الخليج والعالم
مؤشرات زوال الإمبراطورية الأميركية
كتب Richard Wolff مقالة نشرت على موقع Asia Times تحدث فيها عن تناقضات حادة عدة ومستمرة في كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، معتبرًا أن ذلك يفيد بأن هناك تحولات تاريخية ربما بدأت.
كما رأى الكاتب أن التحول الأول يتمثل في وصول الإمبراطورية الأميركية وحلفائها (وخاصة الدول السبعة) إلى ذروة القوّة ومن ثمّ التراجع. كذلك قال إن هذا التحول يعكس ويعزز صعود المعسكر الجنوبي العالمي (Global South) والصين ومنظمة دول بريكس.
وتابع الكاتب أن التحول الثاني يتمثل في تراكم المشاكل والصعوبات الاقتصادية الداخلية الناتجة عن نظام الرأسمالية الأميركية، منبهًا من أنه لا يجري الاعتراف بوجود هذه المشاكل والصعوبات، ناهيك عن حلها. كما أردف أن من أكبر المشاكل تزايد الفجوة في الثروة ومستوى الدخل، ودورات الركود والتضخم التي لم يجرِ التوصل إلى حل لها.
ونبه الكاتب من أن الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء ينكرون هذه التحولات، وأن النكران حتّى الآن هو الرد المشترك من كلا الحزبين المتعلّق بانحدار الامبراطورية العالمية والرأسمالية المحلية. كما حذر من أن النكران نادرًا ما يحل المشاكل بل إنه عادة ما يمكّنها ويجعلها أسوأ حتّى تنفجر.
وأضاف الكاتب أن التناقضات الأساسية التي تعاني منها الأحزاب السياسية وسياساتها الاقتصادية تؤدي إلى تبعات مماثلة على مستوى الخبراء الاقتصاديين، موضحًا أن النقاشات القديمة من دون التوصل إلى حل بين الخبراء الاقتصاديين تؤثر بدورها على السياسات والسياسيين والخطاب العام بحيث يصبح هناك عجز عن إصلاح ما يعتبره الشعب نظامًا "محطمًا".
تابع الكاتب أن التناقضات التي تؤثر على الخطاب والممارسات في الفترة الراهنة ربما تعود إلى استنزاف التقاليد الاقتصادية والسياسية القديمة حتّى في الوقت الذي لم ينشأ فيه بشكل واضح بعد تقليد جديد. وأردف أن النموّ الاقتصادي الذي حققه الاتحاد السوفييتي في القرن العشرين والذي حققته الصين في القرن الواحد والعشرين يقوض مسألة تفضيل نظام القطاع الخاص على الرأسمالية المنظمة من قبل الدولة.
كما نبه الكاتب من أن النقاش القديم الذي يركز على حجم الإنفاق الحكومي لا يقدم جديدًا على صعيد القضايا الاقتصادية المركزية في المرحلة الحالية، مثل صعود منظمة بريكس مقابل تراجع الدول السبعة (G7) وعملة الدولار في التجارة العالمية. أيضًا توقع أن يستمر التغيير مع انحدار الامبراطورية الأميركية ونظامها الرأسمالي.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/12/2024