الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الولايات المتحدة تتجنّب الحرب مع طهران
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 25 كانون الأول 2024 بالأوضاع العالمية المرتبطة بالجمهورية الإسلامية، حيث سلّطت بعض الصحف الأضواء على العلاقات المتوقّعة بين ترامب وطهران، فيما تحدّثت صحف أخرى عن العلاقات الروسية الإيرانية.
تركيز أمريكا على احتواء الصين وتجنّب الحرب مع إيران
بداية مع صحيفة "مردم سالاري" التي كتبت:" تقول بعض المصادر إن اليابانيين يتطلعون إلى التوسط بين طهران وواشنطن؛ وفي الوقت نفسه، توصي بعض الأوساط الدبلوماسية في أمريكا بأن يتحرك ترامب نحو التوازن مع إيران وتجنب المواجهة. في الوقت نفسه، كتب موقع ذا هيل الأميركي في مقال أشار فيه إلى الدور الأساسي للطاقة الرخيصة في تعزيز الأهداف الاقتصادية لدونالد ترامب، أنه لهذا الغرض من المحتمل أن يتبنى نهجا تفاوضيا فيما يتعلق بإيران يبحث ترامب عن النفط الرخيص من أجل النمو الاقتصادي الأمريكي المتزايد، وسوف يتجنب الحرب مع إيران. إذا تورط الخليج العربي في حرب، يمكن لطهران أن تقوم بتلغيم مضيق هرمز ومنع 30% من شحنات النفط و20% من شحنات الغاز".
وأضافت "على الرغم من تأكيد الرئيس الأمريكي المنتخب على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، فمن المرجح أن يختبر أسلوب التفاوض في البداية. ولهذا فهو يحتاج إلى وسيط يعرف المنطقة والجهات الفاعلة فيها جيداً، وترى العديد من الدول العربية أن الولاية الثانية لرئاسة ترامب فرصة لإقامة المزيد من العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، ومن بينها قطر، التي يتمتع ترامب معها بتاريخ بناء. وتجدر الإشارة إلى أن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لإدارة بايدن، قال لشبكة سي إن إن مؤخرا، إن ترامب يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران".
طريق مسدود في جهنم "تل أبيب"
بدورها، كتبت صحيفة "جام جم": "الاحتجاجات الداخلية اندلعت مرة أخرى في الأراضي المحتلة. وبينما يحاول نتنياهو، رئيس وزراء نظام الاحتلال، إظهار نفسه مسيطراً على ساحة المعركة، وذلك من خلال إخفاء الخسائر البشرية والتكاليف البنيوية والنفسية الناجمة عن الهزيمة في الحرب في غزة ولبنان، وتمنعه من إثبات هزيمته النهائية في هذه المعادلة، فإن الاحتجاجات الداخلية في تل أبيب وحيفا والمستوطنات الصهيونية اشتعلت وأظهرت موجة من الاستياء من استمرار الحرب في الأراضي المحتلة. ومع نشر أنباء عن جمود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، نشهد مرة أخرى تبلور غضب سكان الأراضي المحتلة. ومن الواضح للجميع أن تل أبيب فقدت قوة السيطرة الحقيقية للميدان، وفي كل يوم تبدو غير قادرة على حل هذا اللغز المعقد أكثر من ذي قبل. وانتشرت المظاهرات الاحتجاجية الصهيونية في كافة أنحاء فلسطين المحتلة من تل أبيب إلى القدس، والمتظاهرون يهتفون بأنهم يريدون صفقة تعيد جميع الأسرى".
وتابعت "عدم تحقيق الإنجازات العسكرية، وعدم إطلاق سراح الأسرى، تسبب في تراكم المشاكل في الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني، وهذه القضية ستؤدي إلى انفجار داخلي في أقرب وقت. ومع توقف الحرب فإن ظهور الاحتجاجات الداخلية في الأراضي المحتلة هو مقدمة لهذه الحرب الأهلية. لطالما قوبلت المظاهرات في فلسطين المحتلة بهجمات واسعة النطاق من قبل الشرطة لإعادة فتح بعض الشوارع التي أغلقها المتظاهرون. قال وزير الحرب السابق في الكيان الصهيوني، منتقدا أداء حكومة نتنياهو في حرب غزة، إن حكومة إسرائيل الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، بسياساتها وتوجهاتها، تدفع المجتمع نحو تصعيد التوترات والتصعيد".
ضرورة تطوير العلاقات بين طهران وموسكو
كتبت صحيفة قدس:" بالنظر إلى التطورات الراهنة في المنطقة والتحديات المشتركة بين إيران وروسيا في مواجهة الضغوط الغربية، يمكن اعتبار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية حلاً فعالاً في تعزيز مصالح البلدين.
وكانت الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب رئيس الوزراء الروسي فيتالي سافيف إلى طهران فرصة جيدة لمراجعة الاستراتيجيات بهدف تصحيح أوجه القصور وتوسيع التعاون. إن هذا اللقاء لا يظهر فقط تصميما جديا على توسيع العلاقات، بل يؤكد أيضا على الإرادة المشتركة للبلدين للاستفادة من الفرص المتاحة والقدرات الهائلة والتوجه نحو المزيد من العلاقات في مختلف المجالات وهو أمر مهم.
وفي عالم اليوم، أدت السياسات الأحادية والمهيمنة التي ينتهجها الغرب بشكل خاص إلى زيادة الحاجة إلى التقارب بين هذين البلدين. ويشكل هذا التقارب السياسي في اتجاه مواجهة هيمنة الغرب ومنع سياسات العقوبات نقطة إيجابية للطرفين لتعزيز موقعهما على الساحة العالمية مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية.
وفي الوقت نفسه، تكمل الصحيفة، تتفق طهران وموسكو على العديد من القضايا، بما في ذلك قضايا مهمة مثل سوريا واليمن وغيرها، وهذا التوافق في السياسة الخارجية يمكن أن يؤدي إلى تقارب أكبر في مجالات أخرى، بما في ذلك مجالات التعاون في الأمن والدفاع، وبسبب العقوبات الشديدة والتحديات المشتركة، أصبح التعاون الدفاعي أداة حيوية للتعامل مع التهديدات الإقليمية والعالمية.
وأشارت الى أن "هذه العلاقات التي تأسست منذ فترة طويلة لا تساعد على أمن البلدين فحسب، بل تساعد أيضا على بناء جبهة موحدة في منطقة غرب آسيا ومناطق أخرى من العالم من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة والتعامل فيها مع الأزمات. كما أن إيران وروسيا، باعتبارهما دولتين غنيتين بالموارد الطبيعية والطاقة، تتمتعان بقدرات مهمة للغاية للتعاون الاقتصادي. وبالنظر إلى أن البلدين من كبار مصدري الطاقة، فإن التعاون الاقتصادي يمكن أن يفيد الجانبين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن صناعات إيران وروسيا متكاملة تماماً في بعض المجالات، بحيث يمكن لإيران أن تلعب دوراً في توفير احتياجات روسيا الزراعية والفنية والهندسية، بينما تستطيع موسكو توفير احتياجات طهران في المجالات الصناعية والتقنيات المتقدمة.
وختمت أن "أحد المشاريع الاستراتيجية التي يمكن أن يكون لها تأثير واسع على تعزيز العلاقات الاقتصادية هو تفعيل الممر الشمالي الجنوبي، وهو ما تم التأكيد عليه في لقاء بزشكيان مع الوفد الروسي".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
25/12/2024