معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: بحاجة إلى مقاومة مشتركة ضدّ الحرب المشتركة
20/11/2024

الصحف الإيرانية: بحاجة إلى مقاومة مشتركة ضدّ الحرب المشتركة

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 20 تشرين ثاني 2024 بالتطورات المتعلقة بملف المفاوضات النووية، حيث تحرص بعض الدول الأوروبية على تشديد الضغط والعقوبات على الجمهورية الإسلامية في إيران، وناقشت الصحف الإيرانية دلائل هذه التطورات وعلاقتها بالحرب والأوضاع الإقليمية المتوترة.


ضبط آلية الغرب للصراع المباشر
كتبت صحيفة جام جم: "قد شهدنا في الأسابيع الماضية تزايد الضغوط التي تمارسها الدول الأوروبية على جمهورية إيران الإسلامية، حيث اقترحت مشروع قرار ضدّ جمهورية إيران الإسلامية لعرضه على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
تظهر هذه الضغوط الأوروبية أن الغربيين قد عدلوا آليتهم لتتناسب مع الصراع المباشر ضدّ إيران. في الواقع، نحن نشهد تماسك الغرب وتصرفاته تجاهنا، وقد حشدوا قواهم ضدنا، لكن في مثل هذا الوضع، داخل البلاد، يظهر نوع من الانقسام على مستويات النخب.
[...] ويرى الغرب أن جبهة المقاومة هي صاحبة القوّة في الوضع الحالي. إن أعضاء محور المقاومة يقفون ضدّ سياسات الغرب في المنطقة منذ سنوات، وقد أظهروا في العام الماضي قوتهم أمام العالم، وأثبتوا أن هذه القوّة هي في الواقع عائق أمام سياساتهم، في المقابل ينتهجون سياسات توفر الأساس لحكمهم على العالم كما كان الحال في القرن الماضي، وهذا على الرغم من أن الظروف مختلفة تمامًا عن تلك الأوقات وأحلام الغربيين لا يمكن تحقيقها في الوقت الذي تم إنشاء قوة متنامية تسمّى جبهة المقاومة في غرب آسيا، والغربيون يحاولون إضعاف هذه القوّة حتّى يتمكّنوا من إعادة بناء العالم بناءً على مصالحهم. 
ولذلك فإن ضغوط الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والقوى الأوروبية، على إيران وجبهة المقاومة ليست مفاجئة. في الواقع، يجب أن نجهز أنفسنا لنكون قادرين على الانتصار في هذا الصراع المباشر، ويجب علينا أن نرى ونتعرف ونفهم ونعدل خططنا بشكل صحيح، وفي مثل هذه الحالة، يجب أن ننتبه إلى هذه النقطة المهمّة ويجب علينا تنظيم صفوفنا الداخلية تمامًا مثل ما يجب علينا تنظيم الصف الخارجي".

كيف سترد إيران
كتبت صحيفة إيران: "سيعلن أعضاء مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية القرار الذي اتّخذوه بعد أسابيع من المداولات خلف أبواب مغلقة في اجتماعهم اليوم. 
في الوقت نفسه، أعلنت مصادر استخباراتية توزيع مشروع القرار الذي اقترحته ثلاث دول أوروبية هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والتصويت عليه، وفي الوقت نفسه أكد المسؤولون الإيرانيون على سرعة الرد في مواجهة هذا القرار.
ورغم أن رافائيل غروسي المدير العام للوكالة أمضى نهاية الأسبوع الماضي في إيران وبعد عودته فضل التزام الصمت وعدم قول أي شيء عما شاهده وسمعه في طهران وفيردو ونطنز، لكن كما قالت المصادر أن غروسي عاد إلى فيينا ويداه ممتلئتان لخفض مستوى التوّتر في عملية معارضة إيران بناءً على المفاوضات التي خاضها في طهران، لكن يبدو أن هناك إصرارًا من قبل أعضاء مجلس الوكالة الدولية على إصدار قرار".
وتابعت: " إن الإجراء الانتقامي الذي نفذته إيران بتعليق جزء من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة ضدّ خرق الأطراف الأخرى لالتزاماتها، أدى إلى صراعات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول أبعاد وسرعة تطوير البرنامج النووي، بما في ذلك التخصيب فوق الحد المسموح به في خطة العمل الشاملة المشتركة. وتقليص مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعليق تنفيذ البروتوكول الإضافي، وظهر الخلاف حول إلغاء ترخيص عدد من المفتشين الأوروبيين للوكالة، ووضع الجانبين في دوامة صعبة من التعاون بينهما. وسبق أن أدى البيان المناهض لإيران الصادر عن ثلاث دول أوروبية في العام الماضي إلى قرار إيران إلغاء تراخيص عدد من المفتشين الأوروبيين، وهو ما نفذته لإظهار استيائها من فشل أوروبا في تنفيذ إجراءات مضادة ضدّ انسحاب الولايات المتحدة وسائر الدول من خطة العمل الشاملة المشتركة.
لذلك، وبحسب الدلائل، فإن إجراء مجلس المحافظين اليوم سيلقي بظلال من الشك على احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتنازع عليها على المدى القصير، ما لم ينفذ غروسي المقترحات التي جلبها معه من الرحلة الأخيرة إلى المنطقة تمهيدًا لاتّخاذ بعض الخطوات الكبيرة في اتّجاه مسار التعاون، إن إزالة مسار هذا التفاعل من الوضع المتآكل الذي بقي في أقل من عام من خطة العمل الشاملة المشتركة، يمكن أن يكون بداية لموسم جديد من التعاون سواء في مجال الوكالة أو في العلاقات السياسية مع الغرب".

المواجهة الشاملة والمركبة ضدّ الصهاينة
كتبت صحيفة رسالت: "أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي مؤخرًا إلى نقاط قيمة ومهمة في عملية مواجهة جبهة الكيان الصهيوني، وأنه من الواضح أن مساعدة النظام الغاصب هي إحدى أبشع وأكبر الخطايا، وأن الوقوف في مواجهته يعني تشكيل تحالف سياسي واقتصادي وعسكري عالمي، ضدّ هذا النظام الشرير الذي يرتكب أبشع جرائم الحرب.
وفي ما يتعلق بهذه التصريحات الأخيرة هناك مسألتان أساسيتان يجب أخذهما بعين الاعتبار: 
أولًا، أن الرأي العام في العالم الإسلامي والمنطقة والعالم يواجه حربًا مشتركة واسعة النطاق دخلها الغرب ونظام الاحتلال بالوسائل العسكرية الميدانية والإعلامية والثقافية والاقتصادية، إن السمة الأصيلة للحرب المشتركة هي تشعبها أثناء الصراع وعدم حصرها في بعد محدّد. وما يمكن أن يكون نقطة الضعف ونقطة الضرر في مواجهة الحرب المشتركة للعدو هو اللامركزية بأبعادها المختلفة.
لذلك في الرصد والتحليل والعمل ضدّ حرب العدوّ المشتركة، ينبغي أن يكون لدى المراقب ملاحظة دقيقة وشاملة ومتوازنة لجميع جوانب معركة العدوّ الإستراتيجية والخطابية والثقافية والميدانية، وبهذه الطريقة، يمنع تشكيل قوى خفية أو سرية.
ثانيًا، تشير هذه التصريحات إلى أهمية المقاومة المشتركة ضدّ العدوّ الصهيوني وشبكته من الداعمين الغربيين والإقليميين أحيانًا. ومن الواضح أننا بحاجة إلى مقاومة مشتركة ضدّ الحرب المشتركة، وعلى الرغم من أن المقاومة المشتركة تظهر أيضًا في الميدان، إلا أنها لا تقتصر عليها".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة