معركة أولي البأس

الخليج والعالم

عملية "الوعد الصادق 3" المتوقّعة محور اهتمام الصحف الإيرانية 
28/10/2024

عملية "الوعد الصادق 3" المتوقّعة محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 28 تشرين الأول 2024 بالأحداث المتتالية التي تحدث في خضم الحرب الصهيونية على غزة ولبنان، والنتائج التي ترتبت على الاعتداء الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وموقف بعض الدول العربية.

الخطأ الاستراتيجي للكيان الصهيوني

كتبت صحيفة كيهان:" في ما يتعلق بهجوم النظام الصهيوني على بعض المراكز العسكرية وأنظمة الدفاع للبلاد، بغض النظر عن حجم الأضرار، والذي لا يمكن مقارنته على الإطلاق بما فعلته إيران في الوعد الصادق 2، هناك عدة نقاط جديرة بالملاحظة:

1.    أعلن قائد الثورة الإسلامية بوضوح في خطبة جمعة النصر أن سياسة الصبر الاستراتيجي التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية قد انتهت وأن إيران سترد بحزم، ولكن بشكل محسوب وغير متسرع، على أي عمل عدواني للعدو. 

وكان القادة العسكريون في البلاد قد وعدوا في وقت سابق بالرد بقوة على أي عدوان من قبل الصهاينة. وبناء على هذه التحذيرات فإن العد التنازلي لعملية الوعد الصادق 3 قد بدأ، ويتوقع الرأي العام مرة أخرى أن المسؤولين والقادة العسكريين، مع مراعاة الظروف الميدانية ومصلحة البلاد، سيتخذون القرار بالرد بالطبع. 

2.    [...] إن نظرة على الخط الإخباري لوسائل الإعلام الأجنبية، وخاصة وسائل الإعلام الأميركية، تبين أن الجو العام للبلاد مهم جداً بالنسبة لهذه الوسائل الإعلامية ويثير اهتماماً كبيراً بالنسبة لها.
[...] ومن ناحية أخرى، انتقدت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" بشدة العملية ضد إيران وكتبت أن الشعب الإيراني لم يشعر بهذا الهجوم والآن هم نائمون ونحن مستيقظون.

3.    [...] بغض النظر عما إذا كانت بعض دول المنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين كانتا في الماضي توفران سماءهما للعدو في بعض الأحيان، صادقة في إعلان إدانتها للنظام الصهيوني أم لا، فالحقيقة أنهما قامتا على الفور بإظهار رد الفعل على هجوم النظام الصهيوني على المراكز العسكرية الإيرانية وهذا يظهر أن دول المنطقة واثقة من جدية إيران في الرد على المعتدين وتشعر بالقلق من أنه مع استمرار الصراعات والرد الحاسم لإيران، فإن الوضع في المنطقة سيواجه وضعاً لا يمكن السيطرة عليه".

ابتعاد المنطقة عن الكيان الصهيوني

كتبت صحيفة إيران:" إن فن الدبلوماسية هو تحقيق الرغبات المستحيلة، ويمكن رؤية تحقيق هذه الاستحالة في تحويل العداوة إلى صداقة في لحظة الأحداث في الشرق الأوسط وفي قلب المواجهة العسكرية بين طهران وتل أبيب، حيث لا يزال رجال الدولة مخلصين لقاعدة الدبلوماسية في حماية مصالح البلاد وتحويل قوة البلاد في الميدان إلى قدرة للتغلب على السياسات المكلفة.

بلغت الأزمة والتوتر بين طهران وتل أبيب ذروتها صباح السبت، مع العدوان العسكري للنظام الصهيوني على إيران، وموجة ردود الفعل التي اندلعت بعد ساعات من العواصم العربية المنددة بالعمل العسكري لقادة "إسرائيل" الدعاة للحرب كانت نقطة تحول في تطورات الشرق الأوسط الحالي، حيث ظهر احتجاج الرياض والدوحة وأنقرة وبغداد والقاهرة وعمان والمنامة وأبو ظبي والكويت بشدة على الهجوم العسكري الذي شنته تل أبيب، وهو ما انعكس في البيانات الرسمية، بعد زيارة وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقتشي لمعظم هذه المدن في الأسابيع الأخيرة لإنقاذ المنطقة من أزمة لا يمكن السيطرة عليها والحرب التي حاول رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تفجيرها، انطلاقاً من المعطيات التي تكشف للمراقبين علناً وسراً، وعليه ثمّة تغير المواقف وتحول الدول العربية نحو إيران بدأ بإبداء اليد العليا في الحرب غير المتكافئة مع تل أبيب".

