نصر من الله

الخليج والعالم

 الصحف الإيرانية: دمشق يُغرقها العدوان الصهيوني
11/12/2024

 الصحف الإيرانية: دمشق يُغرقها العدوان الصهيوني

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 11 كانون الأول 2024، بالتطورات الحاصلة في سورية لا سيما احتلال العدوّ الصهيوني أجزاء من الأراضي السورية وتداعيات هذا الموضوع، وأيضًا اهتمت بعض الصحف بالرد على "الشبهات" التي يثيرها بعض الإيرانيين والمحللين عن قضية محور المقاومة ووجود إيران السابق في سورية.

دمشق غارقة في العدوان والخيانة والجهل

كتبت صحيفة كيهان: " بعد خروج بشار الأسد من سورية وسيطرة الإرهابيين المدربين على دمشق، بدأ النظام الصهيوني والولايات المتحدة - اللتان كانتا جاهزتين ومستعدتين بالفعل - أحد أكبر الاعتداءات البرية والجوية على هذا البلد. بعد 48 ساعة فقط من سقوط سورية، قصف على ما يقرب من 310 منقطة من هذه الأرض التاريخية. ما تزال هذه الهجمات مستمرة ويجري تدمير جميع البنية التحتية العسكرية والاقتصادية لهذا البلد تقريبًا[...] وإن عملاء وكالة المخابرات المركزية والموساد قاموا أيضًا باختراق البنية التحتية البشرية في سورية ويقومون باغتيال النخب والعلماء المتميّزين، وأساتذة العلوم المختلفة، وعلماء الدين من الدرجة الأولى في هذا البلد. الهدف واضح. أساس تطوّر أي بلد هو النخبة في ذلك البلد. إن النخب نفسها هي التي تبني البنية التحتية.[...] لماذا هيئة تحرير الشام التي تقول إنها جاءت من أجل حرية سورية وفلسطين وغيرها، ليست مستعدة لتقول جملة واحدة ضدّ النظام الصهيوني الذي يحتل سورية؟! ولماذا لا تقول جملة واحدة عن ضرورة تحرير فلسطين المحتلة؟! ولماذا تتعاون مع الأميركي الذي وضع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمعلومات عن أبي محمد الجولاني؟! كيف يجري الإرهابي المطلوب لأميركا مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية؟! فما هو رد الغرب على كلّ هذه الفضائح؟! أليس هذا التعاون الواضح مع الإرهابيين التكفيريين كافيًا لإثبات أن الأميركيين أنفسهم هم من أطلقوا أعمال الشغب التي شنتها الجماعات المسلحة؟".

تابعت الصحيفة: " ربما يظن البعض أن بنيامين نتنياهو هذه الأيام هو أسعد إنسان في العالم بسبب سقوط دمشق. لكن هؤلاء الناس مخطئون. إن رد فعل بعض مثقفينا المتغربين ومجموعة من الإصلاحيين يظهر أنهم أكثر سعادة بالوضع في سورية من نتنياهو. وليس من قبيل الصدفة أن يقدمها شمعون بيريز على أنها استثمارات "إسرائيل" الأكبر في إيران. خلال الأيام الماضية، بدأت هذه المجموعة جهدًا كبيرًا لتقريب الزعيم الإرهابي التكفيري من قادة مثل تشي غيفارا بالتقنيات الإعلامية وخاصة الصور! يكفي أن نرى الصفحة الأولى والصورة الأولى لصحفهم. إنهم يحاولون إيجاد زاوية يمكن استخدامها لجعل هيمنة الكيان الصهيوني والإرهابيين التكفيريين على أمة وبلد تبدو أمرًا إيجابيًا، ولكن مهما حاولوا فإنهم سيصلون إلى باب مغلق".

خلف كواليس الجولان - تل أبيب

أما صحيفة إيران فقد كتبت: " إن الفاعل الذي أفاد أكثر من أحداث سورية هو النظام الصهيوني. لقد هاجم نظام "تل أبيب" سورية من عدة اتّجاهات في اليومين الماضيين، وواصل التقدم على الأراضي السورية من مرتفعات الجولان واستولى على المزيد من الأراضي من هذا البلد. إن ذريعة هذا النظام للتعدي على الأراضي السورية هو إزالة تهديد الحدود وإنشاء منطقة عازلة بين سورية والأراضي المحتلة. ومن ناحية أخرى، يقوم النظام الصهيوني بتدمير البنية التحتية العسكرية الإستراتيجية السورية بالكامل بضربات جوية واسعة النطاق. ... منذ عقود مضت، كان أي عمل في الشرق الأوسط يتسبب التلاعب الجيوسياسي أو الانفصالية أو زعزعة الاستقرار في البيئة المحيطة بـ"إسرائيل"، يُعزى إلى النظام "الإسرائيلي" ومخطّطاته الإقليمية. وكان أحد ركائز استراتيجية تحالف المحيط لديفيد بن غوريون هو تصدير الأزمة إلى خارج حدود النظام الصهيوني. وبناءً على ذلك، يبدو أن الصهاينة يسعون لتحقيق مجموعة من الأهداف المتعددة في سورية ما بعد الأسد. والهدف الأول دخل مرحلة التنفيذ، وهو تدمير المنشآت العسكرية السورية والتقدم البري في الجولان المحتل واستيطان الأراضي في هذه المنطقة. وبناء على ذلك، أعلن بنيامين نتنياهو أن مرتفعات الجولان ستبقى إلى الأبد جزءًا لا يتجزأ من "إسرائيل"".

تتابع الصحيفة: التعدي "الإسرائيلي" على الأراضي السورية جعل دول المنطقة تتابعه بقلق وخوف من أن تمتد الأزمة في سورية وسياسة الأرض المحروقة التي تنتهجها "إسرائيل" في سورية ولبنان وغزّة إلى المنطقة بأكملها. أدانت الحكومات العربية بشدة احتلال القوات للمنطقة المدنية العازلة في مرتفعات الجولان السورية. ووصفت الخارجية المصرية هذا الإجراء بأنه احتلال للأراضي السورية وانتهاك واضح لاتفاقية 1974 الذي أدى إلى انسحاب "إسرائيل" من بعض المناطق السورية.... كما أعلنت السعودية أن هجمات النظام "الإسرائيلي" المحتل، بما في ذلك احتلال المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة واستهداف الأراضي السورية، هي تأكيد على استمرار انتهاك"إسرائيل" للقانون الدولي، والتي تعتزم مهاجمة أمن واستقرار وسلامة أراضي سورية. وشدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته على أن الغزو "الإسرائيلي" لسورية واحتلال هذه الأرض يعد انتهاكًا للقانون الدولي وتصعيدًا غير مقبول للتوترات واعتداء على سيادة دولة عربية".

تطوير المقاومة الإستراتيجية الأصيلة

كتبت صحيفة وطن أمروز: " في خضم الأحداث غير العادية التي تجعل من الصعب التعرف إلى الحقائق وتحليل القضايا، يتعرض الرأي العام للشكوك التي يثيرها بعض الانتهازيين الحاقدين لتحقيق أهدافهم الشخصية والجماعية. وكانت الأحداث التي شهدتها المنطقة في 7 تشرين الأول وحتّى اليوم، فرصة جيدة لمعارضي الجمهورية الإسلامية للتشكيك في سياسات إيران الإقليمية. في هذه المرحلة القصيرة منذ احتلال سورية، نُشرت العديد من المواد في هذا الاتّجاه، والتي يمكن تلخيص جوهرها في بضعة أسئلة: هل فشلت سياسة المقاومة في المنطقة؟ هل كان دخول إيران الحرب مع الإرهابيين في العراق وسورية خطأً؟ هل كانت الحرب مع "داعش" كلفة على الشعب؟ ومن أجل إظهار المقاومة بأنها مهزومة، يُحيل المحللون الرأي العام بلا معنى إلى الأحداث الأخيرة في سورية، في حين أن ظاهرة المقاومة لا يمكن قياسها بانتصار الحكومة أو فشلها. المقاومة، مثل العديد من الظواهر، تشهد صعودًا وهبوطًا، ومن الممكن الحكم عليها من خلال تقويم الإخفاقات والانتصارات معًا بعناية.

تتابع الصحيفة: في ما يتعلق بأسباب دخول إيران في الحرب مع "داعش" والإرهاب الإقليمي، فمن الجيد أيضًا لعشاق أميركا ومؤيدي التفاوض والتسوية أن ينظروا إلى سياسات حكوماتهم المفضلة. إن إنفاق الولايات المتحدة وأوروبا مئات المليارات من الدولارات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودهما في الأراضي المحتلة يدل على أن تشكيل جبهة المقاومة والحرب ضدّ الورم السرطاني في المنطقة ليست مجرد مثال لفرض التكاليف على الشعب، ولكنها أيضًا نموذج للسياسة الدولية التقليدية واستراتيجية الأمن القومي. والأمر نفسه نشهده في النفقات الباهظة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي بشكل عام في الحرب في أوكرانيا، ووجود الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وسورية.
تختم الصحيفة: من ناحية أخرى، الحديث عن تدخل إيران في شؤون سورية الداخلية، في حين أن تنظيم "داعش" كان يشكّل تهديدًا إقليميًا حقيقيًا وفي بعض الأحيان احتل جزءًا كبيرًا من العراق ونفذ عدة عمليات ناجحة وغير ناجحة داخل أراضينا، لذلك فمن "التبسيطية" والطفولية الاتهام بأن محاربة "داعش" وتشكيل جبهة المقاومة هو تدخل في شؤون لا علاقة لإيران بها".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة