الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: سورية في مرحلة تبادل الرسائل
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 05 كانون ثاني 2025 بالأوضاع الإقليمية ولا سيما الأوضاع في سورية والعراق والمناطق المحيطة.
كما اهتمت الصحف الإيرانية بمراقبة الوضع في غزّة واستمرار حماس والمقاومة الفلسطينية بالفاعلية في غزّة بعد 15 شهرًا من العدوان ومؤشرات هذا الأمر.
خرائط البيت الأبيض وسط فوضى السوق السورية
بداية مع صحيفة "رسالت" التي كتبت: "رغم أن الوضع النهائي للحكومة السورية الجديدة لا يزال يحيط به حالة من عدم اليقين، إلا أن إعلان الحكومة المؤقتة لرئيس الوزراء محمد البشير يشير إلى رغبة هيئة تحرير الشام في تنظيم العملية الجديدة في سورية في مرحلة ما بعد انهيار النظام السابق وتهيئة الظروف للفترة الانتقالية وإجراء الانتخابات وفق القرار 2254. في هذه الأثناء، دخلت الولايات المتحدة الأميركية، التي طالما أولت أهمية خاصة للقضية السورية، القصّة وبعد أن صممت الإطاحة بحكم بشار الأسد بمساعدة المنطقة المحيطة، وخاصة تركيا، تدخلت في العملية السورية الحالية، ففي الخطوة الأولى، ألغت الولايات المتحدة مكافأة الـ 10 ملايين دولار للقبض على أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، وفي المرحلة التالية، التقى وفد أميركي برئاسة باربارا ليف، مساعدة وزير الخارجية، بالجولاني في دمشق في الوقت الذي لا تزال هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة سابقًا، باعتبارها فرعًا لتنظيم القاعدة، مدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية والأوروبية. وتضمن اللقاء بين الوفد الأميركي والجولاني العديد من المواضيع منها تشكيل حكومة شاملة، الموقف من الأقليات والأعراق، قانون قيصر، الشروط المتعلّقة برفع هيئة تحرير الشام من قائمة التنظيمات الإرهابية والموقف من "إسرائيل" وإيران، ومصير الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى داخل سورية منذ عام 2012".
وأضافت: "سورية لا تزال في مرحلة تبادل الرسائل بين الغرب والتنظيمات والفصائل التي وصلت إلى السلطة، والدول الغربية تراقب التطورات في سورية عن كثب، لأنها تشعر بالقلق من التبعات المحتملة للأوضاع الجديدة في هذا البلد، خاصة مع ميولهم المتطرّفة التي لا يمكن السيطرة عليها. وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة فورين بوليسي، أن تغيير موقف هيئة تحرير الشام في الظروف الجديدة قد يكون تكتيكيًا. ولهذا السبب، يواصل الغرب والولايات المتحدة التعامل مع حكام سورية الجدد بحذر، وفي الوقت نفسه، يحاولون استخدام أوراق الضغط المختلفة التي يملكونها ضدّ البنية الجديدة لدمشق لتحقيق مطالبهم. وبحسب التجربة، فإن موقف أميركا تجاه سورية يخضع لمصالح وأهداف واشنطن المحدّدة في هذا البلد، وكما أنها لم تعارض حكم طالبان في أفغانستان، فسيكون هناك إمكانية تقديم دعم مشروط للحكام السوريين الجدد، خاصة إذا كان ينبغي إدراج موقف الحكومة السورية الجديدة تجاه إيران و"إسرائيل" في منظومة السياسات الغربية".
تصدير انعدام الأمن من سورية إلى العراق
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "خلال تطوّرات العام الماضي ومع سقوط الحكومة السورية وإعادة هيكلة السلطة في سورية، واجهت المنطقة إحدى فتراتها التاريخية الأكثر حساسية. ورغم أن هذا الحدث يخل بالنظام والمعادلات السياسية والأمنية في المنطقة، فأنه يؤدي أيضًا إلى عواقب عميقة وخطيرة في بعض الأحيان على البلدان المجاورة. ويعتبر العراق من الدول التي تأتي في طليعة النفوذ نظرًا لقربه من سورية وموقعه المهم في التطورات الإقليمية. ومن السيناريوهات المحتملة في مثل هذا الوضع تشكيل موجة من الاغتيالات الموجهة ضدّ شخصيات عراقية بهدف خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني على نطاق واسع".
وتابعت "يتعامل العراق منذ سنوات مع قضايا مثل الحرب وانعدام الأمن. فمن الحرب التي استمرت 8 سنوات مع إيران والصراعات التي أعقبت الغزو والاحتلال العسكري الأميركي إلى ظهور داعش واستعادة المناطق التي احتلها داعش، مرت هذه البلاد بتجارب أمنية صعبة ومكلفة. خلال التطورات الأخيرة، تم إنشاء مساحة فارغة يمكن للجماعات المسلحة والجهات الفاعلة الإقليمية وحتّى القوى من خارج المنطقة استغلالها كفرصة لإعادة تحديد موقفها. إن اغتيال النخب العراقية والشخصيات المؤثرة يمكن أن يكون أداة للجماعات المتطرّفة أو الدول المتدخلة للاستفادة من فراغ السلطة هذا. وتؤجج هذه الاغتيالات أجواء المجتمع وتعرض العراق لفوضى منظمة".
وأردفت "بعد انهيار الحكومة السورية، فإن تقارب أو تباعد المجموعات العراقية سوف يطغى إلى حد كبير على أمن واستقرار هذا البلد. وإذا تم التخطيط لاغتيال شخصيات عراقية بارزة على نحو يكتسب نكهة طائفية، فإن خطر الصراعات الداخلية سوف يتزايد. وفي هذه الحالة، لن تؤدي ردود الفعل الانتقامية وزيادة العنف الطائفي إلى إضعاف حكومة بغداد فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى تأخير إعادة بناء الهياكل الأمنية والاقتصادية لسنوات. لذلك، يجب على القادة السياسيين والدينيين منع أي تحريض على الخلافات الطائفية من خلال تحديد النقاط الحساسة واتّخاذ الإجراءات الوقائية".
وختمت "إذا لم يتصرف شعب وحكومة العراق بنهج وقائي وذكي ضدّ سيناريو الاغتيالات المستهدفة والمخطّط لها، فسوف تكون هناك فوضى جديدة في الطريق. وينبغي أن يؤخذ هذا التحذير على محمل الجد حتّى لا تتلطخ صفحات تاريخ العراق مرة أخرى بدماء شخصيات مؤثرة كان بإمكانها أن تلعب دورا مهما في بناء مستقبل أفضل لشعبها".
كابوس نتنياهو في الحرب والمفاوضات
من ناحيتها، قالت صحيفة "جام جم" إن عقد جولة جديدة من مفاوضات الدوحة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس ونظام الاحتلال الصهيوني قوبل بالغضب والاحتجاج من قبل كبار أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو. في هذه الأثناء، تعتزم وسائل الإعلام الغربية والصهيونية اعتبار مماطلة نتنياهو في مفاوضات غزّة بمثابة إعلان كاذب عن قدرة "تل أبيب" على الهيمنة على مسرح الحرب، وبذلك تفتح أيدي الفريق المفاوض للنظام الصهيوني في الدوحة والقاهرة، لكن هناك حقائق في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة لا تترك مجالًا في الأساس لاستمرار هذا التفسير والتوضيح السخيف".
وأضافت: "الحقيقة هي أن رئيس وزراء نظام الاحتلال فشل بشكل واضح في تحقيق أهدافه الثلاثية في غزّة، ولا أفق للموساد وجيش هذا النظام لتحقيقها في المستقبل: تدمير حماس والاحتلال الكامل لقطاع غزّة وإطلاق سراح الأسرى دون تقديم تنازلات للمقاومة الفلسطينية، هذه هي الأهداف الثلاثة التي أكد عليها نتنياهو ورفاقه بعد عملية طوفان الأقصى وزعموا أنهم سيحققون هذه الأهداف الثلاثة في ساحة المعركة".، وأكملت "الآن نحن في بداية عام 2025، وبعد 15 شهرًا، تواصل حماس تواجدها ومقاومتها في قطاع غزّة. ومن الجدير بالتأمل أنه حتّى بين الإستراتيجيين والمحللين الصهاينة ومختلف مؤسسات هذا النظام، هناك اختلاف واضح في الرأي حول حجم القدرات العسكرية واللوجستية والصاروخية والبنية التحتية لحماس (بما في ذلك أنفاقها) التي تم تدميرها. لكن القاسم المشترك في الغالبية العظمى من التحليلات هو أن حماس لا تزال حية وديناميكية ولها حضور ملموس ونشط في غزّة".
ورأت أن "يأس نتنياهو في ساحة المعركة والمفاوضات هو نتيجة لعدم تحقيق أهدافه الثلاثية في حرب غزّة، ويأس الفريق المفاوض الصهيوني في الدوحة والقاهرة، حيث يشعرون بالقلق إزاء الحدود والتنازلات التي ينبغي منحها لحماس. وفقط مقابل إطلاق سراح بعض السجناء".
وختمت إن "معنى هذا الاتفاق المحتمل ليس سوى الهزيمة المطلقة للصهاينة في ساحة المعركة مع حماس. ولذلك فإن غضب كبار أعضاء حكومة نتنياهو بشأن وقف إطلاق النار في غزّة ليس سببه الادّعاء الكاذب بسيطرة "تل أبيب" على ساحة المعركة، بل على العكس من ذلك، فهو ينبع من خوفهم من الاعتراف بالهزيمة في حرب غزّة".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
07/01/2025