وتابعت:"  لكن تغيير التوازن لم يحدث بسهولة وعفوية. دول النظام الغربي تراقب تطور العلاقة بين إيران والدول العربية، بعد أن اتخذت هذه الدول موقفاً متوافقاً مع الجهات الفاعلة خارج هذه المنطقة، مثل الولايات المتحدة، تجاه أهم قضايا المنطقة، لكن المسؤولين الحكوميين، وخاصة وزير الخارجية الإيراني، في الظروف التي أصبح فيها سيناريو تصعيد الأزمة على أجندة تل أبيب والولايات المتحدة، اتخذ دبلوماسية جديدة، وهو ما انعكس في التغيير الجذري في موقف الدول العربية بشأن أهم قضية خلافية في الشرق الأوسط، وفي قلب الهجوم العسكري "الإسرائيلي" على إيران، ما أظهر ودفع الدول العربية إلى الواجهة والابتعاد الواضح عن دعم سياسات نتنياهو بشأن إيران. ويأتي هذا التغير في موازين المواجهة بين دول المنطقة فيما أصبحت إيران أحد العناصر المؤثرة في التوجهات الميدانية والدبلوماسية لمنطقة الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة؛ ما حدث إلى حد كبير من خلال خلق الردع في الميدان، والكشف في الوقت المناسب عن نقاط الضعف في الجبهة المقابلة، والمهارة في استغلال نقاط الضعف هذه من خلال الاعتماد على قدرات القوة الوطنية، وإدارة مسار التطورات السريعة، وبناء التوافق داخل الدولة".

الأمن النفسي في الحرب الرمادية

كتبت صحيفة وطن أمروز:" يشير شارحو الحرب الرمادية إلى سمتين أساسيتين للحروب الحديثة: أولاً، تمثل الحروب الرمادية حقيقة أن الحرب لا تنتهي أبدًا وأن السلام لا يبدأ أبدًا. تنخرط المجتمعات باستمرار في عمليات إكراه جيوسياسي مع منافسيها الإقليميين وخارج الإقليميين في أجواء ضبابية، والأحداث الإخبارية اليومية مثل الاجتماعات السياسية والزيارات الدبلوماسية والعقود الاقتصادية ومثل هذه الأحداث كلها جوانب من الحرب الرمادية. 

ثانيًا، الحرب الرمادية تعني الحرب في كل المجالات، من المجال العسكري إلى الأسرة وأسلوب الحياة، وخاصة الإعلامي الذي يخلق الميول والتوجهات، ومن وجهة النظر هذه، فإن المجال المركزي للصراع هو العقل البشري، الذي يظهر في جميع المجالات. وبحسب التقديرات الأولية، في هجوم الكيان الصهيوني على إيران قبل 3 ليال، كان هناك 3 موجات من الهجمات، وفي الموجة الثانية، في الساعات الأولى من الصباح، وقع هجوم بعدد من الصواريخ في سماء طهران، وكانت موجة الهجمات هذه هي التي أيقظت بعض الناس في طهران ودفعت بعضهم إلى أسطح منازلهم. ووفقاً لمنطق الحرب الرمادية، لم يكن لهذا الهجوم أي غرض سوى إثارة الخوف. في الواقع، واستنادًا إلى نموذج الحرب الرمادية، تم استهداف الوعي العقلي والقدرات الناعمة والقدرة والإرادة قبل كل شيء[...] صباح أمس الأحد، خلال اللقاء مع أسر الشهداء الأمنيين، تحدث قائد الثورة (آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي) عن الأمن النفسي في تحليل الوضع الحالي لجبهة المقاومة ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية... ويظهر هذا التوجه أن الأمن في نظر قائد الثورة ليس مجرد ترتيب ونظام مادي، بل هو مرتبط أيضًا بما يحدث في العقل والنفس.

[...] ولأن في الحرب الرمادية، خاصة بالنظر إلى نظام استهلاك الناس لوسائل الإعلام، فإن أي رسالة أو صورة أو تحليل يمكن أن يكون لها نتيجة عكسية وتستهدف روح الناس وحماسهم وجرأتهم. أما على الجانب الآخر فإن العدو يحاول أن يعكس صورة قوية عن نفسه استناداً إلى الأنظمة أو القوانين الخاصة بزمن الحرب وأن يصور كل عمل أو حركة يقوم بها على أنها تقدمية وفريدة ومنتصرة. وربما كان من الضروري التعلم وصياغة مبادئ وقواعد النشاط الإعلامي وفق الحرب الرمادية الراهنة". 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة