الخليج والعالم
التصعيد العسكري الفعلي ضدّ إيران ليس مضمونًا في ولاية ترامب الثانية
كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن نقاش يجري داخل فريق إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن كيفية مقاربة إيران، وعما إذا كان يجب اعتماد الانفتاح على المفاوضات أم استهداف برنامج تخصيب اليورانيوم لدى طهران بالعمل العسكري سواء بشكل سري أم معلن، أو ربما بمبادرة "إسرائيل".
كما تحدثت الصحيفة في ذات السياق عن جولة من "الدبلوماسية القسرية" تضع إيران أمام خيارين، إما تفكيك قدراتها النووية عبر التفاوض، أو عبر القوّة. وأضافت أن المسؤولين الأميركيين والأجانب قالوا خلال مقابلات في الأسبوعين الماضيين أنه قد تحصل أحداث دراماتيكية في ملف إيران النووي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
هذا وتابعت الصحيفة أن الهجمات الإلكترونية التي نفذتها "إسرائيل" والولايات المتحدة من أجل إبطاء تقدم إيران النووي لم تحقق سوى نتائج محدودة. كذلك نبهت من أن تدمير بنية إيران التحتية النووية سيكون في غاية الصعوبة لـ"إسرائيل"، إلا إذا ما وافق ترامب على تقديم الدعم الذي رفض أسلافه تقديمه.
كما أوضحت الصحيفة أن اختراق جبل فوردو حيث يجري إنتاج اليورانيوم سيتطلب على الأرجح القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات التي تزن 30.000 رطل المعروفة باسم Massive Ordnance Penetrator. وأشارت إلى أن إسقاط هذه القنبلة يحتاج إلى قاذفة B - 2 التي سيتوجب على ترامب أن يزود "إسرائيل" بها (إذا دعم العمل العسكري ضدّ إيران).
وذكرت الصحيفة في ذات السياق هدفًا آخر في مدينة أصفهان حيث يعمل آلاف العلماء والمهندسين الإيرانيين في مركز أبحاث ضخم (وفق الصحيفة)، مضيفة أنه يُعتقد أن إيران تخزن المواد النووية هناك أيضًا بعمق كبير تحت الأرض.
قالت الصحيفة أيضًا إنه ليس واضحًا كيف سيرد ترامب ومستشاروه على طلبات "إسرائيلية" للمساعدة، مشيرة إلى أن Marco Rubio الذي جرى اختياره لمنصب وزير الخارجية معروف بمواقفه المتشددة ضدّ إيران، وإلى أنه كان من معارضي الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه خلال حقبة الرئيس السابق باراك أوباما. غير أنها لفتت إلى أن هناك مسؤولين آخرين مثل نائب الرئيس المنتخب JD Vance يتحدثون عن ضرورة أن تخرج الولايات المتحدة نفسها من "الحروب الأبدية" في الشرق الاوسط.
كما نبهت الصحيفة إلى أن ترامب لم يكن مستعدًا لضرب إيران خلال ولايته الأولى، وإلى أن هناك إمكانية كبيرة أن يقوم باستعراض للقوة يحاكي سيناريو ضرب منشآت إيران النووية، ومن ثمّ الدخول في مفاوضات. وأردفت أن سجل ترامب يفيد بأنه سيبدأ بعقوبات اقتصادية جديدة رغم أنه تبين عدم فاعليتها. كذلك أضافت أنه ليس واضحًا أقله حتّى الآن مدى استعداد ترامب للمخاطرة في مواجهة برنامج إيران النووي.
الولايات المتحدة الأميركيةايران