الخليج والعالم
تونس.. تصاعد حملات مقاطعة الشركات الأجنبية المساندة للكيان الصهيوني
تتواصل حملات الدعم الشعبي، في تونس، للمقاومتين في لبنان وفلسطين وهذه المرة من خلال دعوات المقاطعة التي تستهدف ليس فقط الشركات الأجنبية المستثمرة في تونس، وإنما أيضًا المؤسسات الإعلامية التي تعرض إعلانات لهذه الشركات الأجنبية. ويرى أصحاب هذه الدعوات أن مسعاهم هذا يسهم في تضييق الخناق على الشركات التي تزود الكيان الصهيوني بالمؤن لتكفّ عن عملية التزويد تلك، وهو أضعف الإيمان نصرة للبنان وفلسطين ومقاومتهما الباسلتين اللتين تقدمان أروع البطولات في الميدان.
تشن هذه الأطراف المساندة للمقاومة حملة شرسة، في هذه الأيام، على إحدى الإذاعات التونسية بسبب عرضها لإعلانات تخص شركة كارفور الفرنسية التي لديها فضاءات تجارية كبرى في تونس تعود إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي. ورأت هذه الأطراف أنه في الوقت الذي تستبيح فيه آلة الحرب الصهيونية الدم الفلسطيني واللبناني، وتهدم الدور على رؤوس أهلها لتحولها إلى مقابر جماعية، وتقصف المستشفيات لتقتل المرضى والجرحى والأطفال، وتحاصر كلّ أشكال الحياة من ماء وغذاء ودواء بتمويل ودعم من شركات دولية تضخ الأموال سرًا وعلنًا للكيان المعتدي، ومن بين هذه الشركات شركة كارفور التي تفخر بدعمها لجيش العدوّ الصهيوني وتعرض صور تزويدها له بالتموين، وهو واقف على بقايا الأجساد المتفحمة والمتحللة، في الوقت نفسه تطل علينا وبوقاحة لا نظير لها إذاعة بعينها يوميًّا بومضات ومسابقات إشهارية لا تنقطع لشركة كارفور المتورطة في إسالة دماء الفلسطينيين واللبنانيين، وذلك احتفالًا بعيد ميلادها.
كما رأى القائمون على حملة المقاطعة أن ما تمارسه هذه الإذاعة هو ممارسة استفزازية للشعور الجمعي للشعب التونسي واستهانة بجريمة إبادة جماعية تهز كيان الأحرار في كلّ مكان في العالم. وهو أيضًا، برأي منظمي الحملة، مشاركة في حرب الإبادة عبر الإشهار لداعم ومموّل مباشر لها. كما رأى دعاة المقاطعة أن ما يحصل من إعلان لهذه الشركات في وسيلة إعلام تونسية هو إخلال بمبادئ العمل الإعلامي والصحفي النزيه الرافض للممارسات الإجرامية في حق الإنسان والممتنع عن التمويلات المشبوهة، بحسب تعبيرهم في بيان صدر عنهم مؤخرًا.
هذا؛ وتطالب هذه الفعاليات بتوقف هذه الإذاعة المثيرة للجدل عن بثّ هذه الومضات والبرامج الإشهارية وإيقاف تعاملها مع شركة كارفور مموّلة حرب الإبادة والاعتذار للشعب التونسي ولأهل غزّة وجنوب لبنان لما يمثله تصرفها من خذلان لهم واستهانة بدمهم. ويطالبون أيضًا بالتسريع بتمرير قانون تجريم التطبيع لمحاصرة تغلغل الشركات الصهيونية مثل كارفور في المجتمع التونسي وإغراقها للمؤسسات الإعلامية التونسية بالتمويلات المشبوهة، وتحكّمها بخطوطها التحريرية. كما توعد المنظمون بملاحقة كلّ الشركات الصهيونية وكلّ من يروّج لها في تونس، من مختلف وسائل الإعلام، وهذا نوع من أنواع المقاومة دعمًا للأحرار في كلّ من فلسطين ولبنان.
إلى لك؛ تجد هذه الحملات آذانًا صاغية من عموم التونسيين الذين دفعت مقاطعتهم في وقت سابق شركة كارفور نفسها إلى أن يعلن فرعها في تونس عن مساندته للحق الفلسطيني وذلك خوفًا على مصالحه. كما اعتمدت كارفور تونس الكوفية الفلسطينية في بعض ومضاتها الإعلانية. وهو ما يؤكد نجاعة هذه الحملات التي تسهم في إيصال الرسائل المطلوبة إلى داعمي الكيان الصهيوني الغاصب، ومن يتعامل معهم، من وسائل الإعلام وغيرها.