الخليج والعالم
زيارة غروسي إلى طهران والقضايا الإقليمية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بالأوضاع الداخلية والدولية، فكتبت بعض الصحف حول رحلة غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران وأبعاد هذه الزيارة، كما اهتمت الصحف بمساعي رئيس الجمهورية لسد الفجوة الاجتماعية بين الناس والحكومة بالاستعانة بعلماء الاجتماع.
خيار غروسي الوحيد
بداية، كتبت صحيفة جام جم: "تحدث المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زيارته إلى إيران عن حساسية الوضع الحالي (في النظام الدولي) وضرورة حل القضية النووية في بلادنا.
وقبل رحلته إلى طهران، كان غروسي قد حاول الكثير من المناورة بشأن أهمية هذه الرحلة وتأثيرها على التفاعل أو المواجهة بين مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع بلادنا، وأعرب عن أمله في أن يتمكّن من الحضور مع خارطة طريق أكثر شمولا وعملية في الظروف الجديدة لأجل حل القضايا المزعومة مع إيران.
وهنا نقطتان أساسيتان لا يمكن تجاهلهما:
أولًا، حاول غروسي، بدعم مستمر من الحكومات ووسائل الإعلام الغربية (خاصة رويترز ويورونيوز)، مواصلة لعبة اللوم ضدّ إيران بشكل مستمر وهادف في الأشهر الأخيرة، وشبهته برمز حسن النية وطهران برمز العناد، ولم يشر غروسي على الإطلاق إلى الطبيعة غير القانونية لما يسمّى بـ "القضايا المزعومة" ضدّ إيران ولم يميز حتّى بين ضمانات بلادنا والتعاون في مجال الضمانات الإضافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما أن غروسي لم يجب على هذا السؤال المهم والأساسي، ما هو سبب عدم التزام الوكالة بالتزاماتها السابقة خلال رحلتين متتاليتين إلى طهران، ودور الأعضاء الغربيين في مجلس الوكالة في عدم التنفيذ لالتزامات الوكالة العملياتية في خارطة الطريق المشتركة المرسومة مع طهران.
ثانيًا، الحقيقة هي أنه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في بلادنا، أعلن غروسي مرارًا وتكرارًا عن رغبته في التفاوض مع الحكومة الجديدة في إيران. وبعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر في الولايات المتحدة، اتبع غروسي الصيغة نفسها تمامًا: التركيز على المفاوضات السياسية بدلًا من المفاوضات التقنية! وبعبارة أفضل، بدلًا من رسم إطار تشغيلي واقعي ومعقول لإغلاق القضايا المزعومة ضدّ جمهورية إيران الإسلامية، فإنه يستخدم اللغة الفوقية والسياسية كمكونات لعودة طهران... إن نهج غروسي هذا محكوم عليه بالفشل حتّى الآن وسيتم تطبيق نفس القاعدة في العلاقات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في المستقبل. إن وضع القضية واضح تمامًا: يجب على المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يغير الإطار ومن ثمّ أسلوبه في مواجهة طهران، وإلا فإن طهران لن تساعد على استمرار لعب غروسي في هذه المساحة. ليس لدى غروسي فرصة كبيرة لتنفيذ هذا التغيير الجذري والمراجعة الحقيقية للنهج المتحيز ضدّ طهران في السنوات الأخيرة؛ وهو الأمر الذي ذكّره به بالتأكيد المسؤولون في بلادنا خلال زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية".
كم هي مألوفة هذه العبارات!
من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "رئيس فرنسا ليس هادئًا هذه الأيام بشأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض! وفي الأشهر التي سبقت الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر ماكرون مرارا وتكرارا عودة الجمهوريين (وخاصة ترامب) إلى البيت الأبيض خبرا غير مرغوب فيه، كما أن فوز هاريس والديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر هو أفضل خيار ممكن لنفسه وللاتحاد الأوروبي.
ومؤخرًا، أكد ماكرون، في قمة المجتمع السياسي الأوروبي التي استضافتها بودابست، على رغبته في تعزيز الاستقلال الإستراتيجي للقارة الأوروبية بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب. وذكر أنه لا ينبغي للأوروبيين أن يتركوا أمنهم للأميركيين إلى الأبد، وعليهم الدفاع عن مصالحهم بشكل أكبر ضدّ الولايات المتحدة والصين. وأكد الرئيس الفرنسي في جزء من كلمته: لدينا القدرة على كتابة التاريخ بأنفسنا، هل نريد أن نقرأ التاريخ الذي كتبه الآخرون والحروب التي بدأها الآخرون في مجالات التكنولوجيا والأعمال، أم نريد أن نكتب التاريخ بأنفسنا؟.
