الخليج والعالم
التطورات الحاصلة في سورية محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 14 كانون الأول/ديسمبر 2024، بالتطورات الحاصلة في سورية وموقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة الصامت تجاه الانتهاكات الصهيونية بما يدل على الدور البارز في تأمين محيط الكيان مستقبلًا، كما اهتمت بدور تركيا ومستقبلها من أحداث سورية.
دخان الفوضى في وجه تركيا
بداية، كتبت صحيفة همشهري: "بعد ساعات قليلة تقريبًا من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، بدأت الجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا في إحداث توترات في سورية، وشنّت هجومًا على المؤسسات وتمكّنت بسرعة كبيرة من تدمير مواقع الجيش السوري وأدت هذه الإجراءات إلى سقوط حكومة بشار الأسد.
لكن ما هو واضح هو أن تركيا تلعب دورًا أساسيًا في تجهيز وتحديث تفكير ولوجستيات الجماعات الإرهابية مثل هيئة تحرير الشام [...]:
1. بعد فشل النظام الصهيوني في القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان وصمود حماس وحزب الله مقابل هذا النظام المدجج بالسلاح، انكشفت مرة أخرى اليد العليا لإيران في المنطقة ولم يكن كسر طهران ممكنًا، حاولت تركيا تحريض هذه الجماعات الإرهابية، هذه المرة ليس للقضاء على الأسد، بل لقطع الوصول البري لإيران إلى جماعات المقاومة.
2. بعد تولي ترامب منصبه في الولايات المتحدة، تحاول تركيا أن تظهر لترامب أن لديها أدوات في غرب آسيا وهي عبارة عن هذه الجماعات الإرهابية، حتّى تتمكّن من خلال كسب رأيه من الحصول على دور أكبر من الولايات المتحدة أميركا من إدارة ترامب الثانية في منطقة غرب آسيا لتأخذ وتترك وراءها منافسين مثل السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. ومن المؤكد أن الأميركيين، الذين يمنحون الأولوية لشرق آسيا في سياستهم الخارجية، يبحثون عن شريك موثوق به في إدارة ترامب الثانية للسيطرة على منطقة غرب آسيا وجمهورية إيران الإسلامية في هذه المنطقة الإستراتيجية.
3. مشروع ربط ميناء الفاو العراقي بتركيا، والذي يعرف باسم طريق التنمية والذي من المفترض أن يكون بديلًا لمشروع الشمال - الجنوب العملاق وطريقًا لتجاوز إيران، لم يتمكّن من جذب حتّى دولار واحد من المستثمرين في الأعوام الماضية، وهذا مهم أيضًا لأن المستثمرين يخشون احتمالية انعدام الأمن في المنطقة. وتحاول تركيا تنفيذ خططها التنموية من خلال الهيمنة على سورية وممارسة المزيد من الضغوط على الأكراد الذين يشكلون سبب المخاوف الأمنية لتركيا، مع تقليص دور إيران في منطقة غرب آسيا.
4. أدخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منطقة غرب آسيا بحيث يكون عمقًا إستراتيجيًا لها، وتعد أراضي سورية إحدى أولويات هذا العمق الإستراتيجي.
[...] لقد فشلت تركيا خلال السنوات الماضية في تحقيق أهدافها الإستراتيجية في المنطقة وفي المنافسة الإستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا هو السبب الذي دفعها إلى تحويل الحل لمواجهة خطط إيران الإستراتيجية إلى المواجهة الصفرية، ولسوء الحظ، وعلى الرغم من جهود طهران لفهم مجالات التعاون المشترك مع تركيا، فإن نهج اللعبة الصفرية الذي يتبعه الأتراك في المجالين الاقتصادي والأمني قد تسبب في أحداث مؤلمة مثل التوترات في جنوب القوقاز وأفغانستان، فضلًا عن إعادة العلاقات مع تركيا".
أدوات إيران لمواجهة ترامب
بدورها، كتبت صحيفة إيران: "يستعد العالم لاستعادة البيت الأبيض من قبل ترامب وأتباعه. لا يزال ترامب ظاهرة، حتّى بعد مرور ما يقرب من 8 سنوات على الأيام الأولى لـظاهرته. ولهذا السبب حصل على لقب رجل العام من مجلة تايم للمرة الثانية. وبهذه المناسبة، قال ترامب لـ"تايم" عن إيران: أي شيء يمكن أن يحدث، الوضع غير مستقر للغاية.
وتثار هذه الجمل فيما تكثر الهمسات حول اختيار ترامب لشخص معادي للإسلام بشدة ليكون ممثلا خاصًا للبيت الأبيض في المسائل المتعلّقة بإيران. [...] ومع هذا التصور، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو أنه على الرغم من تولي ترامب منصبه في أميركا، ما هي الأدوات التي تمتلكها إيران لمواجهة ترامب وأتباعه، وما الذي يجب فعله من حيث المبدأ؟ [...]
1. تنويع بيئة العمل في إيران: لعلّ الإجراء الأكثر أهمية الذي يمكن أن تتّخذه إيران في هذه الأشهر وحتّى بعد ذلك هو توسيع إمكانيات سياستها الخارجية. وهذا يعني أن سياسة إيران الخارجية يجب أن تتّجه نحو تعزيز وتعميق العلاقات مع جيرانها وحلفائها. على الرغم من أن علاقات إيران الدولية كانت مقتصرة على العلاقات مع جيرانها في السنوات الماضية، إلا أن موقع إيران الفريد كنقطة ربط بين الدول الصغيرة والكبيرة من ناحية وكونها في بيئة عمل مختلف الأنظمة الفرعية السياسية والدولية بما في ذلك القوقاز، الشرق الأوسط، والخليج العربي، وجنوب غرب آسيا، وآسيا الوسطى، وما إلى ذلك، كلها توفر لإيران إمكانية تنويع سياستها الخارجية؟
2. [...] تقوية الروابط الأمنية: وفي العلاقات الأمنية الإقليمية والدولية، تستطيع إيران خفض مستوى الضرر عندما لا تتعرض لصدمات أمنية. ومعنى الصدمات الأمنية هو عدم خضوع البيئة الداخلية والأمن القومي والمصالح الحيوية للبلاد لضغوط النظام الدولي. وقد أدى التواجد في هذا الوضع إلى توسيع البيئة الأمنية في إيران".
خلق أزمة خلف القناع الأمني
هذا، وكتبت صحيفة جام جم: "يتم خلال الأيام والأسابيع الأخيرة تناقل عناوين وإشارات غير صحيحة في ما يتعلق بالقضايا الراهنة في سورية. أغلب هذه الإشارات سلطتها واشنطن و"تل أبيب" والحكومات التابعة لهما في النظام الدولي، والغرض منها صرف الرأي العام العالمي عن الحقائق المريرة وخلف الكواليس التي حدثت خلال فترة التطورات الأخيرة في غرب آسيا (وخاصة في سوريا).
وتحاول أميركا وحلفاؤها الغربيون تقديم نفس الرواية المشوهة والمقلوبة عن تطوّرات النظام الدولي الماضية والحالية والمستقبلية. وقد ظهر هذا النهج الاحتيالي الآن في البيان الختامي لاجتماع مجموعة السبع. ومؤخرًا، أعلنت دول مجموعة السبع أن دعمها للحكومة السورية المقبلة مشروط بالالتزام بحقوق الإنسان، واحترام حقوق المرأة والأقليات، وإرساء سيادة القانون. ذروة هذا البيان هي أن دول مجموعة السبع تطالب بعملية انتقالية موثوقة وذات مصداقية في سورية تشمل وتحمي جميع الفئات السكانية.
[...] إن إنتاج الأزمات المزمنة والعميقة وتعزيزها في سورية أصبح إستراتيجية كبرى لدى الداعمين الغربيين لنظام الاحتلال الصهيوني، والآن تتحدث السلطات الأميركية والأوروبية عن مخاوفها بشأن مستقبل سورية كما لو كانت في الزاوية منذ بداية القصّة، وفجأة أصبحت على علم بالتطورات الجارية في هذا البلد، والجميع يتذكر ذلك الجهاز الاستخباراتي والعسكري من معظم دول مجموعة السبع، في تأسيس "داعش".
وتابعت: "ادعت الدول السبع التي تدعم الإرهاب والعنف في سورية أنها ستتعاون مع الحكومة السورية المستقبلية وستدعمها بشكل كامل، بشرط أن تكون هذه الحكومة متوافقة مع المعايير الدولية، وشددت هذه الدول على ضرورة الحفاظ على سلامة أراضي سورية ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها. والسؤال الأهم الذي يجب أن يطرح على زعماء هذه الدول السبع هو صمتهم في وجه الاحتلال الصهيوني للجولان وتدمير البنى التحتية العسكرية والأمنية لسورية.
[...] الهدف الرئيسي لمجموعة السبع هو خلق هامش آمن للنظام الصهيوني. وفي هذه الأثناء، تستخدم جميع دول العالم الصناعية السبع وسائل الإعلام وأدوات الدعاية لتحريض البيانات الكاذبة على الرأي العام في العالم والمنطقة، ويعتبر تشويه الأحداث من أهم التقنيات الإعلامية للغرب في مجال الحرب المعرفية".
سورياالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانتركيا
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
14/12/2024