الخليج والعالم
الأوليغارشية الترامبية عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الخميس 14 تشرين الثاني 2024، بالتطورات الميدانية المتصاعدة على الجبهات كافة مع الكيان الصهيوني والقوات الأميركية في المنطقة. كما اهتمت، أيضًا، بمزيد من التحليلات عن الترامبية الجديدة وشبكة علاقاتها وتحالفاتها.
الأوليغارشية الترامبية
كتبت صحيفة وطن أمروز: " إن مشكلة الأوليغارشية وحكم عدد صغير على أغلبية الناس- أي عدد صغير يستفيد عمومًا من الثروة والسلطة الهائل-، ليست مشكلة منذ قرون مضت، بل هي مشكلة نابضة حيّة في السياسة العالمية اليوم. وقد كان من المفترض التوصل إلى مستوى موثوق من الديمقراطية، ما من شأنه أن يقلل من تأثير الثروة على السياسة عن طريق قيود القانون والحكم، ومن شأنه أن يقلل من احتمال وجود الأوليغارشية. لكن الانتخابات الأميركية أثبتت أن الزمان اليوم هو زمان تحويل عجلة القيادة والحكم إلى الأوليغارشية".
وفقًا للصحيفة، كانت المخاوف الأولى للمحلّلين ووسائل الإعلام الأميركية، بعد انتخاب ترامب في انتخابات الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، هي توطيد حكم الأقلية في أميركا بشكل جامح. وتزايد هذا القلق عندما اصطف المليارديريون الأميركيون، وخاصة إيلون ماسك، علنًا لدعمه وجلبوا أصولهم المالية ودعمهم إلى الحملة الانتخابية الأميركية. وتابعت: "على الرغم من أن الرأسماليين والأوليغارشيين كانوا حاضرين داعمين ماليين للمرشحين كأيادي خلف ستار السياسة، في مراحل مختلفة من الانتخابات الأميركية، لكن ربما لم يكن لهم مثل هذا الحضور العلني والواضح على المسرح من قبل... وقد رسم فرانكلين فوير، وهو مؤلف كتاب "كيف تصف كرة القدم العالم"، في مذكرة بعنوان "الخطر الاستثنائي للأوليغارشية الترامبية" نشرت في مجلة أتلانتيك، رؤية الحكومة الأميركية تحت تأثير هذه الأوليغارشية لصالح السنوات الأربع القادمة، ويرى أن الإنجازات التي سيجلبها الارتباط مع ترامب لهؤلاء المليارديرات هي أكثر بكثير من التكلفة التي سيدفعونها مقابل اللوم الاجتماعي لهذا الارتباط، وسيوسعون نفوذهم تدريجيًا في حكومته المستقبلية من خلال دعم ترامب".
أضافت الصحيفة: " يقوم ترامب ببناء شراكة مع أقوى خبراء التكنولوجيا في العالم، وإن التعايش بين زعيم سياسي فاسد وتقنيي الأعمال يعني بالضرورة التعاملات التجارية. ينفذ النظام السياسي رغبات المليارديريين، وفي المقابل، يقومون هم أيضًا بتنفيذ رغبات النظام السياسي. وتتركز السلطة، بشكل كبير، في أيدي هاتين المجموعتين حيث يتآمر القادة الأغنياء والفاسدون لضمان هيمنتهم. ومن الممكن أن يؤدي هذا التعايش بسرعة إلى توجيه ضربتين خطيرتين للنظام الأميركي: إضعاف الرأسمالية وتدمير الديمقراطية في الوقت نفسه".
المقاومة والميدان
كتبت صحيفة جام جم: " لقد مرّ أكثر من عام على طوفان الأقصى الإستراتيجي، وقد أظهر الفشل في النظام الصهيوني بشكل لا يمكن إصلاحه. خلال هذا الطوفان وما بعده، انهارت في العالم النقطتان الإستراتيجيتان للكيان الصهيوني، أي فكرة القوّة وفكرة الاسترحام والشفقة. الهجمات المنسقة للمقاومة، من حماس وحزب الله والحشد الشعبي وأنصار الله إلى الوعد الصادق 1 و2، دمرت أسطورة النظام الذي لا يقهر وكشفت بيت العنكبوت للنظام الصهيوني. ومن ناحية أخرى، كشفت الفظائع الصهيونية والإبادة الجماعية القاسية ضدّ النساء والأطفال العزل في غزّة عن الهوية الداخلية للنظام الصهيوني والحكومة الأميركية".
تابعت الصحيفة: "لهذا السبب، اليوم، ليس فقط من شوارع طهران وكراتشي وبغداد، ولكن أيضًا من باريس ونيويورك وبروكسل وغيرها، تخرج الجموع غاضبة من تصرفات الصهاينة وقادة الغرب. ولقد استيقظ الرأي العام في العالم. في هذه الأثناء، ما هو واضح هو الحضور القوي للمقاومة في الميدان. لقد أظهرت المقاومة أنها حية ووضعت قضية فلسطين على رأس قضايا العالم الإسلامي والعالم. والمقاومة جعلت الارتباط بالصهيونية ليس فقط محرمًا في غرب آسيا، بل أيضًا له دور في هزيمة حكومة بايدن - هاريس الديمقراطية وهم رفاق نتنياهو في إبادة غزّة في الانتخابات الأميركية. هذا الوضع، بالنسبة إلى الحكومة الأميركية الجديدة يوضح مسار التواطؤ في جرائم القتل التي ارتكبها نظام الفصل العنصري، ويضع متطلبات مهمّة على المقامر ورجل الاستعراض المستقبلي للبيت الأبيض وبعض الرجعيين في المنطقة.
في هذه العملية، تقوم جبهة المقاومة، انطلاقًا من نهج غير مبالٍ إزاء تيارات الحكومة الأميركية، بتنفيذ عملها في ساحة الصراع التي لا نهاية لها. ومن العمليات الهجومية اليومية إلى وقف إطلاق النار، لديها الخطة والمبادرة والهدف، وتمضي قدمًا بشكل أكثر انسجامًا من ذي قبل. لكن داخل الأراضي المحتلة، يعيش الصهاينة موجة مهمّة من الإرباك والهجرة العكسية، مع خلافات داخلية ومشاحنات داخل مجلس الوزراء، وخوف على المستقبل، وزحف يومي إلى الملاجئ، وما إلى ذلك. لقد سدت المقاومة أي مساحة حيوية للصهاينة في المنطقة وسيطرت على مساحة غرب آسيا. لقد نجحت الكتلة القوية، والمكونة من إيران وحركة المقاومة بعد عام من القتال، في تعزيز توازن القوى في غرب آسيا لصالحها وإقامة نظام جديد".
لم تعرف "إسرائيل" محور المقاومة جيدًا
كتبت صحيفة إيران: " منذ العام الماضي، استخدم الصهاينة كلّ قوتهم وحلفائهم لتدمير محور المقاومة بشكل كامل، متجاهلين حقيقة أن حركات المقاومة في المنطقة، كما يشهد التاريخ، تتمتع بقدر كبير من الصمود ودائمًا تخرج من الصعوبات أقوى من ذي قبل. هذا؛ وأدانت وسائل الإعلام الأميركية محاولة الكيان الصهيوني تدمير محور المقاومة وجبهاتها ووصفت هذه المحاولة بالفشل..[...] ورأت وسائل الإعلام الأميركية أن الاختبار الأول لمحور المقاومة هو اغتيال السيد عباس الموسوي الأمين العام لحزب الله في لبنان- آنذاك- في العام 1992 على يد النظام الصهيوني، وهو الاختبار الذي خرجت منه المقاومة بقوة، وكذلك خرجت أقوى من ذي قبل في حرب العام 2006 بين لبنان ونظام الاحتلال. إن الحفاظ على حكومة بشار الأسد في سورية واكتساب قوة أنصار الله في اليمن هي أمور أخرى ساعدت في تعزيز قوة محور المقاومة في العقد الماضي. وحتّى بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة في العام 2018 وبدء سياسة الضغط الأقصى ضدّ إيران، تمكّنت إيران من إيجاد أسواق غير رسمية لبيع النفط والتهرب من العقوبات"
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف