الخليج والعالم
إيران في عام 2024.. صمود أمام التحديات
عام 2024 كان عامًا حافلًا بالإنجازات والأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. على الرغم من كلّ التطورات. الشعب الإيراني على أعتاب الاحتفال بالذكرى الـ46 لثورته الإسلامية المباركة، ماضيًا على نهج التطور وتحقيق قيم الثورة، صامدًا أمام التحديات.
وهنا نلقي نظرة على أهم ما شهدناه في إيران عام 2024، حيث بدأ هذا العام بمساعٍ خبيثة لأعداء الجمهورية الإسلامية المهزومين الذين استهدفوا المواطنين المشاركين في مراسم إحياء ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني والحاج أبي مهدي المهندس ورفاقهما، عند ضريح الحاج قاسم في كرمان، مما أسفر عن 84 شهيدًا و284 مصابًا.
إيران سرعان ما ردّت واستهدفت الجهات الداعمة للإرهابيين في عمليات صاروخية، واعتقلت المشاركين في العملية.
ومع بداية العام الإيراني الجديد، رسم آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في كلمته أمام أبناء الشعب الإيراني في مرقد الإمام الرضا (ع) خارطة طريق العام المقبل في جميع المجالات.
الوعد الصادق 1
الصهيوني المسعور استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق. سبق ذلك عمليات أخرى استهدف فيها مستشارين إيرانيين في سورية، ولكن هذه المرة هاجم مقرًا دبلوماسيًا، مما أدى إلى استشهاد مستشارين عسكريين رسميين وعلى رأسهم القائد الشهيد محمد رضا زاهدي.
فور ذلك أكدت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن هذا الإجراء الصهيوني سيقابل برد كبير.
وجاء بعد أيام الوعد الصادق 1 محققًا لأبناء إيران الثورة ما توعد به الإمام الخامنئي العدوّ الصهيوني في خطبة صلاة عيد الفطر السعيد، وبذلك أمطرت إيران كيان العدوّ بصواريخها، وكسرت مرة أخرى الهيبة الورقية للصهاينة.
وبعد ذلك أراد العدوّ القيام بعملية للرد على إيران ولكنه فشل تمامًا ما عرَّضه لانتقادات كبيرة، وقد أضيف هذا الفشل لسجل الهزائم الصهيونية.
استشهاد رئيس الجمهورية ووزير الخارجية
شهدت إيران في هذه الأيام حادثًا مأسويًا وهو سقوط المروحية التي كانت تقل رئيس الجمهورية خادم الشعب آية الله الشهيد السيد إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته المقاوم الشهيد حسين أمير عبد اللهيان وإمام جمعة تبريز ومحافظ آذربيجان الشرقية.
ولكن الشعب الإيراني كرم هؤلاء الرجال في تشييع مهيب في عدة مدن من تبريز إلى طهران وإلى بيرجند ومشهد المقدسة.
كما حيا أحرار العالم الرئيس الشهيد ووزير خارجيته اللذين بذلا كلّ مساعيهما خلال المؤتمرات والزيارات الدولية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ولكن إيران الثورة ووفق الدستور والقانون سرعان ما أعلنت بدء عملية الانتخابات الرئاسية لاختيار الرئيس القادم، وحقق الشعب الإيراني ملحمة كبرى في المشاركة خلال الانتخابات الرئاسية المبكرة، واختار الدكتور مسعود بزشكيان رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكدت إيران من خلال هذه العملية السياسية المرنة بأنها بلد القانون والدستور وسيادة الشعب الدينية.
العدو المهزوم أمام محور المقاومة اقترف مرة أخرى جريمة كبرى من خلال عملية استهداف ضيف مراسم تحليف رئيس الجمهورية وهو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية في عملية إرهابية استهدفته في محل إقامته.
ولكن إيران الوعد الصادق أكدت أن وعدها صادق وستثأر لدمائه ودماء الشهداء الأبرار.
جمعة النصر
الإنجازات الإيرانية هذا العام لم تقتصر فقط على المجال العلمي، بل حققت إيران إنجازات في المجال الرياضي وذلك في أولمبياد وبارا ـ أولمبياد باريس 2024 بحصولها على المرتبة 21 في الأولمبياد و14 في البارا ـ أولمبياد بعد حصدها عشرات الميداليات.
ولن ينسى الشعب الإيراني ذلك اليوم المؤلم عندما تم إعلان نبأ استشهاد سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله وخروج الإيرانيين في الشوارع رافعين صور السيد الشهيد ورايات حزب الله وفلسطين.
وصلاة جمعة النصر بإمامة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي وخطبة سماحته التي أكد فيها للعالم أن المقاومة حية ومستمرة في طريق النصر المؤزر.
كما خلق الشعب الإيراني ملحمة من خلال حملة التضامن، والتي لا تزال مستمرة حتّى يومنا هذا، وذلك بغرض تقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني من خلال تقديم الأموال والذهب والممتلكات وكلّ ما هو بوسعهم.
الوعد الصادق 2
الوعد الصادق 2 كان اليوم الموعود. حينها تفاجأ العالم بالصواريخ الإيرانية الفرط صوتية والمتطورة تظهر كالنجوم في السماء وتنهمر على كيان العدوّ والقبة الحديدة تفشل أمامها.
والعالم رأى مرة أخرى أن إيران صادقة الوعد في الثأر لدماء الشهداء والوقوف إلى جانب المظلومين.
بعد ذلك قام العدوّ بعملية رد على إيران، ولكن الجمهورية الإسلامية واجهتها بدفاعاتها الجوية، مؤكدة بأنها سترد على عملية العدوّ من خلال الوعد الصادق 3.
*استمرار الإنجازات العلمية
كالأعوام الماضية، استمرّت الإنجازات العلمية والمشاريع الكبرى في إيران
من إطلاق الأقمار الصناعية ظفر 3 إلى فخر1 وجمران 1وهدّد وكوثر وثريا، وصولًا إلى تحقيق إنجازات في مجالات التطور العلمي في استخدام التقنية النووية للأغراض السلمية، وصولًا إلى تقدم البلاد في مجالات الطب الحيوي، بما في ذلك تطوير علاجات جينية جديدة، وبرامج لتطوير أدوية مضادة للسرطان والنانو والذكاء الاصطناعي، إلى افتتاح مشاريع اقتصادية كبرى منها استكمال مراحل مهمّة من مشروع نقل الغاز بين شمال وجنوب إيران لتعزيز صادرات الطاقة إلى آسيا الوسطى وجنوب آسيا، كما أطلقت الحكومة مشروعات للطاقة الشمسية في أقاليم عدة، بما في ذلك أكبر محطة شمسية في الشرق الأوسط في محافظة كرمان.
واستمرت كذلك في الإنجازات الدفاعية، منها الكشف عن منظومة دفاع جوي جديدة، أطلق عليها "بافار 474"، والتي وصفتها بأنها قادرة على التصدي للطائرات الشبحية والصواريخ الباليستية.
كما حققت إيران تقدمًا في تصنيع الطائرات من دون طيار المسلحة. تم الكشف عن طائرات مسيرة جديدة مثل "شاهد - 149"، وهي قادرة على حمل أسلحة دقيقة وإجراء عمليات بعيدة المدى.
كما أجرت إيران اختبارات ناجحة على صواريخ باليستية جديدة مثل "خرمشهر - 5" الذي يتميّز بمدى يصل إلى 2500 كيلومتر وقدرة على حمل رؤوس متعددة.
العلاقات الدولية
دوليًا، واصلت إيران سياسة تعزيز علاقاتها الإقليمية والدولية خاصة مع دول المنطقة، منها التطور في اتّجاه تعزيز العلاقات بين إيران ومصر واستمرار تطوّر العلاقات بين إيران والسعودية وتوقيع إيران اتفاقية إستراتيجية مع الصين تهدف إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وتعاون عسكري دولي من خلال المناورات المشتركة مع دول المنطقة، والحضور الفاعل لإيران في المنظمات الإقليمية والدولية مثل منظمة شانغهاي والسعي لتشكيل تحالفات اقتصادية جديدة لمواجهة الأحادية الأميركية.
الجمهورية الاسلامية في إيرانبانوراما 2024
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
03/01/2025