الخليج والعالم
خطاب الإمام الخامنئي تصدّر عناوين الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر 2024، بالتطورات الحاصلة في سورية، وتركز الاهتمام على تحليل خطاب الإمام الخامنئي يوم أمس الأربعاء الذي تعرض فيه للأوضاع الإقليمية ولموقف الجمهورية الإسلامية منها.
خطة واشنطن و"تل أبيب" لسورية
بداية، كتبت صحيفة رسالت: "كانت التحركات المحدّدة لنظام الاحتلال الصهيوني في سورية موضع اهتمام وتحليل العديد من المحللين الدوليين والإقليميين. ومن المؤكد أن الحركات الاحتلالية للصهاينة في القنيطرة والجولان وتوسعها إلى أجزاء أخرى من سورية ستمنع دمشق من أن تصبح لاعبًا قويًا في غرب آسيا.
الخط الأحمر للصهاينة وواشنطن في الحاضر والمستقبل هو قيام سورية. ومن شروط هذه العملية منع إرساء الأمن في أجزاء مختلفة من سورية. والسؤال الأساسي هنا هل يمكن استخدام ورقة خطيرة اسمها "داعش" من قبل أميركا والصهاينة في هذه العملية؟
[...] إن "تل أبيب" تنوي السيطرة على سورية بأكملها، أو، في الخطوة الثانية، جعلها لاعبًا ضعيفًا وسلبيًا. وفي كلتا الحالتين يحتاج الصهاينة والولايات المتحدة إلى خلق أزمات أمنية مزمنة وبعيدة المدى في سورية، وإذا لم يتمكّنوا من تنفيذ مثل هذا المشروع بمساعدة الجماعات المسلحة الحالية، فسوف يستخدمون "داعش" لخلق هذا الخطر المدمر.
[...] وكما تقول العديد من الأوساط الدولية، أولًا وقبل كلّ شيء، فإن الوضع الفوضوي الحالي في سورية هو في صالح "تل أبيب"؛ وهو أمر يعرفه الشعب السوري بالتأكيد، وعليه أن يتخّذ موقفًا حكيمًا تجاه أطماع هذا النظام.
وتمركز خلايا داعش في سورية هو أحد الأدلة والوثائق التي تظهر إصرار الولايات المتحدة ونظام الاحتلال الصهيوني على استخدامها لتوسيع الأزمة الحالية في سورية [...] فبعد الهزيمة الجغرافية لتنظيم داعش في سورية عام 2018، حافظت بقايا هذا التنظيم الذي تديره الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على بعض خلاياها النشطة وعززت شبكاتها في البادية السورية. وهدف واشنطن و"تل أبيب" في إدارة هذه العملية هو استخدام هذه الجماعة بهدف تحقيق أهدافهما الأمنية والعسكرية والسياسية المحدّدة في المواقف الحرجة والحاسمة".
وختمت: "ومن الأهداف الأخرى لتنظيم داعش، الذي يحظى بدعم مستمر من الولايات المتحدة ونظام الاحتلال الصهيوني، إطلاق سراح الإرهابيين التكفيريين التابعين له من السجون. ومن الجدير بالذكر أن أميركا ونظام الاحتلال منعوا مرارًا إعدام هؤلاء الأشخاص واكتفوا بالمطالبة بأسرهم في سجون مقرات قوات سورية الديمقراطية! ويقبع الآن الآلاف من عناصر داعش في تلك السجون تحت الإشراف غير المباشر للولايات المتحدة ونظام الاحتلال".
المقاومة هي طريق شعوب المنطقة
بدورها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "من أجل الحصول على فهم صحيح للظواهر السياسية، يجب علينا أولًا وقبل كلّ شيء الحصول على فهم صحيح للسياقات التي أدت إلى إنتاجها. وأيضًا، من أجل الحصول على هذا الفهم، يجب أن نكون قادرين على العثور على الجذور الحقيقية لهذه الظاهرة. من بين كلّ الظواهر التي نتعامل معها في منطقة غرب آسيا، تعتبر المقاومة قضية هامة، سواء كجبهة فاعلة في المجال السياسي أو كفكرة لدول وشعوب المنطقة. وهو موضوع لا نستطيع أن نفهم التاريخ المعاصر للسياسة في غرب آسيا دون أن نكتسب فهمًا واضحًا له.
وفي الوقت نفسه، لكي نتمكّن من رسم المنظور السياسي المحتمل في هذه المنطقة بشكل صحيح، يجب أن نأخذ هذه الظاهرة المهمّة على محمل الجد. وأمس، أكد قائد الثورة في لقاء مع مختلف شرائح الشعب حول الأحداث الأخيرة في سورية، ردا على المخاوف التي تضعها القضايا الراهنة في هذا البلد أمام جبهة المقاومة، أنه بالقدرة الإلهية فالمقاومة ستغطي المنطقة بأكملها بشكل أكبر مما كانت عليه في الماضي.
[...] فكرة المقاومة ليست منتجًا مستوردًا فُرض على شعوب المنطقة من مكان ما خارج التوجّهات الطبيعية والتاريخية، لذلك يمكن أن ندعي أن فكرة المقاومة في كلّ أمة من الأمم ترتبط بتاريخ تلك الأمة، وفي الوقت نفسه تجد مع تطوّراتها السياسية والاجتماعية والثقافية أشكالًا فريدة وجديدة، [...] إذا أضفنا القواسم المشتركة التاريخية والجوار الجغرافي لهذه الدول إلى هذه الفكرة الأولية، فيمكننا أن نتوقع أن الارتباط المادي والنفسي بين مجموعات المقاومة قد وفّر جغرافية واسعة لظهور أمثلة جديدة وديناميكية للمقاومة".
إدارة المرحلة للشعب السوري
هذا، وكتبت صحيفة همشهري: "كانت سورية مسرحًا للأزمات منذ عام 2011، واشتركت فيها جهات فاعلة إقليمية ودولية بشكل جدي؛ ومع ذلك، فإن سورية، باعتبارها أحد الأطراف الرئيسية في محور المقاومة، كانت لها دائمًا مكانة خاصة في المعادلات الجيوسياسية الإيرانية. ورغم الضغوط الكثيرة، حافظت إيران على دعمها للحكومة السورية ومحور المقاومة في الأزمات الحرجة، ولم تضر التطورات الجديدة في هذا البلد بهذا النهج.
وتعتبر إيران محور المقاومة ركيزة الأمن الإقليمي ومواجهة نفوذ النظام الصهيوني وسياسات الهيمنة الغربية، ومنذ بداية الأزمة السورية وقفت إيران إلى جانب حكومة بشار الأسد بهدف الحفاظ على استقرار وسلامة أراضي واستقلال هذا البلد، وهذا الدعم ليس فقط في شكل مساعدات عسكرية واستشارية ولكن أيضًا من خلال الدبلوماسية النشطة في مفاوضات أستانا والاجتماعات الموجهة نحو السلام والمصالحة.
وفي إطار محور المقاومة، أكدت إيران دائمًا ضرورة الحفاظ على التماسك والوئام بين أعضاء هذا المحور. لقد تم تشكيل محور المقاومة كحركة مناهضة للهيمنة بهدف الوقوف ضدّ نفوذ النظام الصهيوني وسياسات التدخل للولايات المتحدة في المنطقة، ولا يمكن للتطورات الجديدة في سورية أن تغير هذا النهج. لأن دعم إيران لهذا المحور يرتكز على مبادئ وأهداف طويلة الأمد تضمن أمن المنطقة واستقرارها.
وبعد التطورات التي شهدتها سورية في الأيام القليلة الماضية، تعتقد إيران أن الشعب السوري يجب أن يكون له دور أساسي في القرارات السياسية لبلاده. لا يمكن لأي حل للأزمة السورية أن يكون مستدامًا ما لم تكن حقوق ومطالب شعب هذا البلد في مركز الاهتمام. إن مشاركة الشعب في العمليات السياسية، بما في ذلك صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة، يمكن أن تعزز أسس حكومة مستقلة ومستقرة، وتشدد إيران على أن مستقبل سورية يجب أن يحدده شعب هذا البلد فقط ولا يمكن للتدخل الأجنبي أن يحل محله".
سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالإمام الخامنئي