الخليج والعالم
الشأن الإيراني الداخلي والعلاقة مع تركيا من أبرز مواضيع الصحف الإيرانية ليوم السبت 21-12-2024
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 21 كانون الأول 2024 بالتطورات في العلاقات الإقليمية والدولية بين إيران وسائر الدول، كما عكست الصحف الإيرانية النزاع الداخلي الإصلاحي - المحافظ حول موقع إيران المستقبلي والعلاقات السياسية التي لا بد أن تقيمها.
المنافسة الإيرانية التركية
في موضوع المنافسة الإيرانية التركية كتبت صحيفة وطن أمروز: "بعد سقوط الأسد، أصبحت تركيا اللاعب الإقليمي الأكثر نجاحًا. سرعة تحرك هيئة تحرير الشام في سورية، التي وضعت مدن هذا البلد الواحدة تلو الأخرى تحت سيطرة أبو محمد الجولاني، جعلت الجميع يفكرون، لكن كان واضحًا منذ ذلك الوقت أن هذه المجموعة وحدها وبلا مخابرات ولا دعم عسكري لا يمكن أن تصل إلى عمق سورية ودمشق بسرعة.
وبطبيعة الحال، لعب العديد من الجهات الفاعلة دورًا في سقوط الأسد، ولكن كان لتركيا دور أمني وجيوسياسي حاسم. ونظرًا للظروف التاريخية، تعتبر تركيا سورية جزءًا من أرضها الثقافية والتاريخية. نظرة تركيا إلى آثار الفترة العثمانية ليست قضية جديدة.
وبعد سقوط الأسد، فقدت إيران أحد حلفائها في المنطقة وتعرضت سياسة إيران الإقليمية لضربة، حدث ذلك بينما كان وزير خارجية إيران، حتّى قبل يوم واحد من سقوط الأسد ودمشق، يجتمع مع وزير خارجية تركيا الذي سعى إلى تنفيذ اجتماعات أستانا، لكن بعد يوم تغير كلّ شيء وانقلبت الصفحة.
في إيران، بدأ البعض بإضفاء طابع انفعالي على سلوك تركيا وأشاروا إليه على أنه طعنة لإيران في الظهر، لكن الواقع الجيوسياسي لمنطقة الشرق الأوسط وواقع الجوار والتنافس التاريخي بين تركيا وإيران ونظرة تركيا لإيران على عكس الفهم الخاطئ لدى البعض في إيران تجاه تركيا، زادت المعادلات تعقيدًا وأصبحت الحاجة إلى فهم العلاقات جديدة أمرًا لا مفر منه".
وتابعت الصحيفة: "استطاعت تركيا اتباع رغباتها الجيوسياسية والحد من إحدى مشكلاتها للوصول إلى حدود "إسرائيل"، وتوسيع نطاق سيطرتها على القضية الكردية، واتباع سياساتها بفهم عام لاضطراباتها الجيوسياسية. لقد نجحت تركيا في إسقاط الأسد وتمكّنت من السيطرة على سورية.
[...] التنافس بين إيران وتركيا لن ينتهي في سورية، وهناك احتمال أن يمتد هذا التنافس إلى العراق، خاصة وأن تركيا اكتسبت ثقة في قوتها الاستخباراتية، واكتسبت نفوذًا منقطع النظير في الجارة الغربية للعراق. وتعلم تركيا جيدًا أن إيران لعبت في قصّة سقوط صدام دورًا كبيرًا في المعادلات السياسية والإقليمية للعراق، خاصة بعد انتشار "داعش" في العراق، واستطاعت إيران أن تحرر العراق من آفة الإرهاب وتعتبر العراق ممرًّا للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. والآن علينا أن نرى كيف ستعمل تركيا وإيران على تعزيز المنافسة الجيوسياسية".
مجاهدو القرن
حول الوضع في اليمن كتبت صحيفة رسالت: "الوضع في اليمن يزداد تعقيدًا. نفس العدوّ الذي دمر حكومة بشار الأسد، يقرر هذه المرة إشغال الحوثيين مع بقية الحكومة المخلوعة من خلال بدء حرب أهلية في اليمن. ومؤخرًا، قال رئيس أركان الجيش في الحكومة اليمنية المستقيلة: لقد حان الوقت للاستيلاء على صنعاء واستعادة جميع المحافظات من أيدي الحوثيين!.
[...] في الأيام الأخيرة، استهدف مجاهدو اليمن مرارًا الأراضي المحتلة وضربوا قلب تل أبيب. وكان رد النظام هو شن هجمات واسعة النطاق على موانئ الحوثيين، لكنّها لم تسبب أي تراجع أو تردّد في أقوال مجاهدي اليمن وأفعالهم، وستستمر الهجمات على تل أبيب.
وردًّا على هذه الأحداث، قال بنيامين نتنياهو: حاليًّا، الحوثيون هم آخر الناجين من محور الشر الإيراني. وسوف يفهم الحوثيون أن مهاجمة "إسرائيل" لها تكلفة باهظة.
هذا الكلام يحتوي على كذبتين واضحتين. أولًا، لم يتم تدمير حماس وحزب الله، وثانيًا، العلاقة بين محور المقاومة وإيران عرضية وليست طولية. إن الدعم الأخوي الذي تقدمه إيران لأقرانها يعني أن إيران جزء من محور المقاومة، وليست زعيمة له".
مؤامرة شريرة ضدّ إيران
صحيفة مردم سالاري الإصلاحية كتبت: "خطة التعامل مع التحديات الأمنية المقبلة، بالنظر إلى عملية التطورات السريعة بعد غزّة في لبنان وسورية، يمكن رؤية ارتباك التفكير الجيوسياسي لسلطات جمهورية إيران الإسلامية. ولعل جذورها الأساسية هي تفكير العالم الغربي في القضاء على كلّ الثورات بما في ذلك إيران. والشيء الآخر هو أنه في نظر الغرب تم وضع إيران تحت عناوين محور الشر في النظام العالمي وما إلى ذلك، إلى جانب روسيا والصين وكوريا الشمالية، وربما يكون تغيير النظام جزءًا من خططهم.
لذلك، يبدو أنه في الوضع الحالي لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإنها تواجه معضلة محاولة البقاء والهبوط من قوة إقليمية إلى لاعب محلي أو المواجهة المباشرة.
وفي هذا الصدد يمكن القول إن نتيجة اللعبة الإيرانية في المنطقة تحت عنوان محور المقاومة ربما لن تسير على ما يرام. لأنه منذ فترة طويلة، ركز الغرب على مشروع هزيمة الفكر العسكري الموجه نحو المقاومة من خلال وضع خطط تحمل عناوين الشرق الأوسط الجديد و"إبراهام" وما إلى ذلك، لضرب الجمهورية الإسلامية أو القضاء عليها (وربما تفكيكها).
في هذه المرحلة، من الأفضل للمثقفين الجيوسياسيين أن يهبوا لمساعدة الميدان والدبلوماسية لإخراج إيران من هذا المأزق الجيوسياسي من خلال تقديم الحلول. أحد المخرجات الحالية يمكن أن يكون العودة إلى السياسة السابقة، التي تعني تدمير البرامج الأمنية والعسكرية المنافسة في المنطقة والضغط عليها.
[...] بداية، إن سياسة الردع والتي تتوافق مع المصالح الأمنية والوطنية للبلاد تتطلب التشاور والحوار مع الغرب وبادئ ذي بدء مع الدول المحايدة مثل سويسرا وغيرها، للتواصل السريع.
الطريقة التالية هي اللعب مع دول شبه القارة الهندية وفي البداية فتحها عبر باكستان. ولذلك، في الوقت نفسه، تبدو الحوارات والتعاون مع الأجهزة الأمنية المؤثرة في الغرب، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، من أجل التبادل السياسي والأمني، ضرورية من أجل تعزيز المصالح الأمنية والوطنية لإيران.
[...] حتّى الآن إذا تم تنفيذ الخطط المذكورة والتي تعود جذورها إلى ما قبل الثورة بل واستفدنا منها خلال الحرب مع العراق، فإن الانفلات الأمني والتهديدات المباشرة لإيران في الحدود الغربية والشمالية الغربية والشرقية لإيران من المحتمل أن يتم منعها أو أن تكون محدودة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/12/2024