الخليج والعالم
الرد الإيراني يتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 تشرين الأول 2024 بمتابعة الأوضاع بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية في إيران، لا سيما بعد خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ووضعه تصوّرًا وإطارًا للرد على الاعتداء الصهيوني.
أمن إيران والرد الإيراني
كتبت صحيفة وطن أمروز:" إن كيفية الرد على جريمة النظام الصهيوني هي مسؤولية المسؤولين في البلاد، لكن قائد الثورة حدد المؤشرات التنفيذية والرئيسية لأسلوب الرد.
1. الرد يجب أن يصحّح الخطأ الحسابي للعدو: تعتقد "إسرائيل" أنه إذا اغتالت أي عدد من كبار القادة وارتكبت جرائم في المنطقة، فإن الشعب الإيراني لن يكون لديه الشجاعة للرد برد كاسح يدمر اقتصادها الحيوي والبنى التحتية والشرايين السياسية. لقد أخطأ عدونا في حساباته بشأن إيران ويتوهّم أن شعبنا يغرق في المشاكل الاقتصادية.
2. [...] يجب إظهار قوة الأمة الإيرانية وقوة الشباب ومبادرتهم للعدو: ردّنا الذي نختاره يجب أن يمثل الإرادة القوية للأمة الإيرانية وقوة الشباب ومبادرتهم. يمكن أن يكون الفهم الأساسي لهذا البيان على النحو التالي: يجب أن يكون رد القوات المسلحة موثوقًا ومبتكرًا نيابة عن الأمة الإيرانية، ولكن يبدو أنه يمكن أيضًا الاسترشاد بفهم أعمق لهذه المسألة، والتي تتعلق أيضًا بـمؤشر خطأ حساب العدو. بمعنى أن جوابنا يجب أن يكون بصيغة متعددة الأطراف مع الجمع بين الحضور الوطني والمبادرة المباشرة للشباب والرد السياسي والعسكري من قبل القوى الرسمية. وهذا يعني أنه يجب توفير المجال لتواجد القوى الشعبية وتوجيه المبادرات الشبابية على شكل دعم وإجراءات تكميلية للقوى السياسية والعسكرية. بالإضافة إلى ذلك، إذا فكرنا في الإستراتيجية المهمة التي ذكرها قائد الثورة، وهي تشكيل تحالف اقتصادي وسياسي، وإذا لزم الأمر عسكري، فإن مثل هذا الانسجام يجب أن يكون موجودًا وقائمًا على الناس. إن توفير مجال لحضور إرادة وقوة الأمة الإيرانية ومبادرة الشباب يمكن أن يوفر اتصالًا حقيقيًا بين الدول الحرة في العالم ويوفر الظروف لتشكيل هذا التحالف الكبير".
سوء تقدير الصهاينة
كتبت صحيفة وطن أمروز:" ينبغي أن نعتبر الخطأ في الحسابات الذي ارتكبه النظام الصهيوني ناجم عن عنصرية هذا النظام، ولأن العنصريين يعتبرون الآخرين أقل شأنًا، فإنهم يواجهون أيضًا مشاكل في حساب القوة البشرية. والصهاينة، باعتبارهم العنصريين الأكثر تطرفًا الذين يحكمون الأراضي المحتلة، لا يمكن أن يكون لديهم فهم صحيح للبشر، لأنهم يعتبرون البشر أدنى منهم ويعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على ما يريدون بالاعتماد على القوة القسرية.