كم هي مألوفة عبارات ماكرون هذه! خلال الولاية الأولى لرئاسة دونالد ترامب، أكد المسؤولون الأوروبيون، وعلى رأسهم ماكرون، مرارًا وتكرارًا على ضرورة الاستقلال الإستراتيجي والاقتصادي والأمني عن الولايات المتحدة وجعلوا بلورة أوروبا الموحدة أمرًا ممكنًا من خلال تغيير الوضع الحالي، ولكن في الوقت نفسه".
وتابعت: "النقطة المهمّة هي أن بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا، رغم أنها تدرك عدم وجود عزيمة وإرادة حقيقية من جانب ماكرون ورفاقه في قصر الإليزيه في استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة، إلا أنها لا تقبل هذه المواقف البسيطة والواضحة وبصراحة كان الاستقلال الإستراتيجي للقارة الخضراء عن واشنطن يعتبر مستحيلا".
[...] بطبيعة الحال، يعتقد ماكرون بحق أن صحوة إستراتيجية قد حدثت في النظام الدولي، وهو أساس استقلال أوروبا عن أميركا، لكن قصر الإليزيه والاتحاد الأوروبي سيكونان بالتأكيد من بين ضحايا هذه الصحوة الإستراتيجية والعالمية. إن اللعب المطلق لباريس والاتحاد الأوروبي على أرض نتنياهو وبايدن (إبان الإبادة الجماعية وجرائم الصهاينة في المنطقة) ليس قضية يمكن تجاهلها. لا شك أن البنية الإدارية للاتحاد ستتغير".
لقاء علماء الاجتماع مع رئيس الجمهورية
هذا؛ وكتبت صحيفة إيران: "في العقود القليلة الماضية، شهد المجتمع الإيراني دائمًا تحولات اجتماعية، بعضها يتطور بشكل علني والبعض الآخر في البنية التحتية... الحقيقة أن من أهم القضايا في مجال السياسة في بلادنا هو عدم التوصل إلى تعريف مشترك للمشكلة وترويج الأسباب الخاطئة وتحويل هذه التحليلات المضللة إلى حلول، وهذا ما لم يحل الأزمة فحسب، بل أصبح الأساس لأزمة جديدة".
وأضافت "كانت نتيجة هذه الأمور تحول انعدام الثقة الاجتماعية إلى فجوة سياسية واجتماعية عميقة بين طبقات مختلفة من المجتمع الإيراني في العقد الماضي. ويضاف إلى هذه التطورات انقطاع صناعة السياسات والتخطيط في البلاد عن الهيئات المتخصصة والعلمية، واستبدال الخطابات العلمية بالخطابات الزائفة والخطابات المناهضة للعلم، وفي الوقت نفسه كثف تسييس القرارات الفجوة بين الشعارات والإنجازات. وقد دفع هذا الوضع مؤسسات الحكومة إلى الابتعاد عن التخطيط الموجه نحو النتائج، والتوجّه نحو نوع من الشعبوية المستمرة ورسم آفاق قصيرة المدى في السياسات".
[...] إن معدل ونمط المشاركة الشعبية في الانتخابات الأخيرة بشكل موضوعي وإحصائي خلق تمثيلًا لهذه الحالة والشعور بالخطر الناجم عن الاضطراب الاجتماعي. وأصبحت نسبة مشاركة الشعب في صناديق الاقتراع مؤشرا واضحًا على الوضع الاجتماعي والسياسي، الذي حذرت منه المؤسسة العلمية مرات عديدة من قبل. وكانت الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة ونسبة عدم المشاركة 50% مثالًا ملموسًا على هذه الفجوة".
وتابعت: "ولهذه الضرورة استضاف الرئيس عددًا من علماء الاجتماع لمناقشة أهم القضايا وإستراتيجيات التنفيذ في هذا الاتّجاه. وكان أحد الجوانب المهمّة لهذا الاجتماع هو إتاحة الفرصة لتمثيل آراء وتوجهات علماء الاجتماع في ما يتعلق بأهم قضايا المجتمع الإيراني، وفي الوقت نفسه خلق التوجّه نحو نفس القضية والهموم بين الحكومة والنخب".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالوكالة الدولية للطاقة الذرية
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
15/11/2024