الخليج والعالم
المشهد المتشابك في سورية عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 04 كانون الثاني 2025 بالتطورات الإقليمية لا سيما المشهد المتشابك في سورية وغير الواضح المعالم بالنسبة للمرحلة الانتقالية المنتظرة، كما اهتمت أيضًا بالوضع الميداني للمقاومة لا سيما الوضع في غزّة، وأيضًا رصدت بعض الصحف الإيرانية المسار الانحداري للكيان الصهيوني داخليًا.
خليط باسم الحكومة السورية
كتبت صحيفة وطن أمروز: " مع سقوط حكومة بشار الأسد وقيام عناصر جديدة في دمشق، أثيرت تكهنات كثيرة حول مستقبل هذا البلد وسورية بعد الأسد. في أي اتّجاه سيأخذ الحكام الجدد سورية؟
ويرى بعض المحللين الإقليميين والغربيين الذين دعموا المسلحين المناهضين لسورية، في ظل مواقف أبو محمد الجولاني الغريبة والجديدة، أن سورية ستتّجه نحو تشكيل حكومة إنقاذ وطني مكونة من كافة الأطياف والمجموعات السياسية وحتّى الأقليات.
وبعد السيطرة على دمشق، قام الجولاني بسرعة بإجراء تغييرات مثل تغيير مظهره من جندي تكفيري إلى ما يسمّى بشخصية البدلة الكلاسيكية، وفي الوقت نفسه، حاول في مقابلات مختلفة مع وسائل الإعلام الغربية تقديم نفسه للمجتمع الدولي كشخصية سياسية معتدلة على الرغم من تاريخه الإجرامي الداعشي.
لكن الأحداث التي تظهر أن جماعة إرهابية تكفيرية هي التي هيمنت على سورية، وليس حركة مدنية ثورية، أصبحت أكثر وضوحًا يومًا بعد يوم.
وباعتباره الزعيم الفعلي لسورية الجديدة، يقوم الجولاني بترتيب الحكومة تدريجيًا وتعيين مسؤولين في مختلف الإدارات السياسية والعسكرية وإنفاذ القانون لمنظمته الجديدة. تعيينات تظهر بالضبط نقطة انطلاق التناقض في أقوال وأفعال قادة سورية الجدد. [...] إن إعطاء مناصب لشخصيات أجنبية في مؤسسة مثل الجيش يدل على أن الجولاني لم ولن يستطيع أن ينأى بنفسه عن انتماءاته الدينية والفكرية، ومنذ البداية حذّر العديد من المحللين من تصرفات الجولاني ووصفوها بأنها حيلة لتعزيز موطئ قدم الجماعات الإرهابية في دمشق. [...] إن قيام الجولاني مؤخرًا بإشراك الإرهابيين التكفيريين السلفيين في الحكومة السورية المستقبلية يظهر أن تنظيم الحكومة المتمردين يكون أكثر من مجرد شركة مساهمة للإرهابيين، ويعتبر الجولاني نفسه مدينًا للمجموعات التكفيرية المسلحة، والآن حان الوقت ليعطيهم نصيبهم من الجبنة السورية.
وتابعت الصحيفة "[...] أكّد الجولاني مرارًا وتكرارًا في تصريحاته الأخيرة على التسامح السياسي والاستعانة بجميع المجموعات الوطنية للمشاركة في الحكومة السورية، لكن ليس من الواضح ما الذي سيحدث لدور القوات الأجنبية التي قاتلت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" في سورية. [...] يقول العديد من الصحفيين المتواجدين الآن في مناطق مختلفة من سورية وعلى اتّصال وثيق مع قوات تحرير الشام لإعداد التقارير الإخبارية، إن العديد من هؤلاء المقاتلين ليسوا سوريين، بل حتّى لا يعرفون حتّى اللغة العربية. وتفاديًا لهذه المشكلة، أشارت قيادات في "هيئة تحرير الشام" إلى إمكانية منح المقاتلين الأجانب وعائلاتهم الجنسية السورية والبقاء في هذا البلد بسبب مشاركتهم في القتال ضدّ نظام بشار الأسد!".
حريق في حقل نتنياهو
كتبت صحيفة رسالت: " رغم أن وسائل الإعلام التابعة للكيان الصهيوني والجيش والموساد لا تتوقف عن فعل أي شيء للتغطية وإخفاء خلافاتها الداخلية حول القضايا الراهنة في غزّة ولبنان وحتّى سورية، لكن الأدلة والوثائق الحالية في "تل أبيب" تشير إلى اشتداد عمق الصراعات واتساع نطاقها، وإلى أن مجلس الوزراء يسير على طريق الانهيار".
وقالت "إن عدم تحقيق رغبات وأهداف الصهيونية في الحرب في غزّة ولبنان، من ناحية، والتزايد المتسارع للأزمات الأمنية في الأراضي المحتلة، أصبح بمثابة بيان قاطع في تحليل التطورات في المنطقة. [...] في الأيام الأخيرة، دخلت الأزمة في الحكومة الائتلافية لنظام الاحتلال مرحلة أكثر وضوحًا مما كانت عليه في الماضي. وذكرت وسائل إعلام عبرية أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، الذي يتعافى من إصابته بسرطان البروستاتا، هرع إلى "الكنيست" لإنقاذ الائتلاف، وذلك على الرغم من أن الأطباء أكدوا أنه لا ينبغي له الحضور لمدة 72 ساعة أي لقاء".
وأضافت "[...] اعتقد بنيامين نتنياهو أن احتلال الجولان والقنيطرة في سورية واستمرار الحرب في غزّة ولبنان سيؤدي إلى زيادة شعبيته بين سكان الأراضي المحتلة، لكن استطلاعات الرأي تظهر أنه إذا أجريت الانتخابات في الأراضي المحتلة، فإن الائتلاف الحالي سيخسر بالتأكيد أمام الائتلاف المعارض، ومن القضايا التي يدور حولها خلاف جدي إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، فما حدث هو النقطة الكاشفة لهزيمة الصهاينة ميدانيًا في الحرب مع مقاتلي حزب الله. [...] إن المشاكل الحالية في "تل أبيب" ليست سطحية، بل تنبع من عمق الفشل الإستراتيجي والميداني للنظام الصهيوني في ساحة المعركة في غزّة ولبنان، وحتّى القضية السورية معقّدة إلى حد أنها أثارت الشكوك حول مستقبل دمشق لدى المسؤولين والإستراتيجيين الصهاينة. في مثل هذا الوضع، ليس نتنياهو وحده، بل أيضًا مسؤولون آخرون في نظام الاحتلال، أصبحوا رموزًا للفشل الذريع والبعيد المدى، الذي تبرز آثاره أكثر فأكثر كلّ يوم".
صدمة الصهاينة من حماس الجديدة
كتبت صحيفة همشهري: " لقد مر أكثر من 15 شهرًا على أكبر فشل استخباراتي وعسكري للنظام الصهيوني في تاريخ هذا النظام. الهزيمة التي لحقت بالكيان الصهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية في غزّة يوم 7 أكتوبر 2023، خلال عملية طوفان الأقصى، وتزايدت أبعادها حتّى يومنا هذا. حتّى قبل 3 أشهر كانت السلطات الصهيونية تدّعي أن اغتيال السنوار يعني القضاء على قوى المقاومة الفلسطينية في غزّة وهزيمتها بالكامل، لكن التقديرات الآن حتّى داخل النظام الصهيوني تشير إلى أن قوى المقاومة الفلسطينية في غزّة خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبعد مرور أشهر على استشهاد يحيى السنوار، لم تضعف، بل إن إجمالي عمليات هذه القوات لا يزال في تزايد. ومن ناحية أخرى، فإن تزايد عدد قتلى وجرحى الجيش الصهيوني يدل على أن قوة "إسرائيل" قد ضعفت ولم تعد قادرة على ادعاء النصر كما كانت في الماضي".
وأردفت الصحيفة "من خلال النظر إلى تقارير وإحصائيات المصادر الرسمية العبرية يمكن تقديم منظور واقعي للوضع الراهن للمقاومة الفلسطينية. حيث كشفت بعض سائل إعلام النظام "الإسرائيلي" أن برلمانيي هذا النظام جلسوا للاستماع إلى تقرير في الاجتماع السري للجنة العلاقات الخارجية والأمن في البرلمان، والذي يشير إلى تنامي قدرة فصيلي المقاومة الرئيسيتين في غزّة وهما حماس والجهاد الإسلامي".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
06/01/2025