هذا بينما رأينا مرات عديدة عبر التاريخ أن إرادة الشعب تهيمن بشكل كامل على أدوات القدرة، ولذلك فإن الصهاينة لا علم لهم بإيران وبالشعب الإيراني، لأنهم يظنون أنهم يستطيعون الحصول على ما يريدون بالإكراه. هذا في حين أنهم جربوا هذه القضية مرة واحدة في ما يتعلق بإيران، ويجب أن نتذكر أنه في عهد بهلوي، كان جهاز السافاك القمعي تحت سيطرة الصهاينة بالكامل، وقاموا بتدريب السافاك وكانوا مستشارين لهم، وبهذه الطريقة، رأى الصهاينة أنه مع تزايد التعذيب والضغط، زادت العزيمة حتى وصل الأمر بأن الشعب الإيراني أسقط النظام السابق [...] لقد شهدنا هذا الأمر المهم بالنسبة للشعب الإيراني عدة مرات؛ على سبيل المثال، يمكننا أن نشير إلى فترة الحكم الأجنبي على إيران أو فترة هجوم صدام، التي شنتها كل القوى التي عارضت استقلال إيران.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيفية وضع حد للحسابات الخاطئة للكيان الصهيوني، لا بد من القول إنه من الممكن بالتأكيد وضع حد لهذا الخطأ، من خلال نوع من المقاومة التي قامت بها إيران؛ أي مقاومة لا تسعى أبدًا إلى الشر، بل تسعى إلى تأكيد حقها. ومن المؤكد أن هذه المقاومة ستزيد وعي الأمم يومًا بعد يوم. وبهذه الطريقة، عندما تتعمّق المعرفة، فمن الطبيعي أن تضع الصهاينة في ورطة، ويجب أن نتذكر أننا مررنا بهذه التجربة في جنوب أفريقيا. وفي هذه التجربة، كان وعي الناس بنظام الفصل العنصري يتزايد يومًا بعد يوم، وكان هذا الوعي المتزايد في شكل مقاطعة هذا النظام سببًا في الانهيار الاقتصادي والسياسي لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا".
الأمن الاجتماعي الذكي
كتبت صحيفة قدس:" من القضايا المهمة التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية وشدد عليها في لقائه قبل يومين مع مجموعة من عوائل الشهداء الأمنيين، هي الأمن والاهتمام بأبعاده المختلفة. ويمكننا أن نعتبر هذا المفهوم على شكل ثلاثة أنواع: الأمن الصلب والناعم والذكي. وبطبيعة الحال، على أساس هذا التقسيم، تتوفر أدوات وأساليب مختلفة لضمان الأمن، والتي تتأثر بثلاثة أنواع من القوة العسكرية والاقتصادية وقوة جذب الشعب وتوعيته، فبينما يتحقق الأمن الصلب بالاعتماد على القوة وأدوات وتكتيكات الأمن، فإن الأمن الناعم هو الوضع الذي يتحقق من خلال خلق وتعزيز قوة الاستيعاب في المجتمع.
وفي هذا الصدد، وفق الصحيفة، فإن "من السمات المميزة والبارزة لآية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي قيادته الذكية، التي يحاول معالجتها في قراراته وسلوكه السياسي على هذا الأساس. ويتوافق هذا النهج مع المكونات الثلاثة: العقلانية والروحانية والاهتمام بمشاعر الشعب الإيراني النقية. والحديث الذي أثاره عن الأمن وأنه أساس التقدم والتطور يمكن أن يوفر المساحة اللازمة لخلق إيران قوية هو بهذا الشكل. ولهذا السبب، وبالنظر إلى التطورات في المنطقة والمغامرة الخطيرة للنظام الصهيوني، أكد على عناصر المبادرة والقدرة والإرادة لدى الشعب وطلب من المسؤولين السياسيين والعسكريين مراعاة مصالح الأمة في هذا الأمر دون المبالغة أو التقليل من أبعاد مجريات الأحداث".
وتابعت الصحيفة "الإمام الخامنئي، انطلاقًا من العلم بأنّ الخصائص المميزة للشعب الإيراني باعتباره الداعم الدائم للسيادة في اللحظات الصعبة والحساسة، ذكر بالحديث عن خطأ تل أبيب المعرفي والحسابي؛ وأنه نظام فاشل يظن أنه كلما تمكن من فرض السلطة السياسية وركوب حصان القدرة، كان قادرًا على الحكم والمضي قدمًا بشكل أفضل، في حين أنه، بغض النظر عن كل شيء، يتجاهل عاملًا مهمًا، وهو الوحدة الشعبية في الجمهورية الإسلامية، التي تقوم على معتقدات أفراد المجتمع الإيراني، إن أفراد الشعب، الذين ظلوا يعملون منذ بداية الثورة الإسلامية الوليدة حتى فرض الحرب والحصار الاقتصادي والسياسي والعقوبات الغربية غير القانونية، ولم ينحنوا أمام العدو، هم ركيزة الأمن والجدار القوي الذي يحميه رجال الدولة ويمكن الاعتماد عليها دائمًا وبأمان. وطلب قائد الثورة، الذي يُدرك بوضوح هذا العنصر من عظمة البلاد ويؤمن به، من المسؤولين بفهم هذا العنصر وتبني استراتيجية ذكية في التطورات الراهنة، لإعطاء الإجابة المناسبة بما يتوافق مع الوطنية".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف