الخليج والعالم
تنديد تونسي بالسطو الصهيوني على سورية وخشية من عودة الإرهابيين إلى البلاد
أثار العدوان الصهيوني على سورية ردود فعل مندّدة في الأوساط التونسية الرسمية والشعبية. إذ ينظر التونسيون لما يحصل في سورية بأنه حلقة من حلقات محاولات العدوّ الصهيوني، بدعم أميركي، تغيير وجه المنطقة نحو شرق أوسط جديد يخدم مصالح الصهاينة وحلفائهم. كما أن هناك خشية تونسية من عودة الإرهابيين التكفيريين التونسيين الذين قاتلوا في سورية، وكانوا مسجونين في السجون السورية.
استنكار العدوان الصهيوني
هذا؛ وأصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانًا استنكرت فيه بشدة الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية، بعد سطو الكيان المحتلّ على جزء من الأراضي السورية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة، في هذه المرحلة الاستثنائية التي تمرّ بها الجمهورية العربية السورية الشقيقة. كما استنكرت تونس، في البيان، القصف الصهيوني على سورية واعتداءاته المتواصلة على مُقدّرات وثروات الشعب السوري الشقيق، في محاولة يائسة لاستغلال الظروف الخاصة التي تمرّ بها المنطقة لفرض أمر واقع جديد يخدم السياسة التوسعية للكيان الغاصب.
أدوار التركي والأميركي والصهيوني
من جهته، أصدر التيار الشعبي بيانًا، على لسان أمينه العام زهير حمدي، أكد فيه أن سورية عاشت أكثر من 13 عامًا من الحرب الدامية التي شنت عليها بمختلف الأساليب والوسائط من الإرهاب والحرب الأهلية إلى القصف المباشر من قوى دولية وإقليمية على رأسها الكيان الصهيوني وأميركا وتركيا واقتطاع أراضي سورية لصالح جماعات إرهابية وانفصالية، إلى جانب الخنق الاقتصادي الشامل. وأضاف حمدي أن هذا ترافق مع العجز عن إنتاج حل سياسي حقيقي ينهي الصراع الداخلي، ويفتح أفقًا للشعب والجيش، ويخفف من حدة الأزمة الطاحنة التي فرضت على سورية لمدة طويلة. وقد أدت أميركا وتركيا والعدو الصهـيوني أيضًا دورا كبيرًا في منع إنجاز أي حل سياسي، فهم الماسكون بزمام هذه الجماعات واستمروا في استنزاف الدولة والجيش والشعب بشتى الوسائل إلى أن انهار النظام السوري، بعد الهجوم الأخير في هذه الحرب الطويلة.
كما أكد التيار الشعبي أن سورية ليست دولة عادية ولا هامشية في الوطن العربي؛ بل هي مركز الثقل الإستراتيجي وخط الدفاع الرئيسي عن الأمة العربية عبر تاريخها الطويل. ولقد حملت سورية على عاتقها استمرار مشروع المقاومة العربية ضدّ كيان العدوّ الصهيوني بعد معاهدة "كامب ديفيد" وخروج مصر من الصراع نهائيًّا.
هذا؛ وجاء في البيان أن سقوط سورية بيد غرفة الحرب الأميركية- التركية هو ضربة قوية لمشروع المقاومة ضدّ العدوّ الصهيوني، وسيتطلب الأمر وقتًا لتداركها، وهو كذلك بمثابة الانهيار التام لمنظومة الأمن القومي العربي وانكشافها تمامًا، حيث بات العدوّ الصهيوني يتحرك برًّا وجوًّا وبحرية تامة من الفرات شرقا إلى صحراء سيناء غربًا إلى الجزيرة العربية جنوبًا، وباتت تركيا المتحكّم الرئيسي في أهم مجال إستراتيجي في الوطن العربي.
يضيف البيان: " أما دوليًّا؛ فإنّ سقوط سورية شكّل منعرجًا تراجعيًا حدًا لكل القوى الدولية والإقليمية المناهضة للهيمنة الأميركية، حيث سعت تلك الدول على مدى عقود طويلة إلى الحد من هذه الهيمنة وبناء عالم متعدد الأقطاب؛ فهذا السقوط أعاد التوازن الدولي إلى الوراء وضيّع تضحيات شعوب ودول وحركات تحررية في كلّ أصقاع العالم كانت تراهن على الحد من الهيمنة الأميركية وبناء توازن دولي يمكّن هذه الشعوب من هامش للدفاع على مصالحها وتطوير مقاومتها حتّى الإطاحة بالهيمنة نهائيًّا. وأكد حمدي أن سقوط سورية يمثل انهيارًا لتوازنات جيوسياسية في المنطقة والعالم، والمستفيد الأول هو العدوّ الصهيــوني والمشروع الإمبريالي.
المشروع الصهيوني وأبعاده
كما حذّر حمدي الأنظمة والجماهير العربية من أن المشروع الصهيوني في إعادة تشكيل المنطقة وتقسيم الدول العربية بعد إسقاط سورية يكون قد خطا خطوته الرئيسة نحو مصر، والتي تحاصرها الفوضى من كلّ جانب. ها فضلًا عن عشرات الآلاف من الإرهابيين من شتّى أصقاع العالم المدربين والمسلحين بأكثر الأسلحة تطوّرا، والذين سيسعى الأتراك والعدو الصهيوني لاستغلالهم وإشغالهم في مهام جديدة حتّى استكمال رسم خرائط الدم من العراق والخليج العربي والمغرب العربي حتّى مصر. وهي الجائزة الكبرى كما تؤكد ذلك كلّ مخطّطات العدوّ، والتي بات المجرم نتنياهو يعلنها علنًا في المنابر الدولية.
ويؤكد التيار الشعبي أن الشعب السوري العظيم لن يفرط بسورية قلب العروبة، مهما كانت التضحيات ومهما كان التضليل× فالعراق نهض وقاوم سنوات طوال وليبيا يقاوم شعبها منذ 2011 مشاريع تصفيتها، دولةً وشعبًا، واليمن تقاوم.
كذلك دعا حمدي السلطات التونسية وعموم الشعب التونسي إلى تعزيز الجبهة الداخلية ورص الصفوف، أمام التحديات الجسيمة، وخاصة تفاقم خطر عودة الإرهابيين وخلاياهم النائمة في تونس ومراكزهم في الغرب الليبي؛ حيث لتركيا تواجد عسكري كبير عند الحدود التونسية. ودعا حمدي السلطات إلى رفع درجة اليقظة والعمل على تعبئة الشعب التونسي وقواه ونخبه الوطنية المناهضة للهيمنة والإرهاب والرجعية، والرفع من درجة التنسيق مع دول الجوار