الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الانتخابات الأميركية لا تعنينا.. كلا الحزبين ضد استقلالنا
تناولت الصحف الإيرانية، والصادرة اليوم الأربعاء (06 تشرين ثاني 2024)، الانتخابات الأميركية وتحليل نتائجها المرتقبة وتأثيراتها على مختلف الأبعاد مثل الحرب القائمة في لبنان وغزة وكذلك الأوضاع الداخلية في إيران. كما اهتمت بذكرى أربعين سيد شهداء المقاومة الإسلامية الشهيد السيد حسن نصر الله؛ فركزت في مقالات التحليلية على أبعاد شخصيته وخطابه ودوره.
القناع الأسود للبيت الأبيض
كتبت صحيفة إيران: "لم يتبق سوى ساعات قليلة حتى إعلان النتائج الأولية لفرز أصوات الناخبين في بعض الولايات الأميركية لتحديد الساكن الجديد للبيت الأبيض. فقد انطلق السباق الوطني للانتخابات الرئاسية الأميركية مع افتتاح مركز اقتراع ديكسفيل نوتش في ولاية نيو هامبشاير بمشاركة 100% من الناخبين في هذه القرية، والذين كانوا ستة أشخاص. وأعقب ذلك انتخابات في الولايات الرمادية بما في ذلك نورث كارولينا وميشيغان وجورجيا وبنسلفانيا. وحتى الآن، أدلى أكثر من 81 مليون أميركي بأصواتهم في وقت مبكر من الانتخابات الرئاسية، كما شارك كثيرون آخرون، مثل باراك أوباما، في التصويت عبر الإنترنت والبريد. كما نشر بعض مراكز التنبؤ بالانتخابات بيانات افتراضية لكن البيانات الإحصائية الحقيقية ونتائج مراكز الاقتراع الأميركية المهمة تظهر أنه حتى أصوات الولايات الرئيسة لا يمكنها تحديد الفائز التقريبي في هذه المنافسة الشديدة.
تتابع الصحيفة :" في المقابل، ذهب دونالد ترامب، والذي يزعم أنه متقدم في الانتخابات المبكرة وهو على بعد خطوة واحدة من فوزه الحاسم في هذه العملية الحاسمة، إلى ميشيغان ونورث كارولينا وبنسلفانيا قبل ليلتين من الانتخابات ليبذل كل ما في وسعه لجذب الأصوات.. حتى أنه قال خلال خطابه الانتخابي الأخير أمس: «نريد إجابة الليلة» وأصر على أن يتم إعلان نتائج الفرز المبكر للأصوات في بعض الولايات الليلة الماضية، وهو الإجراء الذي عده الخبراء أيضا أنه من غير المرجح أن يتم". وتابعت: "باتهام الديمقراطيين بالغش، حاول دونالد ترامب استخدام هذا التكتيك لإقناع أنصاره والقول إن مؤامرات الديمقراطيين ضده لا تزال كما كانت في العام 2016 ويحاولون منعه من الترشح للانتخابات!
كما كررت صحيفة واشنطن بوست هذا الادعاء لدونالد ترامب وكتبت: في تجمعه الانتخابي الأخير في مدينة "غراند رابيدز" الواقعة في ولاية ميشيغان، ادعى من دون تقديم أي دليل أن الديمقراطيين سيغشون في الانتخابات الرئاسية في العام 2024، وهو ادعاء أثير في وقت سابق خلال انتخابات العام 2020. وبصرف النظر عن حضور ترامب واتجاهاته بين الجاليات الأمريكية المختلفة، فقد ضاعف أيضًا جهوده في الفضاء الافتراضي وعلى قناة X، حين أعلن عن تشكيل تحالف سلام مع الجاليات من العرب الأمريكيين [...] لقد رأى ترامب مرة أخرى الطريق لإنقاذ نفسه في إطار الوضع في غزة، وحاول لفت الانتباه إلى نفسه من خلال الوعد بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة والسيطرة على عدوانية نتنياهو، لكن من الواضح للجميع تقريبًا أن الظروف غير الإنسانية في غزة ليست فقط غير مهمة لكلا المرشحين، بل يسعى كل منهما إلى المشاركة في قرارات "إسرائيل" وجرائمها حتى لا يختفي ظل اللوبيات الصهيونية عن رؤوسهما".
كلا الحزبين الأميركيين ضد استقلالنا
كتبت صحيفة جام جم: "في الأيام والساعات الأخيرة، احتدمت المناقشات المختلفة حول الرئيس المستقبلي للولايات المتحدة في الدوائر السياسية في بلادنا. النقطة الأساسية والمهمة هي أنه في الانتخابات الأميركية وعلاقتها بالجمهورية الإسلامية، اهتموا بشكل أقل بالانتخابات في الولايات المتحدة وتأثيرها داخل البلاد، وحللت معظم هذه القضية في دوائر النخبة، وهذه إشارة نضج وعي الشعب السياسي وعدم اهتمامه بتأثير العوامل الخارجية على القضايا الداخلية [...] في الواقع، أصبح المجتمع الإيراني، بما في ذلك السياسيون ورجال الدولة وعامة الناس، مدركًا حقيقة أن كلا الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، أي الجمهوريين أو الديمقراطيين، لا يؤيدان الاستقلال بالتأكيد، وأن وحدة أراضينا وقيمنا الأساسية والثورية متعارضة معهم وأن اختلافهما يقتصر فقط على كيفية التعامل مع إيران".
ختمت الصحيفة: "منذ الحكومة الثالثة عشرة، أصبح من الواضح أكثر أن الجمهورية الإسلامية، من أجل تحقيق أهدافها، يجب أن تستخدم قدراتها الداخلية والإقليمية. أقل من المعادلات الدولية، ولا يزال هذا الخط موجودًا، في الحكومة الرابعة عشرة".
فكر السيد حسن نصر الله في الحرب النفسية
كتبت صحيفة وطن أمروز:" عندما كان يتكلم كان صوته يُسمع في تل أبيب وواشنطن أكثر ممّا يُسمع في الضاحية وطهران. وكان خصمه يعلم أنه لا يكذب. وقال بنفسه: "نحن ننتمي إلى مدرسة لا تقبل الكذب ليكون حربًا نفسية". ومن النادر أن يكون لدى عدوك مثل هذه الثقة في كلماتك. الثقة تجلب الإيمان والإيمان يكسر الحاجز العقلي الصعب للآخر. لم يكن السيد حسن نصر الله مجرد قائد ومدير لحزب، ولم يكن مجرد شخصية سياسية، لم يكن يعد مجرد استراتيجي عسكري، بل كان قبل كل شيء، قائدًا روحيًا وهادفًا، لم يكن كاتبًا، لكنه كان يعرف الكلمة. لم يكن لديه أي حساب على وسائل التواصل لكنه كان يعرف وسائل الإعلام.
تتابع الصحيفة: "عمليًا طبّق السيد حسن نصر الله أحدث النظريات في العمليات النفسية والدروس الأكثر تعقيدًا في إدارة وسائل الإعلام. كان له تأثير طبيعي وغريزي على حسابات العدو وصورته، حتى أن عدوه عده فنان الحرب النفسية. وخلافًا لبعض المفاهيم التي تعد العمليات النفسية والدعاية تكتيكًا لمعسكر الشر، فإن نصر الله، بالاعتماد على أدوات وتقنيات العمليات النفسية، أخضع منافسه مرات عديدة".
تكمل الصحيفة: "السيد نصر الله لم يكن بعيدًا عن الحرب النفسية، ويتبين من فحص خطاباته الـ 28 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى ساعة شهادته، أنه كان بارعًا في استخدام التقنيات المعرفية نفسها المستمدة من النظريات المتعلقة بالإقناع والإدراك[...] وكان أسلوب السيد حسن نصر الله الأكثر استخدامًا هو الشرح والإيضاح والاستدلال حول الأفعال. وكان متوسط وقت خطابات الشهيد الخطيب 55 دقيقة، قضى معظمها في شرح أوضاع حزب الله والميدان. الأسلوب الثاني المستخدم على نطاق واسع هو تكييف العدو [...] خلال الأشهر الستة الأولى من طوفان الأقصى، أطلق حزب الله صواريخ وقذائف صاروخية على الأراضي المحتلة بالتزامن مع خطاب الأمين العام، ونتيجة لذلك دوت صفارات الإنذار في مدن وبلدات "إسرائيل". سبق أن استخدمت هذه التقنية على مستوى عالٍ في حرب الـ 33 يومًا، وفي الوقت نفسه خطاب السيد حسن وبلفتته، تمّ استهداف بارجة ساعر في البحر الأبيض المتوسط. وقد تطور هذا التكييف إلى حد أن الصهاينة كانوا ينتظرون حدوث شيء ما في الساحة بعد كل خطاب للسيد الشهيد".
أضافت الصحيفة: "الأسلوب الثالث الأكثر استخدامًا للسيد حسن هو الربط بالتاريخ والأحداث وإعطاء الأمثلة لها، وعلى سبيل المثال، بعد الهجوم "الإسرائيلي" على مخيم رفح للاجئين، شبّه السيد الشهيد هذا الهجوم بوحشية النازيين ليكشف خطورة الجريمة الصهيونية. أما الأسلوب الرابع الأكثر استخدامًا عند السيد في الخطب، خاصة في أثناء الحروب، فهو إثارة خوف العدو، وما يزيد من فعالية هذه التقنية في تعبير الشهيد هو دمجها مع خلق الغموض".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف