شخصية الحاج قاسم وأبعادها تصدّرت الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس (02 كانون الثاني/يناير 2025)، بذكرى شهادة الحاج قاسم سليماني فخصّصت أغلب الصحف موضوعها المركزي في مقالاتها عن شخصيته وأبعادها ودورها في إيران ومحور المقاومة. كما اهتمت بالتطورات الإقليمية والعالمية لا سيما ما يحدث في غزّة من جرائم للاحتلال.

الحاج قاسم رمز الوحدة بين الميدان والدبلوماسية

بداية، كتب محمد باقري رئيس أركان القوات الإيرانية، في صحيفة "جام جم" لمناسبة ذكرى شهادة الحاج قاسم: "تمثل الذكرى الخامسة لاستشهاد الجنرال الحاج قاسم سليماني فرصة للتفكير مرة أخرى في المثل والقيم التي ضحى بحياته من أجلها. إن طريق الشهيد سليماني مليء بالمسؤولية، ويتطلب بصيرة لدراسة أبعاد شخصيته. ولا يقتصر تكريمه على الاحتفالات والخطب فحسب؛ بل إنها تعطي معنى لمُثُلها في الممارسة العملية. وستظل ذكراه حية في قلوب الأمم المحبّة للحرية، وقد أدى هذا القائد دورًا لا غنى عنه في إيقاظ إرادة الأمم، ليس كقائد عسكري فحسب، بل أيضًا كخبير إستراتيجي بارز وملهم للأمم المضطهدة. بمقاربة تتجاوز الحدود الجغرافية والعنصرية، استطاع أن يحوّل فكرة المقاومة والوقوف في وجه الظلم إلى نموذج عالمي، فبرز لبنان وفلسطين واليمن إلى الواجهة عبر مقاربة عابرة للحدود الوطنية بهدف تحقيق العدالة وتحرير الأمم من براثن الاستكبار والإرهاب. لقد أظهر القائد سليماني بأفعاله وسلوكه أنه من الممكن الوقوف في وجه الاستكبار والانتصار. وكانت أفعاله في الحرب ضدّ الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش، والتي كانت تشكّل تهديدًا لأمن المنطقة والعالم، مثالًا على هذه الإرادة القوية التي دفعت الدول إلى التحرك في اتّجاه الثقة بالنفس والمقاومة. والشهيد سليماني، مع أنه بطل قومي للإيرانيين، أصبح بطلًا عظيمًا للأمة الإسلامية وأحرار العالم، بصرف النظر عن الاختلافات بين الأديان".

تجمّد الإنسانية في غزّة

عن مأساة غزة، كتبت صحيفة "رسالت": "أصبح موت الأطفال الفلسطينيين بسبب التجمد في شتاء غزّة البارد رمزًا آخر لمظلومية الأمة الفلسطينية وأطفالها الأبرياء في ظل جاهلية الغرب الحديث. وأكثر من ذلك؛ فإن ادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان أصبح لا معنى له. لقد بدأ اليوم الأول من العام الجديد بموقف أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزّة أنه، خلال برد الأيام الماضية وأمطار الشتاء، استشهد 8 فلسطينيين في قطاع غزّة بسبب البرد، 7 منهم أطفال.... هذه الحادثة لا تسلط الضوء وتوضح إلا نقطة واحدة أكثر من أي شيء آخر، وهي أن مؤشرات حقوق الإنسان بالنسبة إلى الحكومات الغربية وحلفائها تعمل بشكل مزدوج في المواقف المختلفة عندما يتعلق الأمر بالحلفاء الغربيين، حتّى بالدولة المجرمة كما هو الحال مع النظام الصهيوني، والآن تصمت جميع منابر حقوق الإنسان في الغرب وتتجاهل تجمّد أطفال غزّة. هذه هي سياسة الحكومات التي تلطخت أيديها بدماء مضطهدي العالم عبر التاريخ. لكن الأمم ما تزال مستيقظة وتسير في طريق مختلف".

تابعت الصحيفة: "العام 2024 شهد أبشع الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزّة، وكشفت أكاذيب حقوق الإنسان لمؤيديهم الأميركيين والغربيين، ولكن بالقدر نفسه، المقاومة التي لا مثيل لها التي أبداها الشعب الفلسطيني، دخلت التاريخ بشكل خالد، إن عملية "طوفان الأقصى" البطولية نهاية العام 2023 كانت كافية لكشف الصورة الحقيقية للنظام الصهيوني الهمجي والإجرامي للعالم، ولذلك يصح القول إن العام 2024 كان عام الإبادة الإجرامية التي قام بها الاحتلال ضدّ شعب عاش في جغرافية صغيرة اسمها غزّة، لكن في الوقت نفسه كان "طوفان الأقصى" كافيًا ليشهد العالم المقاومة الفريدة لأمة قاتلت بأيدٍ فارغة ضدّ المجرمين الصهاينة".

ظلّ رجل الظل على السياسة الأميركية

أما صحيفة "مردم سالاري" فقد كتبت: "بما أن كلّ المحللين السياسيين في العالم يدرسون الزلزال السياسي في دمشق، كان هناك معركة شرسة تدور في الكونغرس الأميركي عن الميزانية الأميركية للعام المقبل، وأحد اللاعبين الأساسيين في هذه الحملة هو إيلون ماسك الرأسمالي المعروف وحليف ترامب، وبينما كان جميع الوفد الدبلوماسي الرفيع المستوى للولايات المتحدة يستوعبون كيفية الربط بين القيم الأميركية والمصلحة الإستراتيجية للولايات المتحدة، في اجتماع مع الرجل - الجولاني زعيم تحرير الشام- الذي حدّدت الولايات المتحدة مكافأة لمن يأتي برأسه، هدّد إيلون ماسك بشدة أعضاء الكونغرس الأميركي وحذّرهم من ضرورة عدم الموافقة على مشروع الموازنة الذي اقترحته إدارة بايدن. لقد كانت تهديدات ماسك كبيرة لدرجة أن بعض وسائل الإعلام الأميركية أشارت إليه على أنه الرئيس الحقيقي وراء الستار. ... وما يلفت الانتباه، في هذه الأثناء، هو الهجوم العنيف وغير المسبوق على إيلون ماسك من الدوائر السياسية الليبرالية الأميركية. فقد أطلقوا عليه اسم رئيس الظل وعدّوا تدخله في هذه العملية التشريعية هرطقة مفاجئة... وبالطبع أصبح واضحًا في هذه القصّة أن إيلون ماسك سيكون أكثر من مجرد عضو بسيط في إدارة ترامب".

تابعت الصحيفة: "يبحث ترامب وماسك عن نوع من الثورة الإدارية في نظام الحكومة الأميركية والإدارة العامة. وسيكون الأساس الفكري لهذه الثورة هو تقليص دور الحكومة وإلغاء القيود التنظيمية، ونتيجة لذلك، زيادة ثروة وقوة بعض الشركات. لكن ما يدور في ذهن ترامب وماسك ليس بالطريق السهل. وكما اتضح خلال إقرار الموازنة، فإن التوّتر سيبرز حتّى داخل الحزب الجمهوري. وخلال الاتفاق النهائي والتسوية المتعلّقة بالموازنة، لم يستمع أكثر من خمسة وثلاثين عضوًا جمهوريًا في الكونغرس إلى كلام وأوامر ترامب في الوقوف ومواجهة مشروع قانون الموازنة، وكما ذكرنا أصبحت الهجمات شديدة وكبيرة على ماسك. وهذا التوّتر التاريخي سيستمر، أي قبل بداية ولاية ترامب الثانية، وسوف يواجه اعتماد ترامب المفرط على الأغنياء ردّ فعل عكسية".

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانغزةقاسم سليماني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم