي وإحداثيات الخصم، وفي هذا الصدد، يمكن القول بوضوح إن النظام الصهيوني ليس له هوية مستقلة، هذا النظام هو الحامية العسكرية الأميركية ومزود مصالح الغرب المتوحش في المنطقة. وبعبارة أخرى، "إسرائيل" هي القناع لأميركا. إن الدعم المالي والعسكري والسياسي الذي تقدمه أميركا وأوروبا للكيان الصهيوني لا ينبغي ولا يمكن اعتباره مساعدات خارجية لهذا النظام، ولكنها التكلفة التي تدفعها أميركا وأوروبا لحاميتهما العسكرية في المنطقة.
[...] إن كافة الأدلة والبراهين والوثائق التي لا يمكن إنكارها تشير بوضوح إلى أنه على الجانب الآخر من الوضع الحالي تقف الولايات المتحدة في وجه الأعمال العدائية وتجر معها أوروبا الساقطة. فهل هو غير هذا؟! لذلك، ردًا على العدوان الأخير للنظام الصهيوني، يجب علينا أيضًا إدراج مصالح الولايات المتحدة ومواردها وجيشها في قائمة أهدافنا المشروعة والقانونية".

الكيان الصهيونيالصحافةايران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم