الخليج والعالم
الملف الأوكراني في عهد ترامب عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024 بالأوضاع العالمية بعد اختلاط أوراق الإدارة الأميركية الجديدة، والحرب في أوكرانيا، وكذلك بوضع الميدان في غزّة ولبنان.
انتهاء صلاحية زيلينسكي
كتبت صحيفة وطن أمروز: " قبل الهزيمة الثقيلة التي مني بها الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية، قدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فكرة وهمية تسمّى "خطة النصر" للبيت الأبيض وأعضاء حلف شمال الأطلسي، أحد عناصرها الرئيسية كانت عضوية أوكرانيا الفورية في اتفاق حلف شمال الأطلسي وانسحاب روسيا من المناطق الشرقية، وخاصة دونيتسك ولوهانسك. وحتّى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم تكن هذه الخطة موضع موافقة لدى أعضاء حلف شمال الأطلسي. في الأساس، وفقًا لساحة المعركة، لم يكن من الممكن تحقيق خطة زيلينسكي، أبعد من ذلك، كان الأعضاء الأوروبيون في حلف شمال الأطلسي ينتظرون تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإعادة تحديد المعادلات الداخلية والخارجية لحرب أوكرانيا على أساسها. إن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض هي أسوأ الأخبار الممكنة لرئيس أوكرانيا غير الكفؤ، وقد عقد ترامب اجتماعًا مع زيلينسكي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وشرح له الفرق بين نهجه ونهج الديمقراطيين في التعامل مع حرب أوكرانيا. كما أكد جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، أن فوز ترامب لن يترك مجالًا للأوروبيين للتحرك والمناورة في حرب أوكرانيا.
في الآونة الأخيرة، في مكالمته الهاتفية غير الودية على الإطلاق مع زيلينسكي، قدم له ترامب بعض الاعتبارات حول الحرب في أوكرانيا ومستقبلها، وأكد بعض المقربين من الرئيس الأميركي المنتخب أن ترامب يعتزم وضع اللمسات الأخيرة على خطة العمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا بالتشاور مع كييف وموسكو قبل ظهوره الرسمي في البيت الأبيض".
وتابعت: " منذ اللحظة التي أصبح فيها زيلينسكي مفتاح لعبة الأطلسيين في الترويج للعبة الخطيرة المتمثلة في توسع "الناتو" إلى الشرق، لم يكن من المفترض أن يكون لديه أدنى سلطة على بداية الحرب ونهايتها! كان زيلينسكي غارقًا في الوعود مثل العضوية في حلف شمال الأطلسي، والعضوية في الاتحاد الأوروبي والاستثمارات المركزة للشركات الغربية في كييف وخاركيف وخيرسون وزابورجيا، لدرجة أنه لم يلاحظ الحقائق الحالية الأكثر وضوحًا حوله وحول بلاده. والآن، محكوم على زيلينسكي فقط أن يحدد طريقة نهايته السياسية، بمعنى آخر، لا يُعترف برئيس أوكرانيا كطرف في المشاورة، بل كمتلقي ومرؤوس للرسالة الأميركية من قبل ترامب. وكان لبايدن وهاريس نفس النظرة الازدرائية لزيلينسكي [...] خلال الأشهر الـ 33 الماضية، بقي زيلينسكي مرارًا وتكرارًا خلف الأبواب المغلقة لحلف شمال الأطلسي والبيت الأبيض، في انتظار الوفاء بالوعود المتكرّرة لحلفاء الأطلسي بشأن دعمهم المسلح المطلق والواسع النطاق لكييف وضرورة عضوية أوكرانيا في الناتو، لكنّه لم ينل سوى الخيبة والفشل. والأمر الأكثر أهمية هو أن رئيس أوكرانيا لا يتمتع حتّى بالشجاعة الكافية لانتقاد انتهاك الولايات المتحدة والأوروبيين للعهود بشكل علني! والآن، فاز ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، وهو يخطط لفرض لعبته الخاصة على كييف التي لن يلعب فيها زيلينسكي ومن بعده وزيرا الدفاع والخارجية في أوكرانيا حتّى أصغر دور أو مكان في تشكيل مستقبل بلادهم. إنهم ينتظرون صدور التوجيه النهائي من ترامب، وهو محكوم عليهم بتنفيذه، ولن يكون لديه حتّى القدرة على تغييره".
وعد الله في غزّة
كتبت صحيفة جام جم: " النظام الصهيوني يواصل جرائمه في قطاع غزّة ويواصل قتل المدنيين. ومن ناحية أخرى، فإن فشل "تل أبيب" في تحقيق الأهداف المحدّدة سلفًا في حرب غزّة دفعها إلى توسيع نطاق الحرب لتشمل لبنان وأجزاء أخرى من المنطقة في جنون إستراتيجي. وبعبارة أفضل، حاولت حكومة بنيامين نتنياهو منع الرأي العام الإقليمي والعالمي من التركيز على إخفاقاتها المحورية في غزّة وخان يونس من خلال زيادة حدود أطراف الحرب، وفي كلّ الأحوال، فإن طبيعة انتصار المقاومة ليست استراتيجية وإقليمية فحسب، بل سردية وخطابية أيضًا، ونحن نشهد تشكّل موجة جديدة من معاداة الصهيونية في الوضع الراهن في القواعد الإستراتيجية والخطابية والميدانية في العالم وأن هذه الأمور تغيرت لصالح المقاومة. وبالفعل، كيف ينبغي لنا أن نتعامل مع هذا العدوّ الأصيل والأساسي؟ فهل يمكن التسوية مع مثل هذا العدوّ على أساس العقل والمنطق؟ بالتأكيد لا! جبهة المقاومة ضدّ الكيان الصهيوني لا تقتصر على الأبعاد الحربية والميدانية. ونحن نرى اليوم انعكاس هذه المقاومة في جميع أنحاء العالم. ويجمع كبار الإستراتيجيين الصهاينة والأميركيين على أن نتنياهو وتل أبيب لم يحققا أهدافهما في الحرب، وعلاوة على ذلك، فإن النظام الصهيوني لم يكن مكروهًا إلى هذا الحد في جميع أنحاء العالم. وهذا يعني تحقيق هزيمتين متوازيتين ومتزامنتين أمام الصهاينة: هزيمة ميدانية وفشل في رواية وسردية الميدان".
عقلانية العرب في عصر تمرد ترامب
كتبت صحيفة إيران: " بقدر ما كانت هناك عوامل وأسباب لزيادة المنافسة بين إيران والدول العربية، وخاصة السعودية باعتبارها الدولة ذات النفوذ في المنطقة، فإن بعض الوقائع جعلت من الضروري التوجّه نحو الحوار وحل الخلافات. إن الدور البارز لإيران في الترتيبات السياسية المعتمدة لحل الأزمات المزمنة في المنطقة من جهة وخلفية نفقات السعودية والدول الحليفة لها مع تحصيل الفوائد القليلة من المواجهة مع إيران، جعلتها تتوجه نحو تطوير في العلاقات مع إيران.
وكانت الاستراتيجيات الكلية للمملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الأخرى مثل الإمارات العربية المتحدة أحد الأسباب التي جعلت من الضروري تغيير مسار الدول العربية في العلاقات الإقليمية. كان مجرد النظر إلى وثيقة رؤية المملكة العربية السعودية 2030 كافيًا لإظهار مدى الرؤية الاقتصادية للبلاد وتحركها نحو أن تصبح مركزًا عالميًا للتجارة والاستثمار. ومن وجهة نظر صناع القرار السعوديين، فإنّ تحقيق هذا الهدف والمضي قدمًا في المسار الجديد للتنمية الصناعية، الذي صمم على أساس تقليص دور النفط في الاقتصاد ومواكبة الثورة الصناعية الرابعة، لم يكن ممكنًا في سياق الترتيبات الأمنية السابقة وفي عملية مواجهة إيران وبالاعتماد فقط على التحالفات مع الولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة "لهذا كان لا بد من الخروج من التحالفات المعقّدة وتغيير الاتّجاه وفق المعادلات الجديدة في المنطقة وتغيير أنماط الصداقة والعداء، خاصة في ما يتعلق بإيران، ورغم أنه من غير المعروف حتّى الآن ما إذا كان ترامب سيظل يحاول اتباع شعار أميركا أولًا من خلال التحالفات التي روج لها سابقًا بصيغ أمنية أم لا، إلا أن الأمر الواضح هو أنه سيواجه إطارًا جديدًا من الشرق الأوسط في العام المقبل. ويمكن اعتبار قمة الرياض التي عقدت قبل يومين وما نتج عنها من رفض لطموحات نتنياهو العدوانية تجاه إيران بمثابة رسالة إلى إدارة ترامب. حيث اتّهم محمد بن سلمان "إسرائيل" بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزّة وأدان هجمات "إسرائيل" على إيران ودعا المجتمع الدولي إلى وقف أعمال "إسرائيل" العدائية على الأراضي الإيرانية".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024