الخليج والعالم
هل تكون الانتخابات مدخلًا لتحوّلات في السياسة الخارجية الأميركية؟
توقف الكاتب في موقع Responsible Statecraft برانكو بارسيتيك عند ما جاء في تصريح المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب لقناة العربية، حول رغبته في أن تنتهي الحرب ويعود "السلام" إلى الشرق الأوسط، فأشار الى أن ترامب ألمح الى أنه قد يُنهي الحرب.
ولفت الكاتب إلى أن ترامب كشف نهاية الاسبوع الفائت عن التأييد الذي ناله من شخصيات مسلمة بارزة في ولاية ميشيغان، وتحدّث عن الغضب العارم المنتشر في هذه الولاية ذات الثقل السكاني العربي والمسلم بسبب الحرب في غزة، وأن العديد من هذه الشخصيات ممن شارك في تجمّع انتخابي أقيم في الولاية قالوا انهم يدعمون ترامب كون الأخير يتوعد بالسلام.
كما أشار الكاتب إلى خطاب ألقاه ترامب في نيويورك وتعليقاته على وسائل التواصل الإجتماعي، حيث تحدث عن ضرورة عودة الشرق الاوسط إلى "سلام" حقيقي ودائم ووقف الفوضى وكذلك وقف المعاناة والدمار في لبنان.
وبحسب الكاتب، هاجم ترامب منافسته كامالا هاريس بسبب الدعم الذي تتلقاه من النائبة الجمهورية السابقة Liz Cheney، إذ قال إن الاخيرة وكما والدها وهو نائب الرئيس الاسبق ديك تشيني، تريد أن تخوض الحرب ضد كل بلد مسلم في العالم.
ونبّه الكاتب إلى أن ذلك يمثل تحوّلًا ملحوظًا عن مواقف ترامب في حملته الانتخابية، وإلى ان الرئيس السابق استخدم مرارًا مصطلح "فلسطيني" كإهانة، وإلى أن أحد تجمعاته الانتخابية مؤخرًا تضمّن لغة مسيئة للفلسطينيين، وأردف أن ترامب دعم الحرب بشكل علني وأيضًا خلف الأبواب المغلقة وفق تقارير حديثة، وأنه ساند الحرب، وقال إنه سيشجع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على استكمال المهمة.
وعليه سأل الكاتب "ما الذي حصل؟"، مُجيبًا "تقرير نشرته نيويورك تايمز الأسبوع الفائت عن الاستراتيجيات التي تتبعها كلا الحملتيْن في المراحل النهائية قبل يوم التصويت إنما يقدم دليلًا".
وكتب بارسيتيك "وفق هذا التقرير، تبيّن لدى حملة ترامب أن الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم في الولايات المتأرجحة هم أكثر ميلًا للتأثّر بالحرب "الإسرائيلية" بستة أضعاف.
كذلك نبّه إلى أنه وحتى دون ذلك فلطالما كان واضحًا أن الناخبين في الولايات المتأرجحة الذين هم غير راضين عن تسهيل الحزب الديمقراطي للحرب "الإسرائيلية" يشكلون كتلة انتخابية قد تكون محورية والتي يمكن ان ينالها ترامب. وأشار إلى أن هؤلاء يتحدثون علنًا عن حجب صوتهم او حتى التصويت لصالح ترامب كوسيلة لمعاقبة الديمقراطيين.
هذا وقال الكاتب إن هاريس تركت نفسها مكشوفة لهذه الاستراتيجية بغض النظر عن انتهازيتها، وذلك من خلال رفض النأي بالنفس عن بايدن في السياسة المتبعة حيال "إسرائيل"، مضيفًا إن هاريس تركت نفسها عرضة امام معسكر اليسار في مجال السياسة الخارجية عموماً، واعتمدت موقفًا متشدد لافت شكل نقلة كبيرة عن حملة بايدن عام 2020، منبهاً إلى ان المزاج الحالي في الشارع يعارض الحروب ويتخوف من التصعيد ويريد التركيز على المشاكل الداخلية.
وتابع الكاتب "تقرير" نيويورك تايمز" وغيره من التقارير تفيد بأن هاريس تراهن على تخطي الموضوع من خلال استبدال طيف واسع من الائتلاف الفائز الذي شكله بايدن بجمهوريين غير راضين (عن ترامب) والذين صوتوا لنيكي هايلي التي نافست ترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري والتي استندت حملتها بشكل اساس على سياسة خارجية أكثر عسكرية وتدخلية".
كذلك أضاف الكاتب "حملة هاريس بالتالي تسعى جاهدة إلى إهانة دوائر انتخابية معادية للحروب والتي خسرتها بسبب الحرب على عزة، وأن حملة المرشحة الديمقراطية تزيد من الاعتماد على موقف المتشدد حيال حروب "إسرائيل" (بمعنى المؤيد لهذه الحروب)"، محذّرًا من أن ذلك يهدد فرصها الانتخابية، وأن ترامب يفعل العكس حيث يعتمد على النبرة المعادية للحرب التي تبدو أشبه بالموقف التقدمي.
وخلص الى أن كلا الحملتين تستخدمان السياسة الخارجية من أجل إجراء تعديلات على الكتل الانتخابية التي اوصلت الأحزاب إلى الحكم في الانتخابات السابقة، وأن هاريس والديمقراطيين هم من يقومون المخاطرة الاكبر بكثير، وختم "نجاح أو فشل الاستراتيجية قد لا تحسم الانتخابات فحسب، بل قد تحوّل مسار السياسة الخارجية الاميركية".