الخليج والعالم
اهتمامات الصحف الإيرانية ليوم السبت 2-11-2024
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بالقضايا الدولية والميدانية المتعلّقة بالحرب الصهيونية على لبنان وغزّة وتفاعلات هذه الحرب بما يتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران.
تهديدات الأمن القومي ومساعي الغرب
كتبت صحيفة جام جم: "الحرب في المنطقة تمر بأيام حرجة. وفي خضم هجمات الصهاينة واعتداءاتهم اليومية على الشعب الأعزل في غزّة ولبنان، يدور الحديث منذ فترة عن مفاوضات وقف إطلاق نار بين الصهاينة وحزب الله، ولكن كما هو متوقع فإن الصهاينة لا يلتزمون بذلك، وتصر "إسرائيل" على بنود تُلزم الحزب تحت نيران تل أبيب، على أن ينزع سلاحه.
إن إصرار الغربيين وبعض العناصر في لبنان على تحييد حزب الله كان له أيضًا تداعيات داخل إيران، وكان بعض الإصلاحيين قد نشر أمس مقالًا في الفضاء الإلكتروني، دعا فيه إلى مزيد من التفكير في السلام في المنطقة على أساس القرار 1701، ومن خلال ادعائه أن الحكومة اللبنانية تريد تنظيم وضعها الداخلي وعلاقاتها الخارجية من خلال محاولة وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
وتابعت: "إن هذا التعليق حول استعداد الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار المذكور غير مكتمل ومتحيز، لأنه رغم أن السلطات اللبنانية، أثناء تواصلها مع حزب الله، تطالب بوقف إطلاق النار كإحدى القضايا الأساسية في المفاوضات، إلا أنها لا تقبل بوقف إطلاق النار بأي ثمن [...] وفي هذا الصدد ينبغي التوضيح أن الاتّصالات بين الحزب وبعض الأطراف الأجنبية، من مصر إلى الجزائر وقطر وفرنسا، التي تعمل على المفاوضات، لم تنقطع، وقد أعلن الحزب مرارًا وتكرارًا عن ذلك المواقف لهذه الأطراف؛ مواقف ترتكز بالدرجة الأولى على أن الوقف الكامل للعدوان شرط ضروري لدراسة كلّ ما يجب أن يحدث في المستقبل. إن إصرار العدوّ الصهيوني على التفاوض تحت النار يظهر أن النظام الصهيوني فتح حسابًا خاصًا حول تدمير المقاومة أو إضعاف الحزب وما يتبعه من انهيار أمن لبنان بهدف فتح يد "إسرائيل" في لبنان".
ألمانيا الفاشلة ودعم الصهاينة
كتبت صحيفة وطن أمروز: " كانت سياسات ألمانيا مثيرة للجدل في الأشهر والأيام الماضية. لقد أصبحت السياسات الألمانية تجاه القضايا الفلسطينية قضية مثيرة للجدل. وأثارت هذه السياسات ضجة لدى العديد من المؤسسات القانونية والإنسانية. كما أن سياسات ألمانيا العدائية تجاه إيران بعد العدوان "الإسرائيلي" على إيران كانت أيضًا مثيرة للتفكير، ودعم المستشار الألماني أولاف شولتز على العمل العدواني الذي قام به النظام الصهيوني ضدّ إيران صباح السبت [...] وجاءت التصريحات الألمانية بالإضافة إلى بيع الأسلحة لـ"إسرائيل".[...]
وتعد ألمانيا، باعتبارها من الدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، أحد الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا ضدّ روسيا بسبب موقعها في هذه القارة. إن فشل السياسات الأوروبية ضدّ روسيا جعل ألمانيا واحدة من الخاسرين الرئيسيين في الصراع الروسي الأوكراني. تم تقديم الدعم الألماني لأوكرانيا عندما كانت أوكرانيا دولة مفلسة وضعيفة من حيث القدرة العسكرية. سياسة القروض التي تنتهجها أوكرانيا جعلت هذا البلد يشعر بالتشاؤم بشأن قدرات كييف العسكرية، ويمكن اعتبار هذه القضية سببًا لدعم ألمانيا لـ"إسرائيل"، التي تمتلك قوات مسلحة قوية - مقارنة بحماس. ولعل هذا هو السبب وراء أن الألمان، بعد الهجوم "الإسرائيلي" على غزّة، كانوا أول من سارع إلى "إسرائيل" للإعلان عن أن الاتحاد الأوروبي وألمانيا يدعمان "إسرائيل" "دون أي مقابل"
وختمت: "شيء آخر هو أن ألمانيا لم تنتصر قط في أي حرب خلال القرن ونصف القرن الماضي. ألمانيا لديها تاريخ طويل من جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ولم تحقق أي انتصار في الدبلوماسية أيضًا. وعلى الرغم من شهرتها بالبراعة العسكرية، إلا أنها لم تنتصر في حرب واحدة منذ عام 1871. انتهت حربان عالميتان بهزيمة ألمانيا واستسلامها بالكامل، بينما لم تكن الدبلوماسية في أي من هاتين الحربين سببًا في نهاية الحرب وكان الاستسلام سببًا في نهاية الحرب. ولا تزال ألمانيا تواصل فشل الدبلوماسية، فمن ناحية تقوم بقمع النظام الاجتماعي الداخلي في ما يتعلق بالإبادة الجماعية "الإسرائيلية"، ومن ناحية أخرى، لا تلجأ إلى استخدام الدبلوماسية لإنهاء هذه الإبادة الجماعية".
لعبة الصهاينة لتعويض الهزيمة
كتبت صحيفة قدس: "بعد الارتفاع الكبير في اعتقالات المتهمين بالتجسس، أنشأ النظام "الإسرائيلي" قسمًا خاصًا للتعامل مع عناصر النفوذ الإيراني في سجونه. تم نشر هذا الخبر في مصادر إعلامية أمس. وكان قد أمر إيتامار بن غفير، وزير "الحرب" الداخلي المتطرّف في حكومة نتنياهو، باعتقال خاص مع إجراءات أمنية مشددة للغاية لإبقاء السجناء الأمنيين المرتبطين بطهران بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تسلل شبكات التجسس.
وتم اتّخاذ هذا القرار بعد اتهام المستوطن آشر بنيامين فايس، في الأسابيع الأخيرة، بالتعاون مع عملاء إيرانيين ومحاولة اغتيال عالم نووي "إسرائيلي". كما تم اعتقال زوجين من سكان مدينة اللد بتهمة جمع معلومات عن المرافق الحيوية وقادة النظام وتقديمها إلى طهران.
إن الخطوة الأولى بعد هذا الخبر هي الاعتراف بنهاية أسطورة مناعة أجهزة المخابرات "الإسرائيلية" مثل "الموساد" و"الشاباك". وبطبيعة الحال، وخلافًا للدعاية واسعة النطاق، أصبح الفشل الاستخباراتي للعدو بارزًا بشكل خاص منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وزعم الصهاينة أنهم اشتروا الأمن لأنفسهم ببناء جدران وأسيجة أمنية متعددة الطبقات، إلا أن طوفان الأقصى ومن ثمّ موجة العمليات الاستشهادية التي عمت كامل فلسطين المحتلة بدد هذا الحلم. والآن، على الرغم من اعتراف بعض المسؤولين بوجود خلل أمني، إلا أن القيام بمثل هذه الخطوة العلنية لمواجهة الجمهورية الإسلامية يظهر ارتباك الصهاينة وحيرتهم.
ويؤكد الصهاينة الذين يتعرضون يوميًّا في نفس المنطقة أن قواهم منهكة وتحت وطأة الضغوط النفسية، وهم يبحثون عن مخرج من التحديات الراهنة بأي طريقة ممكنة. ومن ناحية أخرى، فإن اعتراف النظام بالفشل الاستخباراتي يظهر القوّة الاستخباراتية للجمهورية الإسلامية وقوى المقاومة. وقد تمكّن هذا التيار من اختراق أكثر الطبقات الأمنية سرية في النظام، وجعل الأشخاص حتّى مستوى وزير هدفًا للتجسس والحصول على المعلومات.
وأخيرًا، فإن نشر خبر إنشاء مثل هذه المعتقلات، حتّى في ظل قول بعض وسائل الإعلام في المنطقة إن "تل أبيب" قد تنسحب وتنهي الحرب على الجبهة الشمالية، يمكن اعتباره آلية لاستعادة المفقود من قوة الصهاينة على الساحة الداخلية".